700 رضيع في معتقلات أردوغان.. "هتلر تركيا" يواصل انتقامه من المعارضات داخل السجون

الأحد 28/أبريل/2019 - 03:47 م
طباعة 700 رضيع في معتقلات أميرة الشريف
 
مع مواصلة قمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كشفت تقارير عدة أن هناك أكثر من 700 رضيع في سجون الحاكم الطاغية، حيث أصبحت السجون التركية مكتظة بالأمهات والحوامل والأطفال بعد أن قام النظام التركي باعتقال الأمهات الحوامل بتهمة "الانقلاب"، وذلك وفق تقارير لجنة حقوق الإنسان أن هناك 17 ألف أمً و700 طفل داخل السجون التركية، لتعاطفهم مع فتح الله جولن، الذي يتهمه أردوغان، بأنه المسؤول عن محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في 15 يوليو 2016. 
وفي سياق متصل، ومواصلة لكشف انتهاكات أردوغان في السجون، منذ محاولة الانقلاب في صيف عام 2016، حيث دأبت الحكومة التركية على اعتقال عشرات الآلاف عبر حملات لم تراع قدرة سجونها على استيعاب هذا الكم الهائل من النزلاء الجدد، أو ظروفهم الطبية الخاصة، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع في أعداد الوفيات داخل مراكز الاحتجاز.
وفي أحدث حالة وفاة سجلت داخل السجون التركية، فارق المدرس المفصول عن عمله مظفر أوزينجز الحياة بأحد معتقلات مقاطعة "تشوريم"، بعد إصابته بأزمة قلبية، بعد أن  أمضى آخر 14 شهرا من فترة سجنه في حبس انفرادي، ونقل موقع "مركز ستوكهولم للحريات" عن أقارب أوزينجز، أنه كان يعاني ارتفاعا في ضغط الدم والسكري.
وزعمت كعادتها في محاربة المعارضين، السلطات التركية أن أوزينجز، ينتمي إلى حركة فتح الله كولن، الذي تتهمه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان بالوقوف وراء الانقلاب، وحكم عليه بالسجن 12 عاما و6 شهور.
ومنذ الانقلاب الفاشل الذي وقع في 15 يوليو 2016، شنت الحكومة التركية حملة شعواء ضد معارضيها، وقامت بعزل أكثر من 150 ألف شخص من وظائفهم ومناصبهم، في حين سجن ما يربو على 50 ألف شخص، وتم التحقيق مع 600 ألف آخرين في تهم مرتبطة بالإرهاب.
وحذر ناشطون ومنظمات مدنية من الأوضاع الصحية المتدهورة للسجناء في بعض السجون التركية المكتظة بالنزلاء، لا سيما خلال العامين الماضيين، في أعقاب بدء الحملات الأمنية، ومنذ صيف 2016 لقي عدد كبير من السجناء مصرعهم في "ظروف غامضة"، بعد تعرضهم لسوء المعاملة أو من جراء عمليات تعذيب وحشية ارتكبت في حقهم.
وسلط "مركز ستوكهولم للحريات" في إحدى تقاريره الذي حمل عنوان "حالات وفاة مريبة وانتحار في تركيا"، الضوء على تنامي أعداد الوفيات الغامضة في السجون ومراكز الاحتجاز التركية، بسبب التعذيب.
حالات الوفاة المشبوهة لم تقتصر بالموت داخل السجون، وإنما ضمت أيضا حالات سجلت خارج أسوارها بسبب الضغوط النفسية والتهديدات التي مورست بحق المعارضين قبل اعتقالهم أو عقب الإفراج عنهم.
في سياق متصل، كانت نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية، حوارا لها تحدثت فيه الصحافية السجينة السابقة في سجون أردوغان عن مرارة ما واجهته بعدما تم القبض عليها من قبل فرقة مكافحة الإرهاب. 
وبعد خروجها من السجن كتبت الصحفية كتابًا عنوانه: "ابني يبقى معي -كرهينة سياسية في السجن التركي –ولماذا الأمر لم ينته بعد"،.
وتم سجن الصحافية الألمانية ميسالي تولو "35 عامًا"، ثمانية أشهر في سجن باكيركوي للنساء في إسطنبول، منها خمسة أشهر مع ابنها الصغير سركان "في ذلك الحين يبلغ من العمر عامين". 
ووجهت لها السلطات التركية، عدة اتهامات منها الانتماء إلى جماعة إرهابية، حيث قالت إن كل الأمور التي يتهمهم فيها أردوغان يريد من خلالها تكميم أفواههم.
وقالت ميسالي تولو: "لقد كانت اللحظات التي فكرت فيها كيف انفصل ابني عني هي الجزء الأسوأ، فلم أكُن أعرف كيف هو حاله وما حدث له. لقد مرّ عامان الآن، واعتقدت أن الأمر سيُصبح أفضل من ذي قبل، ولكن لم يحدث ذلك".
