لأول مرة بمشاركة النساء.. قطر تواصل دورها المشبوه في دعم حركة "طالبان"

الثلاثاء 16/أبريل/2019 - 02:10 م
طباعة لأول مرة بمشاركة أميرة الشريف
 
ما زالت إمارة الإرهاب، تواصل دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية في أنحاء العالم، وتحتضن قطر مباحثات تزعم أنها تهدف لإنهاء الحرب في أفغانستان بين حركة طالبان المسلحة والحكومة الأفغانية، حيث يسعي تنظيم الحمدين إلى فرض نفسه على الساحة في أفغانستان وإعادة "الإمارة الإسلامية" على يد حركة طالبان الإرهابية من جديد، من خلال استخدام نفوذه المالي ومواصلة النشاط الدبلوماسي المشبوه، من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة.
وكانت إمارة الإرهاب قد أنشأت مكتبا سياسيا لحركة طالبان في الدوحة تحت اسم "المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان"، وتولت قطر عبر هذا المكتب تحريك طالبان، وإرسال التمويلات والدعم، ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.
من جانبه، كشف المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد، اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2019 ، أن وفد "طالبان" المشارك في محادثات السلام، المقررة في قطر هذا الشهر، سيضم نساء لأول مرة، وذلك قبيل الجولة الأحدث من المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أفغانستان.
وشهدت أفغانستان تقدماً كبيراً فيما يتعلق بقضايا المرأة منذ الحملة التي قادتها الولايات المتحدة في عام 2001 وأطاحت بحكومة "طالبان"، وتخشى نساء كثيرات من ضياع كثير من حقوقهن إذا استعادت "طالبان" بعض قوتها، لكن متحدثين باسم "طالبان" يقولون إن الحركة تغيرت، وإنها تشجع تعليم الفتيات والحقوق الأخرى للمرأة، في إطار نظام يلتزم الشريعة الإسلامية.
وترتبط قطر بعلاقات قوية بالتنظيمات المتطرفة المختلفة في دول العالم، بداية من جماعة الإخوان، إلى تنظيمي القاعدة وداعش، ما دفع العديد من دول العالم العربي لمقاطعتها، وهو ما برز في دور الدول الأربع "السعودية ومصر والإمارات والبحرين".
وكانت آخر هذه العلاقات تعاون إمارة الإرهاب مع حركة طالبان الأفغانية، بداية من إنشاء مكتب لها في الدوحة، واحتضانها للعديد من المفاوضات التي جمعت قادتها بمسؤولين أمريكيين.
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع في الدوحة خلال الفترة من 19 إلى 21 أبريل الجاري، بين "طالبان" ووفد من الشخصيات الأفغانية البارزة، يشمل ساسة المجتمع المدني ورموزه.
وقال مجاهد: "ستكون هناك نساء ضمن أعضاء وفد طالبان في اجتماع الدوحة بقطر"، ولم يذكر المتحدث أسماء النساء المشاركات، مضيفًا: "ليس لهؤلاء النساء صلة قرابة بكبار أعضاء طالبان، هن مواطنات أفغانيات من داخل أفغانستان وخارجها، وهن من أنصار الإمارة الإسلامية وجزء من كفاحها.
وأضاف مجاهد في تغريدة على "تويتر": إن "النساء سيشاركن فقط في النقاشات مع ممثلي المجتمع المدني والساسة الأفغان، وليس في المفاوضات الرئيسة مع المسؤولين الأمريكيين التي سيقودها المبعوث الأمريكي الخاص للسلام زلماي خليل زاد.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن خليل زاد لم يحدد حتى الآن مواعيد للجولة التالية من المحادثات مع "طالبان"، مضيفًا : لا توجد محادثات جديدة مع طالبان يمكن الإعلان عنها في الوقت الحالي، نتطلع قدماً قبل المحادثات الإضافية إلى معرفة نتيجة الحوار بين الأفغان.
وأكدت طالبان رفضها إجراء محادثات رسمية مع الحكومة الأفغانية، التي تعتبرها مجرد "دمية" تحركها الولايات المتحدة.
وكانت منظمات المجتمع المدني والحكومة الأفغانية التي يدعمها الغرب وشركاء أفغانستان الدوليون ضغطوا من أجل تمثيل المرأة في تلك المحادثات، وقوبلت أنباء مشاركتهن في وفد "طالبان" إلى المحادثات بالترحيب.
