بحظر 4 جمعيات إرهابية.. فرنسا تقطع مخالب الشر الإيرانية داخل أراضيها

الخميس 21/مارس/2019 - 01:29 م
طباعة بحظر 4 جمعيات إرهابية.. أميرة الشريف
 
مع الاستراتيجية التي بدأت تتبعها معظم الدول الأوروبية في القضاء علي الجماعات والتنظيمات الإرهابية، تواصل السلطات الفرنسية مساعيها للقضاء علي كل ما يتعلق بنشاطات الجماعات المتطرفة، وتكثف ذلك عن طريق قطع جذور الإرهاب والتطرف وتطهير أراضيها من التنظيمات الإرهابية، حيث اقترح وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، على الرئيس الفرنسي خلال جلسة لمجلس الوزراء حظر أربع جمعيات تدعو إلى القتال المسلح ويعمل معظمها في شمال فرنسا.
وأكدت الداخلية الفرنسية أنه بناءً على توجيهات الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، الوزير كاستانير "عازم بقوة على حل كل الجمعيات التي تدعو للكراهية وللتفرقة والتي تمجد العنف".
وأصدرت الداخلية بيانًا، أكدت فيه حل "مركز الزهراء فرنسا"، و"الفيدرالية الشيعية في فرنسا"، و"حزب معاداة الصهيونية"، و"تليفزيون فرانس ماريان"، بموجب الفقرة 6، و7 للقانون رقم 212-1 للأمن الداخلي.
وجمعية "مركز الزهراء فرنسا" هي جمعية شيعية أغلقت الشرطة الفرنسية مقراً لها في أكتوبر الماضي في مدينة غراند سانت شمال فرنسا.
وتُعتبر "مركز الزهراء" الجمعية الأم للجمعيات الثلاث الأخرى، وهي على علاقة بتنظيمات مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والجناح العسكري لـ"حزب الله".
ويستغل مركز الزهراء مواقع التواصل الاجتماعي في الدعاية للجمهورية الإيرانية ونشر المذهب الشيعي في فرنسا، كما، تشير صفحة المركز على فيس بوك أنه أسس في نوفمبر 2009، لكن في ذلك وحده لبس، إذ ذكرت "لكسبراس" الفرنسية في فبراير 2009 أن هذه "الجمعية المسلمة الشيعية" توجد منذ 2005.
ونفذت الشرطة الفرنسية في 2  أكتوبر الماضي عملية أمنية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب، وداهم حوالي 200 شرطي مركز جمعية الزهراء الإسلامية الشيعية شمال البلاد، ووجدوا أسلحة غير مرخصة كما داهموا منازل المشرفين على الجمعية، واعتقلوا عدة أشخاص، من ضمنها منزل يحيى قواسمي، وهو جزائري اعتنق المذهب الشيعي ويجاهر بعلاقته بإيران التي تردد أنه زارها عدة مرات.
ويقع مقر المركز حاليا في غراند سينث بضواحي دونكيرك، داخل مزرعة تضم ايضا مقر الاتحاد الشيعي لفرنسا، ويتوافق مركز الزهراء مع مواقف توجهات جمهورية إيران وحزب الله اللبناني.
وتأسس المركز الشيعي في شهر نوفمبر من عام 2005 على يد الشيعي يحيى القواسمي، وهو عبارة عن جمعية دينية تتميز بشبكة علاقات مختلفة مع اليمين المتطرف وعلاقات متشابكة مع إيران، وبدأ في العمل الفعلي في نوفمبر عام 2009.
والقواسمي هو فرنسي الجنسية وجزائري الأصل، حيث يعتبر من أبرز شيعة فرنسا يقود عدة مؤسسات شيعية حيث أسس حزب "ضد الصهيونية" في فرنسا، وله علاقات واسعة مع إيران وحزب الله.
وزار القواسمي إيران عدة مرات، كما التقى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد وكذلك الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، حيث يدين بولائه للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
ويتبنى "القواسمي"، أفكار وسياسية إيران وحزب الله في المنطقة وهو دائم الهجوم على المملكة العربية السعودية، ويصير على نهج حلفاء إيران في انتقاده للدول العربية باعتبارها دولا رجعية وتابعة، وهو بذلك يشكل ذراع إيران في فرنسا.
وقد شارك القواسمي في تأسيس الاتحاد الشيعي الفرنسي، وتلفزيون "فرنسا ماريان تيلي"، وكلها جمدت أموالها لستة أشهر أيضا.
ويهدف المركز لمعرفة رسالة الإسلام عبر رؤية الرسول وأهله، ويعرف بهم ويترجم أفكارهم ويستشهد بأعمالهم، مع التركيز على "الفكر والروح الجامعين"، إضافة إلي نشر ما أسماه أهل البيت وعقائدهم والتعريف والكشف عن الروح العالمية لرسالة أهل البيت ونشر ذلك في المجتمع الفرنسي والاستشهاد بعلومهم والمشاركة في نشر الكتب وإقامة المحاضرات في الأيام الدراسية وتنظيم المحاضرات العلمية والدينية والعقائدية وإنتاج الأفلام الدينية.
ووفق تقارير، لا يشارك هذا المركز "لا من قريب ولا من بعيد" في مساعدة المهاجرين ولا في الاجتماعات المنتظمة بين الجمعيات والمسئولين المحليين، رغم أن المركز يشير في موقعه الإلكتروني إلى أنه يقدم مكان "استقبال ذي طابع اجتماعي وعائلي وديني.
كانت ذكرت لكسبراس الفرنسية، أن الجمعية قد حركت التحفظات في 2009 بسبب منشورات "لاذعة" "معادية للصهيونية"، فأكدت " أن المركز بث "صورا مرعبة، تقارن مصير اليهود على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية بمصير الفلسطينيين في مواجهة الجيش الإسرائيلي الحالي".
وتذكر "لكسبراس" بأن الجمعية قد نظمت في يوليو 2008 محاضرة حضرها الفكاهي الفرنسي المثير للجدل "ديودوني" ورئيس "حزب مسلمي فرنسا" محمد الأطرش. وفي أغسطس من نفس السنة حسب "لو جورنال دي ديمانش" استقبل "مركز الزهراء" كيمي سيبا وهو متطرف وكانت حركته "تريبو كا" قد فككت في 2006 بسبب "التحريض على الكراهية العرقية" و"معاداة السامية". وتقول صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نقلا عن الباحث رومان كاييه المتخصص في الحركات الجهادية أن "مركز الزهراء" هو "منظمة إسلامية، مقربة من إيران، القوة الشيعية الرئيسية، ومن حزب الله اللبناني".
وفي مايو 2016، نشر المركز مقالا يندد بـ"المجموعة الإرهابية التي يديرها من نصب نفسه خليفة، أبو بكر البغدادي، منذ 29 يونيو 2014" في إشارة إلى قائد تنظيم "داعش"، ووصفته بـ مشروع نازي اشتراكي-صهيوني".
وبفرنسا أكبر جالية مسلمة في أوروبا، وهي لا تزال في حالة تأهب قصوى بعد هجمات شهدتها في السنوات الأخيرة قتل فيها متطرفون إسلاميون ومهاجمون يستلهمون فكر جماعات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" أكثر من 300 شخص
ووفق إحصائيات، فإن عدد الشيعة في فرنسا يقدر بنحو 300 ألف شخص، ويوجد نحو نصفهم في العاصمة باريس وضواحيها في حين يتوزع النصف الآخر على مناطق فرنسية أخرى، أهمها مدن وضواحي ليون وتولوز ومونبيلييه وليل ومرسيليا وغيرها.

شارك