بعد إعلان هزيمته في "الباغوز".. "داعش" يعيد تموقعه بـ"خلايا نائمة" في منبج

الثلاثاء 26/مارس/2019 - 12:57 م
طباعة بعد إعلان هزيمته أميرة الشريف
 
قتل 7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، في هجوم نفذته "خلايا نائمة" في منطقة منبج السورية الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، مقتل 7 عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، إثر تعرضهم لهجوم دامٍ نفذته "خلايا نائمة" في منطقة منبج الواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب.
وكانت أعلنت قوات "قسد"، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، السبت الماضي، انهاء تنظيم داعش الإرهابي تماما من جيب "الباغوز" بشرق سوريا، وأعنلت القوات هزيمة التنظيم لتنهي بذلك دولة "الخلافة" المزعومة التي أعلنها داعش في 2014، وامتدت في وقت من الأوقات على مساحة تصل إلى ثلث العراق وسوريا.
ويأتي إعلان هزيمة داعش بعد معارك قادتها قوات سوريا الديمقراطية مع التنظيم الإرهابي استمرت لـ5 سنوات، وخلال هذه المعارك قُتل نحو 12 ألف فرد من قوات سوريا الديمقراطية خلال المواجهات مع داعش، كما أصيب نحو 21 ألفا آخرين.
من جانبها، اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية، المئات من المسلحين الأجانب غير السوريين والعراقيين، من جنسيات عدة؛ أبرزها البريطانية والفرنسية والألمانية، وطالبت هذه القوات الدول المعنية باستعادة مواطنيها.
وتتكون قوات سوريا الديمقراطية من "التحالف العربي السوري وجيش الثوار وغرفة عمليات بركان الفرات وقوات الصناديد وتجمع ألوية الجزيرة والمجلس العسكري السرياني ووحدات حماية الشعب الكردية ووحدات حماية المرأة الكردية"، حسبما أعلنت إبان تأسيسها.
وفي اعقاب إعلان هزيمة داعش، أكد مصطفى بالي، مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، أن داعش لم ينته بعد بل هناك خلايا نائمة، قائلا: لا نستطيع أن نتحمل عبء فلول داعش وحدنا.
وأشار إلى أن هناك عددا هائلا من أطفال ونساء داعش قد يكونون مشروعا إرهابيا في المستقبل، مضيفًا: أنه إذا لم تستقر سوريا سياسيا وإداريا فإن داعش قد يظهر مجددا، وتشن قوات سوريا الديمقراطية هجمات منذ أسابيع للسيطرة على الجيب الواقع قرب الحدود مع العراق.
وعلى الرغم من أن هزيمة التنظيم في الباغوز تنهي سيطرته على الأراضي الشاسعة التي سيطر عليها في 2014، وقت إعلان دولة "الخلافة"، إلا أن التنظيم المتشدد لا يزال يشكل تهديدا.
وبعد أن انتزعت السيطرة على مخيمٍ من قبضة عناصر التنظيم الثلاثاء الماضي، كان مقاتلون من التنظيم متمرسون يتحصنون في هذا المخيم لخوض محاولة أخيرة للدفاع عن جيب الباغوز، وهو كل ما تبقى من "دولتهم المزعومة" التي أعلنها التنظيم وامتدت ذات يوم على ثلث مساحة سوريا والعراق.
وهناك بعض مسلحي التنظيم الذين يتحصنون في مناطق نائية في الصحراء السورية، كما تواروا عن الأنظار في مدن عراقية حيث يشنون هجمات بإطلاق النار أو عمليات اختطاف، في انتظار فرصة للخروج من جديد.
وتعتقد الولايات المتحدة أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي موجود في العراق، وكان البغدادي أعلن دولة الخلافة من على منبر جامع النوري الكبير في الموصل عام 2014.
وأكد المرصد السوري، في بيان له اليوم الثلاثاء 26 مارس 2019، أن مسلحين مجهولين يرجح أنهم خلايا تتبع تنظيم داعش الإرهابي نفذوا هجوما، الليلة الماضية، استهدف حاجزا لقوات الدفاع الذاتي على طريق منبج-حلب؛ ما أدى إلى مقتل 7 عناصر على الأقل من قوات الدفاع الذاتي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية وإصابة 3 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.
وأشار إلى أن أعداد القتلى لا تزال مرشحة للارتفاع؛ بسبب وجود جرحى حالاتهم خطرة، وسط استنفار تشهده المنطقة بحثا عن المنفذين، وذلك بعد أيام من حملة أمنية نجحت في اعتقال أكثر من 100 متهم بالانتماء لخلايا تركية وأخرى تابعة لداعش في منبج.
وشدد المرصد على أنه رغم انتهاء تنظيم داعش الإرهابي بشكل كامل كقوة عسكرية مسيطرة في منطقة شرق الفرات، وبخاصة ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الممتدة من منبج وحتى الحدود السورية-العراقية؛ فإن نشاط التنظيم لا يزال مستمرا على شكل خلايا تعمل ضمن هذه المناطق، من خلال تنفيذ تفجيرات وهجمات واغتيالات وعمليات قتل، طالت مدنيين ومقاتلين.
ورجحت مصادر للمرصد السوري وجود من 4 آلاف إلى 5 آلاف عنصر داعشي متوارين في قرى وبلدات ومدن خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ممن تسللوا في أوقات سابقة إلى هذه المناطق وشكلوا خلايا نائمة بعضها يتبع للتنظيم الإرهابي، لتنفيذ عمليات فوضى في المنطقة واستهداف قوات سوريا الديمقراطية ومناطق سيطرتها.
ووفق تقارير إعلامية، لا زال في سوريا مقاتلين في جيب قليل السكان غربي نهر الفرات في منطقة تسيطر عليها الحكومة السورية، وأصدرت لجنة مراقبة داخلية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقريرا، في فبراير الماضي، قالت فيه إن الدولة الإسلامية ما زالت جماعة مسلحة نشطة وتستعيد قدراتها ووظائفها في العراق على نحو أسرع من سوريا، مضيفا: ”في ظل غياب الضغط المستمر (المتعلق بمكافحة الإرهاب) فسيعاود داعش على الأرجح النهوض في سوريا خلال من 6 أشهر إلى 12 شهرا ويستعيد أراضي محدودة.
ووفق تقارير إعلامية، تسببت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل 8 سنوات بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، من بينهم ما يزيد عن 112 ألف مدني، وفق حصيلة نقلها المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس 2011 نزاعا داميا، ووثق المرصد مقتل 371 ألفا و222 شخصا منذ اندلاع النزاع في 15 مارس 2011، من بينهم أكثر من 112 ألف مدني، موضحا أن بين القتلى المدنيين أكثر من 21 ألف طفل و13 ألف امرأة.
وسبق أن حذرت تقارير دولية من أن هزيمة داعش وانحسار نفوذها في البلدين الجارين سوريا والعراق لا تعني بالضرورة انتهاء خطره.
وأشارت إلى أن التنظيم المتطرف يحاول لملمة نفسه وإعادة التموقع، موضحة أنه بات يعتمد أكثر على الهجمات المباغتة وحرب العصابات.
كما حذرت من وجود خلايا نائمة تتحيّن الفرص المناسبة لشنّ أعنف الهجمات في رسائل مفادها أنه لا يزال يحتفظ بوجود قوي سواء في سوريا أو العراق.

شارك