غارات جوية شرق أفغانستان.. بعد فشل جهود السلام برعاية أمريكية

السبت 20/أبريل/2019 - 02:31 م
طباعة غارات جوية شرق أفغانستان.. حسام الحداد
 
قُتل 21 مسلحًا من حركة طالبان ، من بينهم أربعة زعماء بارزون من الحركة، في غارات جوية أمريكية بمنطقة شيرزاد بإقليم ننكارهار شرق أفغانستان.
ووفقاً لما ذكرته وكالة “خاما برس” الأفغانية للأنباء اليوم  20 أبريل 2019، فإن من بين زعماء طالبان الذين قُتلوا، نائب حاكم ظل بالجماعة لإقليم ننكارهار.
وذكر المكتب الإعلامي للحكومة الإقليمية في بيان، أنه تم تنفيذ الغارات الجوية، الليلة الماضية في منطقة ماركيخيل في شيرزاد.
وأضاف البيان أن نائب حاكم ظل لطالبان لإقليم ننكارهار، قُتل إلى جانب زعماء بارزين آخرين من طالبان في الغارات الجوية
كما قُتل ثلاثة زعماء آخرون بالجماعة، بالإضافة إلى قاضي ظل للحركة. وأن 17 مسلحًا آخرين قتلوا أيضًا في الغارات.
تأتي هذه الغارات الجوية بعدما منيت جهود إحلال السلام في افغانستان بنكسة كبرى مع الاعلان عن ارجاء لقاء مهم بين حركة طالبان ومسؤولين من الحكومة الافغانية الى أجل غير مسمى فيما عبرت واشنطن عن خيبة أملها داعية الطرفين الى اعادة النظر بهذا القرار.
وكان يفترض ان تعقد جلسة الحوار الافغاني في الدوحة في نهاية الاسبوع، لكنها ارجئت في اللحظة الاخيرة بسبب خلاف حول العدد الكبير من الموفدين الذي تريد كابول إرساله.
ويأتي انهيار المحادثات في وقت حساس وسط استمرار اعمال العنف بينما تسيطر حركة طالبان حاليا على نحو نصف أراضي أفغانستان فيما قتل 3804 مدنيا السنة الماضية بحسب حصيلة الامم المتحدة.
وعلى الرغم من أن الطرفين المعنيين لم يصدرا بيانات رسمية، أعلن رئيس المنظمة التي تستضيف المحادثات في الدوحة أن الأمور خرجت عن مسارها بسبب خلاف حول حجم وطريقة تشكيل الوفود المشاركة.
وقال سلطان بركات من مركز دراسات النزاع والعمل الانساني "هذا التأجيل المؤسف ضروري لبناء اجماع أكثر حول من يجب ان يشارك في المؤتمر". وأضاف "من الواضح أن الوقت الملائم لم يأت بعد" لإجراء مثل هذا اللقاء رغم "الجهود الكثيفة والنوايا الحسنة" من قبل الطرفين.
وكانت إدارة الرئيس الأفغاني أشرف غني أعلنت الثلاثاء الماضي 16 أبريل 2019، عن قائمة ب250 شخصا يمثلون كل القطاعات في أفغانستان وبينهم شخصيات حكومية، للمشاركة في ما اطلق عليه اسم الحوار الافغاني الداخلي الذي كان يفترض أن يبدأ السبت في الدوحة.
لكن طالبان سخرت من هذه القائمة الطويلة ووصفتها بأنها غير "طبيعية". وقالت ان لا "خطط لديها" للقاء هذا العدد الكبير من الأشخاص بحسب بيان صادر عن الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد. وقال البيان إن المؤتمر "ليس دعوة الى حفل زفاف أو احتفال آخر في فندق في كابول".
وكانت طالبان التي تعتبر غني وحكومته دمية بأيدي الولايات المتحدة قد أصرّت ايضا على عدم قبولها التفاوض مع كابول مباشرة في المؤتمر.
وأي اتصال بين الطرفين في الدوحة كان ليشكل تقدما مهما في جهود السلام خصوصا لان البلاد تشهد موجة عنف جديدة بعدما أعلنت حركة طالبان عن اطلاق هجوم الربيع السنوي.
وحمل مسؤولو كابول، الحكومة القطرية مسؤولية فشل المحادثات. وفي بيان أعلن القصر الرئاسي الافغاني ان قطر رفضت اللائحة الطويلة من الموفدين واقترحت لائحة أقصر ما يعتبر "أمرا غير مقبول".
أعرب المبعوث الاميركي الى أفغانستان زلماي خليل زاد عن "خيبة أمله لتأخير الحوار الأفغاني الداخلي". وكتب على تويتر "نحن على اتصال مع كل الفرقاء، وشجعنا الجميع على ان يبقوا ملتزمين بالحوار".
وأضاف "أحض كل الأطراف على انتهاز الفرصة واعادة الأمور الى مسارها بالاتفاق على قائمة بالمشاركين تمثل كل الأفغان".
وتجرى الولايات المتحدة مفاوضات سلام ثنائية منفصلة مع طالبان في الدوحة كجزء من الجهد الذي تبذله منذ شهور للتوصل الى اتفاق سلام.
وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي. وكانت الجولة الاخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في قطر في مارس الماضي 2019.
وقال المحلل مايكل كوغلمان من مركز ويلسون في واشنطن ان تأجيل المحادثات يدل على الطريق الصعب أمام السلام. وأوضح لوكالة فرانس برس أن "الفوضى بشأن المؤتمر وعدم التمكن من عقده يدل الى أي حد الطريق صعب وطويل من أجل تحقيق عملية المصالحة".
وأضاف "اذا كان حدث قدِم على انه لقاء غير رسمي من أجل كسر الجليد بين الطرفين سبب هذا القدر من المشاكل، تصوروا ما يمكن أن يحصل حيث يأتي الوقت لتنظيم أمر يرتدي طابعا رسميا أكبر".

شارك