تأجيل محادثات طالبان وأفغانستان.. صفعة قوية لمخططات قطر الخبيثة

الجمعة 19/أبريل/2019 - 12:39 م
طباعة تأجيل محادثات طالبان أميرة الشريف
 
ما زال الدور المشبوه الذي تلعبه إمارة الشر الإرهابية "قطر"، مستمر في دعم وتمويل حركة طالبان الإرهابية، وفي الوقت الذي دعت قطر لاحتضان مباحثات تزعم أنها تهدف لإنهاء الحرب في أفغانستان بين حركة طالبان المسلحة والحكومة الأفغانية، ولكن خابت ظنون الدوحة بعد إرجاء اللقاء بين حركة طالبان ومسؤولين من الحكومة الافغانية إلى أجل غير مسمى، فيما عبرت واشنطن عن خيبة أملها داعية الطرفين إلى إعادة النظر بهذا القرار.
وكان من المقرر اجتماع وفد يضم 250 من الساسة الأفغان ورموز المجتمع المدني مع مسؤولين من طالبان في الدوحة اليوم الجمعة، ثم ألغي الاجتماع على نحو مفاجئ أمس الخميس في ظل جدل بشأن حجم الوفد الأفغاني وتشكيلته حيث كان يضم بعض المسؤولين الحكوميين الذين قرروا الحضور بصفتهم الشخصية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع الأعمال الإرهابية المتواصلة الذي تقوم بها حركة طالبان الإرهابية، وتسيطر على نحو نصف أراضي أفغانستان، فيما قتل 3804 مدنيًا السنة الماضية بحسب حصيلة الأمم المتحدة.
ويسعي تنظيم الحمدين إلى فرض نفسه على الساحة في أفغانستان وإعادة "الإمارة الإسلامية" على يد حركة طالبان الإرهابية من جديد، من خلال استخدام نفوذه المالي ومواصلة النشاط الدبلوماسي المشبوه، من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة.
وكانت إمارة الإرهاب قد أنشأت مكتبا سياسيا لحركة طالبان في الدوحة تحت اسم "المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان"، وتولت قطر عبر هذا المكتب تحريك طالبان، وإرسال التمويلات والدعم، ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.
وأعلن رئيس المنظمة التي تستضيف المحادثات في الدوحة، أن الأمور خرجت عن مسارها بسبب خلاف حول حجم وطريقة تشكيل الوفود المشاركة.
وقال سلطان بركات من مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني: هذا التأجيل المؤسف ضروري لبناء إجماع أكثر حول من يجب أن يشارك في المؤتمر، مضيفا أنه من الواضح أن الوقت الملائم لم يأت بعد لإجراء مثل هذا اللقاء رغم الجهود الكثيفة والنوايا الحسنة من قبل الطرفين.
وكانت إدارة الرئيس الأفغاني، أشرف غني، أعلنت الثلاثاء، عن قائمة بـ 250 شخصًا يمثلون كل القطاعات في أفغانستان وبينهم شخصيات حكومية، للمشاركة في ما أطلق عليه اسم الحوار الأفغاني الداخلي الذي كان يفترض أن يبدأ السبت في الدوحة، في حين انتقدت طالبان هذه القائمة الطويلة ووصفتها بأنها غير طبيعية، وقالت: لا خطط لديها للقاء هذا العدد الكبير من الأشخاص، بحسب بيان صادر عن الناطق باسمها، ذبيح الله مجاهد.
 وقال البيان: إن المؤتمر ليس دعوة إلى حفل زفاف أو احتفال آخر في فندق في كابول.
ورفضت طالبان التي تعتبر غني وحكومته دمية بأيدي الولايات المتحدة، التفاوض مع كابول مباشرة في المؤتمر.
في سياق متصل، اتهم مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني السلطات القطرية بالمسؤولية عن إلغاء اجتماع كان سيعقد اليوم الجمعة بين حركة طالبان ووفد من الساسة الأفغان في الدوحة.
وقال غني إنهم وافقوا على قائمة مشاركة مختلفة عن التي اقترحتها كابول "مما يعني عدم احترام رغبة الأفغان".
وأضاف في بيان صدر اليوم الجمعة 19 أبريل 2019، هذا غير مقبول للشعب الأفغاني.
وحذر غني طالبان من أن الطريق الوحيد لإنهاء النزاع الدائر في أفغانستان يكمن في التفاوض مع الحكومة.
وقال الرئيس الأفغاني في خطاب أمام أعضاء الوفد الحكومي الذي كان سيشارك في اجتماعات الدوحة، "عليكم إقناع طالبان بأنها لا تملك طريقا آخر سوى التفاوض مع حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية، ولن يجدوا وصفة أخرى لإنهاء هذا الصراع".
من جهته عبر زلماي خليل زاد مبعوث الولايات المتحدة الخاص للسلام في أفغانستان عن خيبة أمله بعد انهيار الاجتماع بين طالبان ووفد الحكومة الأفغانية في قطر، حيث كشف ذلك عن خلافات عميقة تعرقل جهود إنهاء الحرب.
وقال خليل زاد على تويتر "أشعر بخيبة أمل لتأجيل المبادرة الأفغانية في قطر، وأحث جميع الأطراف على انتهاز الفرصة وإعادة الأمور إلى مسارها بالاتفاق على قائمة مشاركة تتحدث بلسان جميع الأفغان".
وتجرى الولايات المتحدة مفاوضات سلام ثنائية منفصلة مع طالبان في الدوحة كجزء من الجهد الذي تبذله منذ شهور للتوصل إلى اتفاق سلام.
وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي. وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في قطر في مارس.
ويري محللون أن تأجيل المحادثات يدل على الطريق الصعب أمام السلام، وأن الفوضى بشأن المؤتمر وعدم التمكن من عقده، يدل الى أي حد الطريق صعب وطويل من أجل تحقيق عملية المصالحة.
وما زالت إمارة الإرهاب، تلعب دورا رئيسيا في إيواء إسلاميين، بمن فيهم جهاديون يحرضون على العنف، سواءً كانوا من قادة الإخوان، أو عبر سفارة غير رسمية لحركة طالبان الأفغانية.
كانت ذكرت تقارير إعلامية، أن قطر استضافت عدة مرات اجتماعات سرية بالدوحة، بين قيادات طالبان، ومسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث إمكانية إنهاء الصراع في أفغانستان.
ويسعي تنظيم الحمدين من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق رغبة طالبان في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية؛ تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة في أفغانستان مرة أخرى.
وفي 2013 احتضنت قطر  محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014، تحت ضغوط تنظيم الحمدين.
وكانت صنفت وزارة الخارجية الأمريكية في 2009، الدور المشبوه الذي تلعبه قطر في دعم طالبان،  بالأسوأ في المنطقة، وفي عام 2010 توافد العديد من عناصر الحركة إلى الدوحة في محاولة لإنشاء وجود رسمي لهم.
ويعد الدور القطري المشبوه في القضية الأفغانية، ما هو إلا سعي تنظيم الحمدين لعودة "الدولة الإسلامية الأفغانية"، التي أسست من قبل على يد حركة طالبان عام 1996 وسقطت بعد 6 سنوات في سبتمبر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.

شارك