مع تقدم قواته.. ميليشيات طرابلس في مرمي نيران الجيش الليبي

الجمعة 26/أبريل/2019 - 01:16 م
طباعة مع تقدم قواته.. ميليشيات أميرة الشريف
 
ما زالت ليبيا تواجه الإرهاب بكافة أشكاله، في حين يسعي ثنائي الشر الإرهابي  قطر وتركيا إلي بث الإرهاب والفوضي في البلاد، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن جميع معسكرات ميليشيات طرابلس في مرمى نيران قواته، موضحاً أنها تتقهقر في جميع محاور القتال. 
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس حملة تطهير من العناصر الإرهابية منذ 4 أبريل الجاري من جانب الجيش الوطني الليبي، فيما تدخلت  قوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج لمنع المشير خليفة حفتر من دخول العاصمة، ما أدي إلي حرب بين الطرفين أدت إلي سقوط عشرات الضحايا من الجانبيين.
وكان الجيش الوطني الليبي أطلق عملية عسكرية في منتصف يناير الماضي، بهدف تأمين جنوب غربي البلاد من الإرهابيين وتشكيلات الجريمة المنظمة وعصابات المعارضة التشادية.
وفي الوقت الذي تسعي فيه جماعة الإخوان في ليبيا لبث الفوضي وزرعها في البلاد، يقوم الجيش الوطني الليبي بتطهير البلاد، بعملية عسكرية كبيرة استطاع من خلالها بتأمين أغلب مناطق جنوب ليبيا، التي كانت تعاني من تواجد بقايا التنظيمات الإرهابية والعصابات التشادية.
وفي مؤتمر عقد أمس الخميس، قال المسماري إن المعركة التي يخوضها الجيش الوطني هي معركة جميع الشعب الليبي، مرحباً ببيان قبائل المنطقة الغربية في ترهونة الداعم لقواته، مضيفًا: نجحت قواتنا في خلق كماشة حول العدو بمنطقة اللواء الرابع، قواتنا تتقدم في محاور عين زارة وكوبري المطار والسواني بالعاصمة طرابلس.
وشدد على أن القوات الجوية التابعة للجيش الوطني الليبي قامت باستهداف معسكرات للإرهابيين في منطقة تاجوراء، مضيفاً دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة تابعة للميليشيات يقودها شخص من الإكوادور.
ونجح الجيش الليبي في السيطرة على منطقة العزيزية جنوبي العاصمة طرابلس بشكل كامل، بعد دحر الميليشيات المسلحة في المحور الأبرز في معركة طوفان الكرامة.
وأشار اللواء فوزي المنصوري، قائد غرفة عمليات إجدابيا، أن العملية العسكرية في العاصمة تسير بشكل جيد، معلناً وصول دعم لقوات الجيش الموجودة في كل المحاور في العاصمة، فيما يبدو استعداد لتحرك كبير للقوات المسلحة خلال الساعات المقبلة.
وتأتي تلك العملية إثر عمليات أخرى مشابهة أطلقها منذ عام 2014 لتطهير مدن بنغازي ثم درنة والهلال النفطي "شرق"، ثم الجنوب الليبي من جميع التشكيلات المتطرفة والمسلحة خارج نطاق القانون. 
ومنذ انطلاق العملية العسكرية، حقق الجيش الوطنى الليبى نجاحات كبيرة فى معركته العسكرية جنوب البلاد فاقت التوقعات وفرضت معادلات سياسية واستراتيجية جديدة فى البلاد، حيث استطاع الجيش أن يسيطر علي مدن سبها وأوباري وغات ومرزق، فضلاً عن تأمين أبرز حقلي للنفط في ليبيا وهما حقلا "الشرارة" والفيل.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الجيش الوطنى الليبى سيكون حاضرا وبقوة فى أى تحركات لتسوية النزاع القائم وعودة مؤسسات الدولة الليبية إلى أحضان الوطن بعد هيمنة الميليشيات والكتائب المسلحة عليها لعدة سنوات.
 أحرز الجيش الليبي تقدماً سريعاً في المواجهات مع هذه الميليشيات المسلحة غربي البلاد، وتمت السيطرة على 8 محاور في العاصمة بينها صلاح الدين، وطريق المطار، والكريمية
في سياق متصل، عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها إزاء تكثف المعارك في ليبيا وتدهور الوضع الإنساني في نواحي العاصمة طرابلس، حيث تتحول مناطق سكنية تدريجياً إلى ساحات معارك، مؤكدة أن الوضع الإنساني في طرابلس وما حولها تدهور بشكل كبير خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وأضافت أن أكثر من 30 ألف شخص فروا من منازلهم ويحتمون عند أقاربهم، أو في مبان عامة.
من جهتها كانت السلطات الليبية والأمم المتحدة قالتا في الأيام الأخيرة إن عدد النازحين بلغ 35 ألف شخص. 
وتابع الصليب الأحمر أن انقطاع التيار الكهربائي متواتر في المناطق التي تشهد معارك.
 والخدمات الأساسية والبنى التحتية مثل المستشفيات ومحطات ضخ المياه، التي تضررت من النزاع خلال السنوات الثماني الماضي، ضعفت قدراتها بشكل أكبر. 
وعاشت العاصمة طرابلس منذ ذلك الحين، حالة من التوتر والحروب المستمرة، لم تشهد فيها هدوءا، حيث سادت فيها لغة الحرب، إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.
وشهدت طرابلس في تلك الفترة حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة الإنقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان والتي ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل، وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في 17 من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .
ومن أبرز المعارك والاشتباكات التي عاشتها طرابلس كانت بدايتها في 15 نوفمبر عام 2013، حين خرجت مظاهرة سلمية بعد صلاة الجمعة واتجهت إلى منطقة غرغور مطالبة بخروج التشكيلات المسلحة منها لتواجه تلك المسيرة برماية مسلحة مجهولة أدت إلى تفاقم الوضع وسقوط العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى.
كما اندلعت بعدها أحداث "فجر ليبيا" التي كانت شرارتها في 13 يوليو عام 2014 وجاءت على خلفية انتخاب مجلس النواب وحل المؤتمر الوطني العام الذي تسيطر عليه مجموعة من المحسوبين على الإسلام السياسي، وبدأت الأحداث بالاستيلاء على مطار طرابلس العالمي في أكبر المعارك التي عاشتها طرابلس بين عدد من التشكيلات المسلحة المحسوبة على تيارات إسلامية متحالفة مع مجموعات من بينها درع الوسطى وكتيبة ثوار ليبيا ضد كتائب القعقاع والصواعق.
وتدعم عدد من الدول الإقليمية والدولية دخول القوات المسلحة الليبية إلى العاصمة طرابلس، وذلك للقضاء على الميليشيات المسلحة وعصابات الهجرة غير الشرعية التى تنشط فى المنطقة الغربية، وإنهاء المرحلة الانتقالية التى تعيشها ليبيا منذ أكثر من 3 سنوات وتؤثر على أمن واستقرار البلاد.

شارك