وأضافت، في حوارها مه بيلد،: "عندما أُفرج عني من السجن في إسطنبول، ولكن لم يُسمح لي بمغادرة البلاد، لم أنم طوال الليل. منذُ أن عدت إلى وطني، شعرت بحالٍ أفضل. فأنا أعرف أنني في أمان في ألمانيا".
وعن ابنها  سيركان، الذي يبلغ من العمر 4 سنوات، قالت تولو: "في الأسابيع الأولى التي اعتقلت فيها، كنت متأكدًة من أنني يجب أن أرسل سيركان إلى عائلتي في ألمانيا، لكن بعدما لم أعد أتواجد في زنزانةٍ انفرادية وحصلت على الدعم في زنزانة المجتمع، غيّرتُ رأيي، كان الأمر الحاسم بالنسبة لي هو الأخبار التي تُفيد بأن سيركان ليس في حالٍ جيد كما كان الحال عندما كان معي حتى ذلك الحين. لقد افتقدني كثيرًا لدرجة أنه كان منزعجًا تمامًا".
وتابعت تولو: "آخذ سركان إلى روضة الأطفال كل صباح، وأمارس الرياضة والسباحة في فترة بعد الظهر. أحاول العمل كصحفية مرةً أخرى. يتنقّل زوجي بين ألمانيا وتركيا. ولكن إذا كان هنا، فنحن عائلة عادية".
وقالت: "في زنزانتي كانت هناك 16 امرأة في البداية، فيما بعد 26، لم يكن لديهن أطفال من قبل، كان كل يوم هو نفسه بالنسبة لهن، لذلك، كنّ سعيدات بالتغيير مع سيركان، مرّ الوقت بشكلٍ أسرع للجميع. فقط بعدما سُمِحَ له بمغادرة السجن مرارًا وتكرارًا لزيارة والده في سجن آخر، أدرك أن الحياة في الخارج أجمل، ثم أراد أن يغادر".
أضافت الصحافية الألمانية: "لقد كان حقا قراره في البداية لم يظل في الزنزانة بدوني، لكن بعد أن أدرك أنني أواصل العودة لأنني لا أستطيع الخروج من السجن، أصبح أكثر ثقة بالنفس وأصبح يعرف، "أمي لا يمكنها الخروج من هنا، وسأظل أجدها هنا."
وقالت تولو: "كان عمره عامان في ذلك الوقت، لقد تخلصنا من الحفاضات واللهايات في المنزل. واختلط كل شيء في السجن. حتى الآن، كان يتحدث الألمانية فقط. في السجن، تعلم ابني اللغة التركية الكاملة. حيث علمته النزيلات الأخريات الأغاني والرقصات التركية، ولم يكن يعرف كل شيء".
تولو: "إذا كان المرء يعرف أن الآخر بريء، فلا يمكنه أن يُفسر ذلك كعقاب لقد أخبرت سيركان أن السجن شيء لا يمكننا أن نقرره لقد قلت،" أنا هنا، لكنني لا أريد أن أكون هنا. ولم أكن لأتركك خلفي طوعًا، وسنعود إلى المنزل يومًا ما. لقد رأى سركان الرجال يصطحبونني معهم، لذلك فهم أن هذه ليست ظروفًا طبيعية."
وحول استمرار محاكمتها أوضحت: "يعتقد المحامون أن المحاكمة ستنتهي في العام المقبل على أبعد تقدير. حتى الآن، لم يتغير شيء في المضمون. حتى لو كنت لا أؤمن بهذا النظام القانوني، ما زلت أريد تبرئة. أريد حرية العودة إلى تركيا، أريد الحرية للذهاب إلى حيث أريد أن أذهب".
وفيما يخص كتابها الذي يحمل عنوان "كرهينةٍ سياسية في الحجز التركي"، قالت تولو أن الكتاب لم ينتهي بعد لأنه لا يزال هناك صحفيون ومحامون وأكاديميون في تركيا يُحاكمون ويُضطهدون. بالنسبة لي، فإن هذه القصة ستنتهي عندما يتغير الوضع السياسي".
وقالت تولو: "تركيا ليست شريكًا موثوقًا به. وسياسة أردوغان غير إنسانية، فهي تنتهك حقوق الإنسان. العديد من القواعد التي وضعها حزب العدالة والتنمية لا يتمسَّك بها الحزب بنفسه. نتائج الانتخابات المحلية يتم تحديها، على الرغم من أن حزب العدالة والتنمية يقول دائمًا إن إرادة الشعب تظهر في صناديق الاقتراع. الحكومة الألمانية بحاجة إلى شريك ديمقراطي ويجب ألا تتخذ قراراتها من وجهة نظرٍ اقتصادية".
أضافت: "هذه تركيا كانت قبلهم موجودة بالفعل، وأعتقد اعتقاداً راسخًا أن ذلك سوف يحدث مرة أخرى. لكنني أعرف أيضًا أنه إذا اختفى حزب العدالة والتنمية وأردوغان يومًا ما، فلن يكون الأمر بهذه السهولة. جميع المؤسسات مجوّفة ومزوّدة بكوادر أردوغان وحزبه. تركيا لديها مسافة طويلة نحو الديمقراطية".

شارك