الإرهاب يضرب "سريلانكا".. وداعش "الحاضر الغائب" في المشهد الدموي

الأحد 21/أبريل/2019 - 01:21 م
طباعة الإرهاب يضرب سريلانكا.. أميرة الشريف
 
اعتادت التنظيمات الإرهابية علي إفساد الأعياد والمناسبات العالمية، لبث الحزن والرعب  في العالم، وتحولت مؤخرًا التنظيمات الإرهابية جنوب أسيا، حيث وقعت اليوم سلسلة تفجيرات في سريلانكا التي تقع في جنوب أسيا، وأعلنت الشرطة السريلانكية، اليوم الأحد 21 أبريل 2019، وقوع  8 انفجارات هزت البلاد، صباح اليوم، وخلفت عشرات القتلى والجرحى.
وكان عدد الضحايا في سلسلة الانفجارات التي ضربت العديد من الكنائس والفنادق في سريلانكا صباح يوم عيد الفصح، قد ارتفع إلى مقتل 208 أشخاص، وإصيب أكثر من 400 أخرين، وفقا لما نشرته قناة الأخبار الأولى السريلانكية.
وأضافت مصادر أنه من بين ضحايا التفجيرات 35 قتيلا على الأقل من الأجانب، وقال مسؤول بالشرطة إن أكثر من 50 شخصا قتلوا في كنيسة القديس سيباستيان في كاتوفابيتيا شمالي العاصمة كولومبو.
وبعد الانفجارات الثمانية، أعلنت الحكومة السريلانكية فرض حظر للتجوال، إلى جانب حجب جل المواقع الاجتماعية وإيقاف خدمات التراسل.
ووقعت الانفجارات في كنيسة سانت أنتوني بكولومبو وكنيسة سانت سيباستيان في بلدة نيغومبو إلى شمال العاصمة، إضافة إلى كنيسة ثالثة تقع في باتيكالوا (الشرق). كما شهدت 3 فنادق فخمة تفجيرات متزامنة.
وتضم سريلانكا، ذات الغالبية البوذية، أقلية كاثوليكية من 1.2 مليون شخص من أصل عدد إجمالي للسكان قدره 21 مليون نسمة.
ولم تعلن بعد أي جماعة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، إلا أن أصابع الإتهام تشير  إلي تنظيم داعش الإرهابي، الذين عادوا إلى البلاد من الشرق الأوسط قد يشكلون تهديدا فيه، .فدائما هو الحاضر الدموي في التفجيرات الإرهابية، 
ومنذ عام 2017، شهدت سريلانكا عشرات الهجمات التي نفذها بوذيون على مسلمين، تضمنت إحراق شركات خاصة بهم، وهجمات بقنابل بنزين على المساجد، وفي عام 2014 أسفرت أحداث شغب أججتها جماعات بوذية متشددة عن مقتل 3 مسلمين. 
الإرهاب يضرب سريلانكا..
وكان التنظيم الإرهابي، تبني تفجيرات، سورابايا في مايو 2018 وهي سلسلة من الهجمات الإرهابية التي حدثت وتبناها تنظيم داعش أنذاك، واستهدفت أيضا 3 كنائس، تقع في مدينة سورابايا، أكبر ثاني مدينة في إندونوسيا، وتلاه تفجير رابع وقع في مجمع شقق سكنية في جنوب سورابايا بعدما فجر الإرهابيون القنبلة من غير قصد مما أدى لمقتل 3 منهم وجرح طفلين. ووقع التفجير الخامس في اليوم التالي في مركز شرطة سورابايا حيث فجر المنفذون أنفسهم في المدخل أثناء تفتيشهم، وهو الهجوم الإرهابي الأعنف الذي شهدته إندونوسيا بعد تفجيرات بالي 2005 ، وحسب التحقيقات الرسمية فإن منفذي العملية كانوا جميعهم من عائلة واحدة تلقت التدريب في سوريا.
وليست هناك أرقام معروفة عن عدد المقاتلين من آسيا داخل صفوف تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، ولكن قبل قدرت في تقرير سابق "مؤسسة صوفان" للاستشارات السياسية في نيويورك أن عدد أعضاء التنظيم الإرهابي يقدر بـ 4700 فرد، وأن أكثر من نصف عددهم يحمل الجنسية الروسية، خصوصا من المناطق الشمالية للقوقاز مثل الشيشان وإنغوشيا وداغستان، كما يشكل المقاتلون من أوزبكستان وقرغيستان العدد الأكبر من المقاتلين المنحدرين من آسيا الوسطى بحدود 500 مقاتل من كل جمهورية.
وتعد سريلانكا أحد دول جنوب آسيا، حيث تقع فى جنوب شبه جزيرة القارة الهندية، وكان موقعها الاستراتيجى السبب الرئيسى فى الدور الهام خلال فترة طريق الحرير، وحتى الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمها قوات الحلفاء كقاعدة عسكرية لهم، لمجابهة اليابان، والتى كانت أحد أهم أعضاء قوات المحور، تعامل معها العرب بصورة مباشرة عبر التجارة، حيث كانوا على صلة بالمنطقة حتى قبل ظهور الإسلام، وكانوا يسمونها سرنديب، التى تعنى جزيرة السكنى بين الأسود.
كما، تعد سريلانكا أحد أهم معاقل الديانة البوذية، حيث يسيطر البوذيون على 70% من السكان، إلا أنها تعد دولة متعددة الأديان، حيث يحتل الهندوس 12% من سكانها، و10% من المسلمين، 7% من المسيحيين.
ودعا رئيس وزراء سريلانكا مجلس الأمن الوطني لعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع، وقال مصدر مطلع إن شرطة سريلانكا حذرت مسبقا من احتمال وقوع هجمات انتحارية قبل تفجيرات اليوم الأحد.
من جهتها أكدت السفارة الروسية في كولومبو أنه لا يوجد مواطنون روس بين ضحايا التفجيرات، وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إغلاق المدارس الحكومية كافة يومي غد وبعد غد وأعلنت أسقفية العاصمة السريلانكية عن إلغاء كافة مراسم صلوات الفصح المسائية في أعقاب تلك التفجيرات الدموية.
وفي سياق متصل، أصدرت الممثلة العليا للعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجريني إعلانا هاما، بعد صدمة التفجيرات الثمانية التي ضربت سريلانكا ، وقالت موغريني في بيان رسمي إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم كل الدعم لدولة سريلانكا.
وتابعت موغيريني "اليوم يوم حزين لسريلانكا والعالم عقب سلسلة الهجمات المنظمة التي ضرب الكنائس والفنادق هذا الصباح، مسببة دمار شديد وضحايا من الرجال والنساء والأطفال، بينهم جنسيات مختلفة".
وأضافت موغيريني "الاتحاد الأوروبي يقدم أصدق تعازيه لعائلات وأصدقاء من قتلوا، ويتمني الشفاء العاجل للمصابين"، وأن "الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب سريلانكا شعبا وحكومة في هذا الوقت الصعب، ويعلن أيضا استعداده لتقديم الدعم".
وشهدت سريلانكا حالة حرب منذ عقود مع الحركة الانفصالية السريلانكية "نمور التاميل" شهدت خلالها العاصمة سلسلة من الاضطرابات قبل أن تتمكن الحكومة من القضاء على الحركة وقتل قائدها وتصفية التمرد في مايو 2009.

شارك