رئيس منتدى باريس للسلام والتنمية: التصدي للفكر المتطرف يتم من خلال مواجهة تنظيم الإخوان

السبت 27/أبريل/2019 - 11:52 ص
طباعة رئيس منتدى باريس فاطمة عبدالغني
 
اختتم أمس الجمعة 26 أبريل، بالعاصمة الفرنسية باريس "منتدى باريس للسلام والتنمية"، مؤتمر "الإرهاب مرآه التطرف آليات مواجهة الإرهاب وتحديد المنابع والتمويل" وكان المنتدى، قد انطلق الخميس بالاشتراك مع الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية AIJES، بمشاركة نخبة من السياسيين والباحثين والناشطين.
التصدي لدور تنظيم الإخوان الإرهابي والقوى التي تقف خلفه في نشر الفكر المتطرف في أوروبا تصدر أعمال منتدى باريس للسلام والتنمية، المنتدى الذي عقد بمشاركة عدد كبير من الباحثين والسياسيين الفرنسيين، بحث سبل مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب.
جمال بدر العواضى رئيس المنتدى ومدير الوكالة للصحافة والدراسات الاستراتيجية AIJES أوضح أن جزء كبير من عملية التصدي للفكر المتطرف يتم من خلال مواجهة تنظيم الإخوان والقوى الداعمة له، وشدد العواضي على أن التنظيم يشكل المرجعية الأم لمعظم الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
وقال العواضي إن هذا المؤتمر جاء بعد الأحداث المتتالية للأعمال الإرهابية وما تشاهده المنطقة جميعها، فالمجتمع والحكومات الغربية بدأت تعي تماما خطورة اتساع دائرة التطرف بين الشباب المسلم في أوروبا وفرنسا تحديدا.
وأضاف العواضى "أصبح هؤلاء الشباب ضحايا وفريسة سهلة لتنفيذ هذه العمليات الإرهابية، خاصة بعد الهجمات الإرهابية المتتالية التي شهدتها أوروبا وراح ضحيتها مئات الأبرياء، مضيفًا "لدينا كل يوم ضحايا جدد ونحن شاهدنا في خلال الأيام الاخيرة اعتداءات سيرلانكا ونيجيريا ومن قبل نالت فرنسا نصيب الأسد من العمليات الإرهابية".
وتابع رئيس المنتدى أن مصر واجهت العديد من الهجمات الإرهابية خاصة بعد سقوط نظام الإخوان الإرهابي الذين اعتبروا مصر وقت الرئيس المعزول مرسى نقطة انطلاق لهذه الجماعات إلى العالم العربي وباقي الدول.
والمعروف أن لتنظيم الإخوان انتشار في أوروبا منذ عقود وتعزز هذا الوجود بفضل الدعم التركي والقطري وتكشفت بعض جوانب هذا الدعم في العديد من الوثائق التي كشف عن بعضها مؤخرًا صحفيان فرنسيان من خلال كتاب "أوراق قطرية"، وقدم الكتاب استنادًا لوثائق تفاصيل عن التحويلات المالية القطري للتنظيم لتمكينه من الانتشار وبناء العديد من المراكز والمؤسسات التابعة له في أوروبا.
كما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاء الخميس 25 أبريل بمناسبة انتهاء "النقاش الكبير" في فرنسا الذي أطلقه بعد مظاهرات "السترات الصفراء" أن الإسلام السياسي يمثل تهديداً لبلاده ويسعى للانعزال عن قيم الجمهورية الفرنسية، ووعد بألا يكون هناك أي "تهاون" بمواجهة أولئك الذين يريدون فرض "إسلام سياسي يسعى الى الانفصال" عن المجتمع الفرنسي، معرباً عن رغبته في تعزيز المراقبة على عمليات التمويل القادمة من الخارج. وقال الرئيس الفرنسي إنّه "لا ينبغي علينا أن نحجب أعيننا عن الحقائق: نحن نتحدث عن أناس أرادوا باسم الدين مواصلة مشروع سياسي، وهو الإسلام السياسي الذي يريد أن يحدث انقساماً داخل جمهوريتنا".
وفي هذا الإطار قال جمال بدر العواضي رئيس منتدى باريس للسلام والتنمية في مداخله هاتفيه له على قناة الغد المشرق، أن  منتدى باريس للسلام فضح حقيقة الجماعة الإرهابية التي تتضح يومًا بعد يوم، مضيفًا أن خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون كان واضحًا بعد تأكيده أن جماعات الدين السياسي تمثل خطورة على المجتمع الفرنسي. 
وأضاف العوضي، أننا دعونا في المؤتمر أن يكون هناك خطوط متوازية وتعاون مشترك بين المجتمع الفرنسي والأوروبي بشكل عام وأيضًا حكوماتها من أجل تقديم مواجهة هذه الجماعات المتطرفة، مشيرا أن جماعة الإخوان الإرهابية تغذي عقول كثير من الشباب بأفكار متطرفة أدت إلى انضمام كثير منهم إلى هذه الجماعات الإرهابية.
 وأكد رئيس منتدى باريس للسلام والتنمية، على خطورة الإسلام السياسي وبشكل رئيسي جماعة الإخوان الإرهابية "لأنه عند تحول جماعة دينية إلى العمل بشتى الطرق والوسائل لتحقيق الوصول إلى السلطة عبر الدماء والانقلاب والأعمال الانتحارية والتفجيرية، فهذه الجماعة هي المستهدفة بمصطلح “الإسلام السياسي” وهذه الدول مثل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لديها القوانين والحرية في التعامل مع مثل هذه الجماعات بصرامة”. 
وأشار جمال العواضي، إلى أن بعض الدول تتعامل مع الجماعات الإرهابية كنوع من الاستغلال وتتخذها كأداة، وهناك من حاول تعطيل المصالح في فرنسا لكن هناك إجراءات صارمة تم اتخاذها وتم التعامل مع بعض المساجد والائمة الذين كانوا يدعون للتطرف وتم طردهم وإغلاق هذه المساجد بسبب مجموعة أشخاص لا علاقة لهم بجوهر الدين الإسلامي العظيم.
المشاركون في منتدى باريس دعوا لدراسة الأسباب والدوافع وراء انتشار التطرف والإرهاب والعمل على معالجة هذه الأسباب، كما أوصى بذلك وزير الدفاع الفرنسي الأسبق شار ميلون والذي صرح قائلاً "لمواجهة الإرهاب لابد من التصدي لأسباب التطرف وهي متعددة، ويعود بعضها إما لتهميش اجتماعي أو لقناعات دينية بضرورة تغيير المجتمع وقيمه والسبب الثالث سبب سياسي كالصراعات العسكرية، ولابد من الرد بالطريقة المناسبة لكل سبب".
وبحسب المراقبون يأتي منتدى باريس في وقت تتصاعد فيه مخاطر الإرهاب والعنف وتحول الظاهرة لتهديد لجميع الدول وأحدث هذه العمليات التفجيرات الدامية التي وقعت في سيريلانكا، وهذا الإطار أجمع المشاركون في المنتدى على أن التصدي لخطر الإرهاب يحتاج لتضافر الجهود الدولية للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتجفيف مصادر تمويلها.  

شارك