وثائق تكشف خطط "داعش" المستقبلية في أوروبا

الأحد 24/مارس/2019 - 12:16 م
طباعة وثائق تكشف خطط داعش فاطمة عبدالغني
 
بات معلومًا أن تنظيم داعش لم يكن وليد السنوات القليلة الماضية، بل ولد من رحم جماعات إرهابية في العراق قبل أكثر من 15 عامًا، البداية كانت في عام 2003 حين قام أبو مصعب الزرقاوي بتأسيس ما عرف بتنظيم "الجهاد والتوحيد" ليمر بانعطافات ومراحل عدة قبل تأسيس تنظيم داعش في العراق عام 2006.
في مايو عام 2013 أعلن عن اندماج تنظيم داعش في العراق وفرع القاعدة في سوريا "جبهة النصرة" لتشكل تنظيم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق وسوريا، وقبل أن يفكك ذلك الارتباط بين القاعدة وداعش في فبراير 2014، وهو العام نفسه الذي أعلن فيه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي أن أتباعه أقاموا الخلافة ونصبوه خليفة للمسلمين في ذلك العام أيضًا بات التنظيم يسطر على مساحات شاسعة من العراق وسوريا ومن ضمنها مدن رئيسية كالموصل والفلوجة وتكريت والرقة وحلب وغيرها، وباحتلاله لتلك المساحات الشاسعة تمكن التنظيم من حصد الدعم المالي عبر سيطرته على حقول النفط وغيرها من المصادر وتجنيد الآلاف قسرًا في صفوفه، وخلال تلك الفترة كان العالم شاهدًا على جرائم التنظيم من عمليات الإعدام والقتل الجماعي والاختطاف وتدمير المدن والمعالم الأثرية وغيرها، لكن العصر الذهبي لهيمنة التنظيم بدأ بالانحسار وخصوصًا مع الإعلان عام 2014 عن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة للمباشرة بحملة قصف جوية على أهداف التنظيم، ومنذ ذلك الحين بدأت معارك ضارية لاستعادة المدن والمناطق السورية والعراقية من قبضة التنظيم، انطلقت من استعادة تكريت والرمادي والفلوجة مرورًا بالموصل وتدمر وأدلب وحلب والرقة وحتى تحرير آخر جيب كان يسيطر عليه التنظيم في ريف دير الزور شرقي الفرات مؤخرًا.
وثائق تكشف خطط داعش
إلا أن سقوط داعش في سوريا والعراق لن يشكل على ما يبدو نهاية لهذا التنظيم المتطرف، إذ كشفت وثائق عثر عليها مراسل صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية شرقي سوريا أن التنظيم الذي مني بهزيمة كبيرة مؤخرًا وضع خططًا مستقبلية في أوروبا، كما كشفت عن تحضيرات لتسليح وتمويل متطرفين وخلايا نائمة في أوروبا.
ووصفت الصحيفة ما جاء في الوثائق من خطط بأنها "تقشعر لها الأبدان"، وتضمنت أسماء المئات من مسلحي التنظيم وميزانياتهم، بالإضافة إلى مراسلاتهم التي عكست وجود نظام بيروقراطي داخل التنظيم.
ووفقا للصحيفة، يُعتقد أن البغدادي يقبع في مخبأ صحراوي سري مع "كبار أمراءه"، وليس في معقل "داعش" الأخير في قرية الباغوز، التي كانت مسرحاً للقتال العنيف في الأسابيع الأخيرة.
وتشير إحدى الرسائل، التي تم العثور عليها في قرص مدمج يحتوي على عشرات المراسلات، إلى طلب الإذن لإنشاء مكتب للعلاقات الخارجية لإدارة عمليات داعش في أوروبا وغيرها من المناطق.
ويظهر في رسالة مكتوبة في يناير- موجهة إلى زعيم داعشي محلي في سوريا- اسم "أبو طاهر الطاجيكي" الذي لديه خطة لمساعدة أعضاء داعش في أوروبا على شن هجمات، وتجنيد أفراد من الخارج إلى سوريا.
وتقول الرسالة المكتوبة، إن لدى الطاجيكي أفرادا يريدون العمل في مناطق بعيدة عن العراق وسوريا، وتعطيه الإذن بالتواصل معهم من أجل تنفيذ عمليات داخل أوروبا.
كما تقول الرسالة: "قبل أن ينفذوا العمليات يرسلون لنا الأهداف إن كان التواصل آمنا، وإلا فلينفذوا، ولن نقصر معهم بما يحتاجون، ولكن الأمر يحتاج إلى واقعية ومصداقية".
وتظهر الوثائق أن الطاجيكي كان يعتزم تقديم خططه إلى لجنة أرسلها زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، لكن تم تأجيل الاجتماع بعد مقتل أحد أفراد اللجنة، وفي الرسالة، يسأل كاتبها عن فرصة أخرى لتقديم الاقتراح.
وفي رسالتين أخريين تم إرسالهما إلى قادة "داعش" في العراق وسوريا من الكاتب نفسه، يقدم أوراق اعتماده قائلا: إنه أصيب في اليد اليمنى والساق اليمنى ثم ساقيه، وتعهد بالولاء لداعش في عام 2013، ثم يقدم نفسه ورجاله.
وكتب في الرسالة: "نرسل لك، اقتراحنا، وهو إنشاء خلايا تماسيح"، ويضيف: "سوف يقتصر عملهم على قتل أعداء الله وأخذ أموالهم وإرسالها إليك- إذا كنت تريد ذلك". 
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه لديهم بالفعل طاقم جاهز للعمل، بما في ذلك الفنيين والمتسللين عبر الإنترنت وليس لديهم أي أموال أو أسلحة.
و بحسب الصحيفة يظهر جدول بيانات ميزانية التنظيم مجموعة تضم 65 مسلحًا في دير الزور يتقاضون 35 دولارًا شهريًا، وتحصل زوجاتهن على المبلغ نفسه، بينما تحصل الأسر على 25 دولارًا شهريًا لكل طفل، ويتقاضى أحد المسلحين، الذي لديه 4 زوجات و10 أطفال، 425 دولارًا شهريًا، بينما تتقاضى زوجة أخرى 70 دولارًا.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن أحد تقارير الميزانية ربما يعطي فكرة عن سبل بقاء التنظيم، حيث يتم تخصيص 5 آلاف دولار للعمل السري، فيما تشير وثائق أخرى إلى أن أعضاء خلايا "داعش" النائمة يحاولون إنشاء شركات خاصة؛ لا سيما بشراء الناقلات وتجارة النفط لاستخدمها من أجل مراقبة أجزاء من الصحراء والسيطرة عليها.

شارك