وقالت النائبة السابقة في البرلمان، فوزية كوفي، كانت شاركت في إحدى جولات المحادثات السابقة بموسكو، إن وجود المرأة في هذا الوفد "خطوة جيدة".
وأضافت: النساء وحدهن يمكنهن الشعور بألم المرأة الأفغانية ومعاناتها، وجود المرأة ضمن مفاوضي طالبان يُظهر أن أيديولوجية طالبان تغيرت.
وقالت عضوة لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي جين شاهين، التي ظلت تضغط من أجل أن تؤدي المرأة دوراً في محادثات السلام، إن وجود النساء ضمن وفد "طالبان" ضروري لمستقبل الدعم الدولي لأفغانستان.
وأضافت: "أعتقد أنه إذا كان لدى "مسؤولي" طالبان أي اهتمام بالحصول على دعم دولي، فإن من مصلحتهم الاعتراف بأهمية وجود المرأة، وحقوق الإنسان، ضمن أي تسوية قد تتم".
وأعلنت حركة طالبان أنها عينت الملا عبد الغني برادر الذي يعتبر أحد مؤسسيها، مديرًا لمكتبها السياسي في الدوحة، حيث تجري منذ يناير 2019، محادثات مع ممثلين أمريكيين.
وأفاد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد بأن تعيين الملا مديرًا للمكتب السياسي بالدوحة؛ يأتي لتعزيز عملية المفاوضات الجاري عقدها مع الولايات المتحدة.
ويعتبر برادر أهم قيادي لطالبان، إذ يتمتع بنفوذ كبير، كما يعد الرجل الثانى فى قيادة حركة طالبان الإرهابية، ومن المعروف أنه يتمتع بثقة صهره زعيم الحركة سابقًا الملا محمد عمر المتوفى عام 2013؛ وساعده في تأسيس الحركة عام 1996.
وما زالت إمارة الإرهاب، تلعب دورا رئيسيا في إيواء إسلاميين، بمن فيهم جهاديون يحرضون على العنف، سواءً كانوا من قادة الإخوان، أو عبر سفارة غير رسمية لحركة طالبان الأفغانية.
كانت ذكرت تقارير إعلامية، أن قطر استضافت عدة مرات اجتماعات سرية بالدوحة، بين قيادات طالبان، ومسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث إمكانية إنهاء الصراع في أفغانستان.
ويسعي تنظيم الحمدين من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق رغبة طالبان في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية؛ تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة في أفغانستان مرة أخرى.
وفي 2013 احتضنت قطر  محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014، تحت ضغوط تنظيم الحمدين.
وكانت صنفت وزارة الخارجية الأمريكية في 2009، الدور المشبوه الذي تلعبه قطر في دعم طالبان،  بالأسوأ في المنطقة، وفي عام 2010 توافد العديد من عناصر الحركة إلى الدوحة في محاولة لإنشاء وجود رسمي لهم.
وأُنشأ المكتب بالفعل فى عام 2013، ويضم 15 عنصرًا مع أسرهم، حيث وفر تنظيم الحمدين لهم السكن والنفقات المالية، حيث تحول مكتب طالبان بعد ذلك ليتم استخدامه في جمع التبرعات وتشغيل الشركات الخاصة، لتمويل أنشطة الحركة الإرهابية، على مرأى ومسمع حكومة قطر.
وتزايد عدد ممثلي طالبان وأنشطتهم في قطر بشكل كبير، حيث تظهر عناصر الجماعة المتطرفة، خلال إقامتهم في الدوحة بشكل علنى.
ووفق مراقبون فقد أنشأ القطريين مؤسسة باسم "الغرافة"، والهدف المعلن للمؤسسة المساهمة في الشؤون الإغاثية وإعمار وتنمية ولاية "فراه"، لكن الهدف الأساسي هو إنفاق ملايين الدولارات على الحركة ودهم عملياتها المشبوهة.
ويعد الدور القطري المشبوه في القضية الأفغانية، ما هو إلا سعي تنظيم الحمدين لعودة "الدولة الإسلامية الأفغانية"، التي أسست من قبل على يد حركة طالبان عام 1996 وسقطت بعد 6 سنوات في سبتمبر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، عقب الهجوم على برج التجارة العالمي في نيويورك،  حيث كانت تأوي تنظيم القاعدة وقادتها في أفغانستان.

شارك