الحوثي "وباء" يتفشي.. تقرير جديد يفضح جرائم الميلشيا في اليمن

الأربعاء 10/أبريل/2019 - 02:21 م
طباعة الحوثي وباء يتفشي.. أميرة الشريف
 
ما زالت ميلشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، تواصل نشر وباءها في أنحاء اليمن حيث كشف تقرير أمريكي أن المليلشيا الإرهابية هي المسؤولة عن تفشي وباء الكوليرا في اليمن.
وتؤدي حجم الكارثة الصحية والبيئية في اليمن إلي تهديد حياة الملايين الذين لا ذنب لهم، ويجب إيقاف الحرب وانقاذ حياة المواطنين الذين يفتك بهم القصف والجوع والمرض.
ووفق وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، ذكر التقرير أن مسؤولون في وزارة الصحة وبعض المسؤولين عن توزيع المساعدات الإنسانية، أكّدوا أنَّ المليشيات هي المسؤول الرئيسي عن إلغاء شحنات الأدوية الخاصة بعلاج وباء الكوليرا في العام 2017.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤولٍ يعمل في المساعدات الإنسانية أنّ مليشيا الحوثي تستغل ضعف الأمم المتحدة لنهب المساعدات وبيعها، وأضاف أنّ العاملين في مجال الإغاثة يعرفون ذلك، وأنه إذا ما تحدثوا هم أو الأمم المتحدة عن هذا الفساد والتعنت الذي تمارسه المليشيات فإنَّ تأشيراتهم ستُرفض، ولن يُسمح لهم بالدخول مجدداً.
يأتي ذلك ليضفي المزيد من الأدلة التي تكشف مدى جرائم الحوثيين في تأزيم الملف الإنساني.
وصرح المسؤول بأنَّ مليشيا الحوثي نفّذت عدة حملات ورسائل على وسائط التواصل الاجتماعي تؤكد فيها أن اللقاحات غير فعالة، وقد تضر بصحة الأطفال.
من جانب أخر، قال مسؤولي المساعدات بينهم مسؤول صحي سابق في مليشيا الحوثي أنّ بعض قادة المليشيا وصفوا خطة التطعيم ضد الوباء بـ"مؤامرة أمريكية إسرائيلية لاستخدام اليمنيين كخنازير".
وينتشر وباء "الكوليرا"  في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، كأحد المخاطر المروعة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.
ويواجه اليمن أسوأ مجاعة خلال الأعوام المئة الماضية وفق الأمم المتحدة،  حيث بدأ الصراع المسلح في اليمن في سبتمبر 2014 حين فرضت ميلشيا الحوثي الإرهابية سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء.
 وفي مارس من عام 2015 أعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل "تحالف دعم الشرعية في اليمن" مع عدد من الدول العربية والإسلامية، وشملت عمليات التحالف حصار اليمن ومواجهة عسكرية مع الحوثيين.
وكانت ذكرت دراسة، أن تفشي وباء الكوليرا، مرتبطة بسلالة ظهرت لأول مرة عام 2012 في جنوب آسيا وانتشرت على نطاق عالمي، لكن السلالة اليمنية لم تصل مباشرة من جنوب آسيا أو الشرق الأوسط، لكنها انتقلت إلى اليمن من شرق أفريقيا حيث تفشت الكوليرا في الفترة من 2013 إلى 2014، دون تحديد أي بلد في شرق أفريقيا على وجه الدقة.

واستعان الباحثون بـ42 عينة من حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن للوصول إلى نتائج الدراسة، وأخذت العينات في اليمن نفسه ومن مركز للاجئين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية، إلى جانب 74 عينة أخرى من حالات الإصابة بالكوليرا من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن 16 في المئة من حالات الكوليرا في اليمن مسجلة في الحديدة، حيث لا يعمل سوي نصف المنشآت الصحية فقط.
وفي مارس الماضي، قالت المنظمة إنّ أعداد المصابين بوباء الكوليرا ارتفعت بشكل كبير في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي، جرّاء تدمير النظام الصحي من قبل الانقلابيين، مضيفة أنّها لاحظت ارتفاعاً كبيراً في عدد حالات الإصابة ‏بالكوليرا في محافظات عمران وحجة وإب وتعز، لافتةً إلى أنّها ستعزِّز ‏استجابتها لمكافحة الكوليرا، داعيةً إلى زيادة ‏المساعدات الإنسانية، لا سيّما تنفيذ برامج المياه والصرف الصحي، للحد ‏من انتشار الكوليرا.
وفي أول يناير الماضي، استقبلت المنظمة 7938 شخصاً يشتبه في إصابتهم بالكوليرا في مرافقها الصحية بمحافظات عمران وحجة وإب وتعز، و50% من هؤلاء ‏قَدِموا من محافظة إب، كما ازداد خلال هذه الفترة ‏عدد المصابين بالكوليرا الذين عالجتهم المنظمة من 140 حالة أسبوعياً ‏إلى 2000 حالة أسبوعياً منذ بداية 2019.‏

وأظهرت نتائج الفحوص التشخيصية السريعة التي أجريت في مشروعات المنظمة، أنّ نسبة الحالات المؤكدة إصابتها بالكوليرا ارتفعت في الفترة ‏ذاتها من 58% إلى ‌‎70‌‏% من مجموع الحالات المشتبه ‏إصابتها.
يأتي ذلك في وقت كشفت مصادر محلية في صنعاء بأنّ المليشيات الحوثية باعت كميات كبيرة من مادة الكلور المستخدم في مكافحة وباء الكوليرا لأحد التجار بمبلغ 60 مليون ريال، وأن شحنة الكلور المباعة كانت محملةً على متن قاطرتين أمام بوابة هيئة مياه الريف في صنعاء، والمقدمة من منظمة اليونيسيف ضمن برنامج مساعدات الدعم الخاصة بمكافحة الكوليرا وتنقية مياه الشرب.
وبحسب المصادر، فإنّ أربعة من مشرفي المليشيات الحوثية في الهيئة العامة لمياه الريف (الخاضعة لسيطرة الانقلابيين) أتمت صفقة بيع شحنة الكلور والتي كانت مخزنة في المخازن التابعة للهيئة وسط صنعاء .
وكشفت تقاير دولية رسمية تورّط الحوثيين في سرقة أغذية وأدوية تقدم للتخفيف من معاناة المدنيين الناجمة في الأساس عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
وفي مطلع العام الجاري، كشفت دراسة استقصائية أجراها برنامج الأغذية العالمي على مستفيدين مسجلين أنّ العديد من سكان صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية، وفي مناطق أخرى، حُرم الجوعى من حصصهم بالكامل، رغم أنّ ملايين المواطنين يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
في ذات السياق، كشفت تقارير دولية وحكومية، تورّط الحوثيون في المتاجرة بالأدوية الخاصة بوباء الكوليرا وبيعها في السوق السوداء في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، ما شكّل كارثة إنسانية رهيبة.
وطالبت التقارير، المجتمع الدولي بفضح ما تقوم به المليشيات من أعمال نهب ومتاجرة بالأدوية والمستلزمات الطبية والمساعدات الإغاثية والإنسانية كافة.
وتواصل إيران دعم ميلشيا الحوثي الإرهابية لبث ونشر وباءها في اليمن والمنطقة بأكملها، حتي تحقق أطماعها في المنطقة.

شارك