تحرير طرابلس من قبضة الميلشيات يبدد آمال جماعة الإخوان الإرهابية

الأحد 21/أبريل/2019 - 02:48 م
طباعة تحرير طرابلس من قبضة فاطمة عبدالغني
 
القضاء على الإرهاب والمليشيات والجماعات المتطرفة في العاصمة الليبية طرابلس مهمة لا يمكن أن تتوقف من دون إنجازها، معطيات تؤكدها الوقائع الميدانية مع تكثيف الجيش الوطني غاراته الجوية على مواقع المليشيات في طرابلس ومحيطها، يتزامن الغطاء الجوي مع هجمات صاروخية عدة للجيش الوطني أصابت احداها معسكرًا حربيًا للمليشيات في منطقة السبع جنوبي العاصمة وكذلك مع تقدم للمشاة على جبهات عدة.
يواصل الجيش الوطني الليبي تقدمه نحو طرابلس لتخليص البلاد من قبضة المليشيات لكنه ملتزم بقواعد الاشتباك واحترام القانون الإنساني، وجدد المتحدث باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري التأكيد على أن أولويات الجيش هي مراعاة المدنيين وممتلكاتهم وإنهاء المعركة الوطنية بشكل ناجح.
في المقابل تحدث المسماري عن استخدام مليشيات "مصراته" طائراتها الحربية لاستهداف المدنيين في "غريان"  و"مزدة" في محاولة لمنع تقدم الجيش إلى وسط العاصمة.
كما أوضح المتحدث باسم الجيش الوطني أن مليشيات طرابلس تنفذ أيضًا غارات على أهداف مدنية في العاصمة الليبية، وأشار المسماري إلى أن المليشيات تحاول اختراق صفوف قوات الجيش بكل الطرق.
تصاعدت حدة الاشتباكات بعدما ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيًا مع قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر وأقر ترامب خلال الاتصال وفق بيان البيت الأبيض بالدور الجوهري لحفتر في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية.
وفي هذا الإطار قال أحمد العبود السياسي والأكاديمي الليبي أن مكالمة المشير حفتر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تناولت الجهود المبذولة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في الحرب على الإرهاب وهي محل تقدير الإدارة الأمريكية، وتم التطرق إلى مسار مستقبل التحول الديمقراطي في ليبيا الذي تدعمه الولايات المتحدة والتأكيد علي التعاون بين الطرفين في كل هذه المجالات.
وعلى صعيد متصل وبحسب المراقبون فإن نجاح الجيش الليبي في تحرير العاصمة طرابلس من قبضة المليشيات يهدم أحلام تنظيم الإخوان الإرهابي في أن تكون ليبيا نواة لدولته المزعومة، وأن يسيطر على منطقة استراتيجية مهمة، تمثل المفرق الجغرافي بين المشرق والمغرب العربي والقريب من أوروبا وفي صدارة أفريقيا، إلى جانب الاستيلاء على ثروات ليبيا النفطية الضخمة.
وفي هذا الإطار يقول العقيد خالد البسطة، رئيس الخطة الأمنية شرق ليبيا، "إن ليبيا توافدت عليها قيادات إرهابية من شتى بقاع الأرض منذ 2011، بعد بسط الإخوان نفوذهم على مفاصل ليبيا، واستغلالاً للفوضى وغياب الدولة". ويضيف: "إن الإخوان اختطفوا الثورة الليبية، واستغلوها لتنفيذ مخططاتها الخاصة، وشكلوا كتائب مسلحة بدعوى الحفاظ على الثورة، ودعمت التيارات المتشددة والإرهابية، ومن خلفها قطر وتركيا، بالمال والسلاح والترويج الإعلامي والتسهيلات، بما فيها التنقل خارج ليبيا".
ويقول الباحث الليبي عبد العزيز الرواف: "إن قطر وجماعة الإخوان الإرهابية تخشيان سيطرة الجيش الليبي على طرابلس، هذه السيطرة تعني فضح تدخلات قطر في الشأن الليبي ودعمها للتيارات الإرهابية كافة، فالكل يعلم بأن الجيش الليبي لديه الكثير من المستندات التي تدين حكام قطر بتدخلهم في ليبيا، ودعمهم للتيارات المتطرفة في المنطقة، وتستهدف ليس فقط استقرار ليبيا، لكن تطال دولاً عديدة، مثل مصر وتونس"، ويشير الباحث: "إن جماعة الإخوان تخشى أن تسقط آخر أوراقها في المنطقة، بعد خروجها من مصر، وتراجعها في تونس، والضربات المتوالية في المنطقة".
ويضيف السياسي الليبي فيصل بو الرايقة "إن التنظيم الدولي للإخوان يحكم سيطرته على قطر، ويغذي حقدها على الجيوش الوطنية، وبالتالي نجاح عمليات الجيش الليبي يعني الهزيمة الحتمية للإخوان وقطر، وأنهما أمام آخر رقعة شطرنج يتحركون من خلالها، وهي ليبيا، عن طريق الوكلاء المحليين (جماعة الإخوان)، وفقدهم ليبيا معناه الخروج من شمال أفريقيا، ودائرة التأثير في استقرار الدول العربية، وأهمها مصر".

شارك