القبض علي 24 متهما في تفجيرات سريلانكا...وخبراء جماعة التوحيد تعاونت مع داعش

الإثنين 22/أبريل/2019 - 02:11 م
طباعة القبض علي 24 متهما روبير الفارس- فاطمة عبدالغني
 
وسط حالة من الحزن والكابة سيطرت علي شوارع سيرلانكا موكب طويل تضمن نعوش ل290 شهيدا راحوا ضحايا لتفجيرات ارهابية  لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها في الوقت الذى  اتهمت الحكومة السريلانكية جماعة إسلامية محلية متطرفة بتنفيذها بعد إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم وصل عددهم الي 24 شخصا .وقال خبراء ان الجماعة المحلية تلقت دعما ماليا ولوجستي من تنظيم داعش الارهابي والذى تنتشر الذئاب المنفردة التابعة له في عدد من قارات العالم تحمل الموت والخراب لكل مختلف  وقد تم إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وهناك مطالبة باستقالة قائد الشرطة حيث ذكرت تقارير اعلامية ان الحكومة السريلانكية اتهمت جماعة إسلامية محلية متطرفة مسؤولية الهجمات التي شهدتها البلاد أمس الأحد. وقال راجيثا سيناراتني المتحدث باسم الحكومة اليوم الاثنين (22 أبريل) إنها على قناعة تامة بأن جماعة التوحيد الوطني، هي التي نفذت الهجمات الانتحارية.
وقال المتحدث إن التفجيرات التي وقعت تم تنفيذها بمساعدة شبكة دولية. وأضاف "لا نعتقد أن هذه الهجمات نفذتها مجموعة من الأشخاص الموجودين في البلاد... هناك شبكة دولية لم يكن من الممكن دون مساعدتها أن تنجح مثل هذه الهجمات".

وأكد المتحدث أن الشرطة كانت لديها معلومات مسبقة حول احتمال تنفيذ هجمات انتحارية تستهدف كنائس، ولكنها أخفقت في التحرك لدى صدور التقارير قبل وقوع هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 290 شخصا وإصابة 500.

وقال المتحدث في مؤتمر صحفي إن مسؤولا بارزا بالشرطة وزع تقريرا بشأن هجمات محتملة، ولكن لم يتم إطلاع رئيس الوزراء أو الوزراء على هذا التقرير. وأضاف "لو كان لدينا علم مسبق كنا اتخذنا إجراءات احتياطية. على مفتش الشرطة العام تقديم استقالته فورا".

وفي سياق متصل، قال شاهد من رويترز إن انفجارا وقع اليوم الاثنين في سيارة فان قرب كنيسة في سريلانكا استهدفتها تفجيرات أمس الأحد، أثناء محاولة خبراء مفرقعات إبطال مفعول قنبلة. وأضاف "انفجرت السيارة الفان عندما حاولت وحدة مفرقعات تابعة لقوات المهام الخاصة والقوات الجوية إبطال مفعول القنبلة". ولم يتسن الحصول على تعليق من متحدث باسم قوات الأمن.من ناحية أخرى، قال مسؤولون اليوم إن الشرطة ألقت القبض على 24 شخصا على الأقل لصلتهم بسلسلة التفجيرات، وذلك في الوقت الذي أكد فيه المحققون أن انتحاريين نفذوا ستة من الهجمات. وقال المحلل الحكومي آن ويليانجا للصحفيين، إن انتحاريين قاموا بتنفيذ ثلاثة هجمات على الكنائس وثلاثة أخرى استهدفت فنادق في العاصمة. وتحقق إدارة المحللين الحكوميين التابعة لوزارة الدفاع في ما إذا كان انتحاريان قاما بتنفيذ إحدى الهجمات التي استهدفت فندقا، مما يعني أن سبعة انتحاريين نفذوا الهجمات.

قال مكتب رئيس سريلانكا، إنه سيطلب مساعدة خارجية لتعقب الصلات الدولية لمنفذي الهجمات وأضاف المكتب في بيان أن تقارير المخابرات تشير "إلى أن منظمات إرهابية أجنبية تقف وراء الإرهابيين المحليين. ولذلك سيطلب الرئيس المساعدة من دول أجنبية".

أما المتحدث باسم الشرطة فقال إن إدارة التحقيقات الجنائية تقوم بالتحقيق مع الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم، وجميعهم من مواطني سريلانكا. وحددت السلطات حتى الآن سيارة فان يعتقد أن منفذي الهجمات استخدموها في تنقلاتهم والمنزل الذي أقاموا فيه في ضواحي العاصمة كولومبو. وقال متحدث باسم القوات الجوية إنه تم العثور على عبوة ناسفة داخل أنبوب بلاستيكي بالقرب من المطار وتم نزع فتيلها في وقت متأخر من ليل الأحد.

وأعلنت الحكومة السريلانكية فرض منع التجول مجددا ليل الاثنين الثلاثاء، وقال مكتب الإعلام في الحكومة إن منع التجول سيدخل حيز التنفيذ من الساعة 20,00 مساء الاثنين إلى الساعة 04,00 فجر الثلاثاء (14,30 ت غ إلى 22,30 ت غ الاثنين). وكانت السلطات فرضت منع التجول مساء الأحد، ورفعته عند الساعة السادسة من صباح اليوم الاثنين.
جماعة التوحيد الوطنية
جماعة التوحيد، هي جماعة إسلامية متشددة تعمل في سريلانكا، وعرفت بتصريحاتها المسيئة ضد غير المسلمين خاصة من البوذيين.وتعرف الجماعة نفسها بحسب تصريحات سابقة لأعضائها، أنها جماعة اسلامية، مختصة في الدعوة إلى الدين في كافة أنحاء البلاد، وتقدم خدمات اجتماعية تهدف إلى رفع مستوى المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية، في سريلانكا.

