صحف إيرانية: اقتصاد الملالي يواصل الانهيار ويخرج عن السيطرة

الثلاثاء 23/أبريل/2019 - 11:40 ص
طباعة صحف إيرانية: اقتصاد روبير الفارس
 
في الوقت الذى قال فيه  رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميركية، براين هوك، إن الولايات المتحدة تمكنت في الأشهر الماضية من خفض الصادرات اليومية للنفط الإيراني بمقدار مليون ونصف المليون برميل يوميًا، وتخطط الآن لخفض المليون برميل المتبقي إلى مستوى الصفر أعلن مركز الإحصاء الإيراني عن ارتفاع نسبة التضخم في شهر أبريل بنسبة 51.4 في المائة بالمقارنة بالعام الماضي.وأضاف المركز أن هذا الارتفاع يعني أنه في أبريل 2019 ، «أنفقت الأسر في إيران في المتوسط 51.4 % أكثر مما كانت عليه في أبريل 2018 لشراء مجموعة واحدة من السلع والخدمات.» فقط في فئة «الغذاء والشراب والتبغ.كما أشار المركز أيضًا أن معدل التضخم زاد بنسبة 3.7 % للأسر الحضرية وبنسبة 5.8 % للأسر الغير حضرية في الأشهر الـ 12 التي سبقت أبريل2019 بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وكشفت صحف ايرانية ان أوضاع إيران تحت حكم الملالي  أصبحت تشبه أفلام الرعب، ينتظر فيها المشاهد حدثًا جديدًا ومخيفًا، وقد أصبحت مهمة الصحف هي كتابة تقارير عن هذه الحالات المرعبة الجديدة، فالبلد وخلال شهر عاش كارثة الفيضانات غير المسبوقة، واليوم هجوم الجراد على عدة محافظات جنوبية، وبالأمس قضية الحرس الثوري المستمرة وجاء العنوان الأول لصحيفة "آرمان" هو رسالة الخبير الاقتصادي المعروف، فرشاد مؤمني، التحذيرية للحكومة، حيث قال إن الطبقة المسحوقة في المجتمع تحملت الأوضاع الاقتصادية السيئة كثيرًا وتحملت كذلك القرارات التي تؤدي إلى التضخم، والتي ستنتج رفع الأسعار وستلحق خسائر كبيرة بالبلاد.صحيفة "اقتصاد" أيضًا حذرت من صيف صعب على المستأجرين، كما أن ارتفاع التضخم سيرفع معه إيجار المنازل.
وقال مدير تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، مسيح مهاجري، في مقال افتتاحي، إنه ينبغي أن لا نخشى من الاعتراف بأن البلاد تعاني أزمة إدارة، وهذه الأزمة ظهرت جليًا في فيضانات الأسابيع الماضية.وقد ذكر مهاجري أن البرلمان، وخلال الأسبوعين الأولين لأزمة الفيضانات، لم يجتمع ولو لمرة واحدة لبحث ودراسة القضية.وأضاف رئيس تحرير الصحيفة أن البلاد تفتقر إلى مديرين ذوي خبرة وأن مسؤولي الجمهورية الإسلامي لم يقوموا، خلال أربعين عامًا من عمر الثورة، بتربية كوادر إنسانية متخصصة. ومع قدوم فصل الصيف الذى يعد  فترة نقل المستأجرين إلى منازل أخرى بعد انقضاء فترة العقد، وهو عام واحد في إيران، قابل للتمديد في حال موافقة الطرفين. لكن بسبب التضخم وارتفاع جميع البضائع سيطرت أجواء نفسية على المجتمع قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في الإيجار.وذكرت الصحيفة المتخصصة في الاقتصاد "اقتصاد ملي":  أنه على الرغم من الركود في بيع وشراء العقارات، فإن الأجواء النفسية الناتجة عن ارتفاع الأسعار، يمكن أن تؤدي إلى خلق أيام صعبة للمستأجرين وأصحاب الدخل المحدود في الصيف المقبل.
وكتب النائب البرلماني السابق والناشط الأصولي، إبراهيم كارخانئي، مقالاً في صحيفة "كيهان"، يشير فيه إلى أن الموافقة على "FATF” ستعني التسليم الكامل للبلاد.وذكر كارخانئي أن الأميركيين منعوا وصول المساعدات الدولية لمتضرري الفيضانات كي يضغطوا على إيران من أجل الخضوع أمام "FATF".وأضاف النائب السابق في مقالته متسائلا: "كيف يمكن أن نأمل بالتزام أوروبا في تنفيذ معاهدات مثل (FATF) عندما تمتنع الدول الأوروبية من إرسال مساعدات إلى متضرري الفيضانات، خشية رد فعل الولايات المتحدة؟".

