الأمم المتحدة وإدانة القوات الأميركية في أفغانستان

الأربعاء 24/أبريل/2019 - 02:02 م
طباعة الأمم المتحدة وإدانة حسام الحداد
 
تصريحات متعددة من أطراف الصراع في أفغانستان تؤكد على انسحاب القوات الأمريكية المتواجدة على الأراضي الأفغانية منذ 2001، كان أخرها تصريح المتحدث السياسي باسم طالبان سهيل شاهين أن المفاوضات السابقة مع واشنطن شهدت موافقة الجانبين على الانسحاب الكامل، ولم يبق سوى الاتفاق على التفاصيل.
وقال شاهين في وقت متأخر السبت الماضي 21 ابريل 2019، في الدوحة "في الجولة الأخيرة من المحادثات مع الجانب الأميركي، اتفقنا معهم على سحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان".
وأشار إلى أن طالبان التزمت في مقابل الانسحاب منع الجماعات الإرهابية من استخدام الأراضي الأفغانية كملاذات آمنة أو لشن هجمات على دول أخرى.
وتدارك شاهين "ولكن لا يزال يتعين مناقشة بعض التفاصيل، وسيحصل ذلك في الجولة المقبلة من المحادثات والتي تتعلق بالجدول الزمني لانسحاب القوات من البلاد وغير ذلك من التفاصيل".
ويتوقع أن تجري الجولة التالية من المحادثات في الدوحة في الأسابيع المقبلة، إلا أنه لم يتم إعلان تواريخ محددة في شكل رسمي.
وكان المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد الذي يقود المفاوضات عن الجانب الأميركي، تحدث بعد انتهاء الجولة الأخيرة من المحادثات عن احراز "خطوات حقيقية"، إلا أنه أكد أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول موعد خروج الولايات المتحدة وغيرها من الدول من أفغانستان.
كما تحدث عن "مسودة" اتفاق حول قضايا مكافحة الإرهاب، وضمانات من طالبان وسحب القوات، ولمح إلى أن المراحل التالية ستتطرق الى الحوار بين الأفغان ووقف إطلاق النار، إلا أنه أكد أنه لم يتم الاتفاق النهائي على أي شيء.
وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي. وكانت الجولة الاخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في قطر في مارس.
وكان من المقرر عقد اجتماع بين طالبان ومسؤولين وممثلين أفغان خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي في الدوحة. إلا أن الاجتماع انهار بسبب خلاف على قائمة كابول الطويلة من المشاركين والذين بلغ عددهم نحو 250 شخصا.
وسخرت طالبان من هذه القائمة الطويلة ووصفتها بأنها غير "طبيعية". وقالت إنها غير مستعدة للقاء هذا العدد الكبير من الأشخاص بحسب بيان صادر عن الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد. وقال البيان إن المؤتمر "ليس دعوة الى حفل زفاف أو احتفال آخر في فندق في كابول".
وحمّلت طالبان السلطات الأفغانية "مسؤولية" هذا الفشل، واعتبرت الجمعة أن "المفاوضات مع الإدارة العاجزة في كابول مضيعة للوقت".
وكانت طالبان التي تعتبر غني وحكومته دمية بأيدي الولايات المتحدة قد أصرّت ايضا على عدم قبولها التفاوض مع كابول مباشرة في المؤتمر.
وأي اتصال بين الطرفين في الدوحة كان سيشكل تقدما مهما في جهود السلام وخصوصا لان البلاد تشهد موجة عنف جديدة بعدما أعلنت حركة طالبان اطلاق هجوم الربيع السنوي.
وعلى صعيد آخر ومهم أكد تقرير صادر عن الأمم المتحدة اليوم، الأربعاء 24 أبريل 2019، أن عدد المدنيين في أفغانستان الذين قُتلوا بنيران القوات الأميركية والأفغانية، في الفصل الأول من العام الحالي، تجاوز عدد المدنيين الذين قُتلوا بأيدي حركة طالبان ومجموعات متمردة أخرى.  
وقال تقرير بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان إن القوات الدولية والموالية للحكومة مسؤولة عن مقتل 305 مدنيين خلال هذه الفترة، مقابل 227 مدنيا قتلوا بأيدي طالبان ومجموعات أخرى.
وسقط معظم هؤلاء القتلى في هجمات جوية، أو مهمات استطلاع برية، قامت بها خصوصا القوات الأفغانية التي "يبدو أن بعضها يتحرك بلا عقاب".
وقالت المنظمة الدولية إن بعثتها للمساعدة "تدعو كل قوات الأمن الأفغانية والقوات العسكرية الدولية إلى إجراء تحقيقات في الشبهات المتعلقة بضحايا مدنيين، ونشر نتائجها وتقديم تعويضات مناسبة للضحايا".
وبدأت الأمم المتحدة جمع الإحصاءات عن الضحايا المدنيين، في العام 2009، مع تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.
وتنشر هذه الأرقام بينما تشهد العمليات الجوية التي تقوم بها الولايات المتحدة، منذ تدخلها العسكري في البلاد في العام 2001، تصاعدا في وقت تسعى فيه واشنطن إلى التوصل إلى اتفاق سلام في مفاوضات مع طالبان، التي تسيطر حاليا على مساحات واسعة من البلاد.
وقالت بعثة الأمم المتحدة إن العام 2018 شهد سقوط أكبر عدد من القتلى المدنيين الأفغان حتى الآن، موضحة أن هذا العدد بلغ 3804 أشخاص.
كل هذا وغيره انما يؤكد ان الخاسر الاول والأخير في الصراع الدائر في أفغانستان هو المواطن الأفغاني الذي أصبح في حاجة ملحة للمساعدة والخدمات، خصوصًا الطعام، نتيجة تلك الصراعات القاتلة بين الاطراف المتصارعة وعلى رأسها حركة طالبان

شارك