في عام 2013، انتشر فيديو، لشخص يدعى «عبد الرازق» المتحدث باسم جماعة «التوحيد»، أدلى خلاله بتصريحات مسيئة عن المعتقدات البوذية، وهو ما أغضب أصحاب الديانة بشدة.

وفي 2016، هاجمت الجماعة من خلاله رهبان البوذية، مما أدى إلى تقديم شكوى ضده و6 من أعضاء الجماعة، إلى السلطات التي ألقت بالقبض عليه، كما أوضحت صحيفة «ديلي نيوز» الأمريكية.

وأفرجت السلطات عن زعيم الجماعة الإسلامية بكفالة بعد اعتذار أعضاءها إلى المحكمة عن تلك الاساءة.وترى جماعة التوحيد الوطنية، أنهم يطبقون «الشريعة الإسلامية» في حياتهم، إذ خرج الكثيرين منهم عام 2016 للتظاهر في مدينة ماليجواتا، ومارادانا، ضد تغيير الحد الأدنى لسن زواج الفتايات والمقرر بـ 12 عامًا.وقررت سريلانكا الامتثال إلى القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق المرأة، إلا أن أعضاء الجماعة تظاهروا لعدم وضع حد أدنى للزواج وهو ما اعتبروه «قانون اسلامي»، لا يجب تغييره.
وقال مراقبون ان جماعة التوحيد  تلقت تعاون ودعم من تنظيم داعش لتنفيذ تفجيراتها لانه غير قادرة علي القيام بكل هذه التفجيرات بمفردها كما حذرت تقارير استخباراتية امريكية من تعرض سيريلانكا للمزيد من التفجيرات في الايام القادمة 
وفي هذا الإطار، نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية تقريرا حول إذا ما كان لتنظيم "داعش" دورا في التفجيرات التي شهدتها سيريلانكا في احتفالات المسيحيين بـ "عيد الفصح" أمس، أوضحت فيه أن بعض المسلمين سافروا من سيريلانكا إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر هناك.
وفي 2016، قال وزير العدل في الدولة الجزيرة إن 32 مسلما سيرلانكيا من الأسر والنخبة المتعلمة جيدا انضموا إلى داعش في سوريا.
ورأت الوكالة أنه في ظل خسارة التنظيم لآخر معاقله في سوريا، فإنه من المرجح أن المقاتلين الأجانب من دول مثل سيريلانكا يعودون الآن إلى دولهم.
ونقلت الوكالة عن الخبير في شؤون الإرهاب رفايلو بانتوشي قوله إن زوال "خلافة" التنظيم، ربما تكون أقنعت المتطرفين للإقامة في دولهم وتصعيد الهجمات هناك بدلا من سوريا.  
وبحسب تقارير صحفية زعيم جماعة التوحيد الوطنية هو "عبدالرحمن الندوي الهندي"، والذي كان قد خرج في فيديو سابق له قال فيه"إذا كنت في موضع يسمح لك بقتل أمريكي أو أوروبي سواء كان فرنسيًا أو أستراليًا أو كنديًا أو هندوسياً الذين أعلنوا الحرب على الدولة الإسلامية فافعل"،وقال في إشارة إلى الهندوس "اقتلوا عبدة الأوثان حيث وجدتموهم." 
عاش زعيم جماعة التوحيد الوطني الذي دعا في وقت سابق لتنفيذ تفجيرات سيرلانكا للثأر من الهندوس حسب معتقاداته، في سلطنة عمان لفترة من الزمن حيث ألقى "عبدالرحمن الندوي الهندي" ويعرف باسم "الشيخ سلمان الندوي" محاضرة ألقاها في كلية العلوم الشرعية، خرج فيها عن النص، بما لا يتفق مع مبادئ السلطنة ونهجها الديني الوسطي وسياستها، وهاجم فيها دول الخليج بألفاظ تحريضية، مشككاً بأحقية دول المقاطعة في قرارها ضد قطر، وقال: "تمت مقاطعة قطر لأنها تؤوي حماس والقرضاوي والإخوان، جميعكم كفرة".
وولد "الندوي" عام 1954 م في مدينة لكنو الهندية، وأسس مع مجموعة من الطلاب "جمعية شباب الإسلام"، وكان "الندوي" بايع تنظيم داعش الارهابي، وقدم تهنئته لزعيمه "البغدادي" في رسالة وجهها إليه عندما نصب نفسه خليفة على التنظيم، وطالب بإقامة ما سماها "خلافة إسلامية"، وطالب كذلك السعودية بعدم وصف المتطرفين بـ"الإرهابيين"، وطالب بعدم إلقاء القبض عليهم، باعتبارهم على حد قوله "شباباً مخلصاً يقاتل من أجل قضايا نبيلة، كما تحدث في المحاضرة التي ألقاها أمام كلية العلوم الشرعية يوم الثلاثاء 19 سبتمبر 2017. 
عقب تلك المحاضرة المدوية طلبت السلطات في عُمان بطرده من العاصمة العمانية، فرحل إلى قطر حينها كشف "يوسف القرضاوي" عن استقباله في مكتب الدوحة ونشر صورة لهما معاً.

شارك