 وحول المهلة التى سوف تنهي بعد أقل من أسبوعين وهي  مهلة ستة أشهر منحتها أميركا لمشتري النفط الإيراني، ويجب الانتظار كي نرى هل ستمدد الولايات المتحدة هذا الإعفاء مرة أخرى أم إنها تفكر في ضربة جديدة ضد الجمهورية الإسلامية ومعاقبة مشتري النفط من إيران؟

وقد كتبت صحيفة  "شرق "تقريرًا وتوقعت، نقلاً عن الخبراء، أن الإدارة الأميركية ربما توافق على تمديد إعفاء بعض الدول لشراء النفط من إيران، رغم رغبتهم في خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.وقد زعمت الصحيفة أن مفاوضات السعودية والولايات المتحدة لم تصل إلى أي نتيجة حول زيادة الإنتاج.
من جانب آخر، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، خلال الأشهر الأخيرة، رغم عدم دخول فصل الصيف، وعدم ارتفاع الطلب على النفط، حسب رأي الصحيفة.وفي السياق نفسه، يضغط مشترو النفط الإيراني التقليديون من اليابان والهند وتركيا، على الولايات المتحدة، كي تمدد لها الإعفاء، حيث لا يمكنها تعويض النفط الإيراني خلال المدة المتبقية.

ويبدو أن روسيا والسعودية ستتعاونان بالكامل مع الولايات المتحدة لإخراج إيران من سوق النفط، وفي حال انخفض تصدير النفط الإيراني إلى 500 ألف برميل، فسيضيق الخناق على الاقتصاد الإيراني.

صحيفة "جهان صنعت" من ضمن الصحف القليلة التي حاولت النظر بواقعية على المرحلة الأخيرة من العقوبات الأميركية ضد إيران، واستنتجت أن عواقب القرار الأميركي ستكون مريرة على اقتصاد البلاد.

وقد قالت الخبيرة الاقتصادية، إلهه بيكي، في حوار مع "جهان صنعت": "لقد كان متوقعًا وصولنا إلى مثل هذه الأيام، لكن المسؤولين لم يفكروا في طريقة لنجاة الاقتصاد من الاعتماد على النفط، وذهبت العوائد النفطية في كل هذه السنين إلى الحركات الشعبوية، ولم يتم الاستثمار في صناعة النفط حيث نواجه اليوم صناعة نفطية مستهلكة في خوزستان".

أما الخبير الاقتصادي، محمد قلي يوسفي، فحذر من أن خفض العوائد النفطية سيرفع سعر الدولار أمام العملة المحلية، وقريبًا ستشهد البضائع ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، تترك ضغطًا كبيرًا على ظروف المواطن المعيشية.
وحول "مستقبل الضغوط النفطية الأميركية"؛ كتب  كوروش أحمدي، في صحيفة "اعتماد"، ذكر فيه توقعاته عن العقوبات الأميركية.

ويرى كاتب الصحيفة أن نجاح قرار ترامب بعدم إعفاء عملاء النفط الإيراني، يعتمد على مستجدات سوق النفط، خصوصًا وأن عرض النفط كان 500 ألف برميل دون مستوى الطلب.

وأشار أحمدي إلى إعلان السعودية والإمارات بزيادة إنتاجهما من النفط لتعويض النفط الإيراني. وقال إن إيران لا تسيطر على الأوضاع في مثل هذه الظروف، وإن الولايات المتحدة تحاول من خلال التحالف مع دول المنطقة أن تضيق خناق العقوبات ضد إيران، في حين تعتبر الدبلوماسية وإنشاء التحالفات من الأمور المذمومة في إيران، فالسياسة الخارجية والدبلوماسية الإيرانية تخلوان من أي ليونة.

شارك