أفغانستان بين حرب طالبان والسلام والضائع

الإثنين 29/أبريل/2019 - 12:48 م
طباعة أفغانستان بين حرب حسام الحداد
 
احتشد ألوف الأفغان في كابول اليوم يوم الاثنين 29 أبريل 2019، لحضور اجتماع تشاوري نادر يهدف إلى إيجاد سبل للتفاوض من أجل الوصول لاتفاق سلام مع حركة طالبان وإنهاء الحرب في أفغانستان.
والاجتماع التشاوري الكبير الذي يستمر لأربعة أيام ويعرف باسم ”لويا جيركا“ هو محاولة من الرئيس أشرف غني للتأثير على محادثات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان التي استبعدت حكومته من المشاركة فيها.
وقال غني في مراسم الافتتاح التي جرت بخيمة ضخمة تقام لمثل هذه الاجتماعات بوسط كابول ”من دواعي فخري أن يحضر هنا ممثلون من جميع أنحاء البلاد، واليوم نجتمع للتحدث بشأن محادثات السلام“.
وتهدف اجتماعات ”لويا جيركا“ إلى تشكيل إجماع بين الجماعات العرقية المختلفة والفصائل القبلية ويعقد عادة في ظروف غير عادية.
ويهدف اجتماع هذا الأسبوع الذي يحضره 3200 من زعماء القبائل والقادة ورجال الدين من أقاليم البلاد وعددها 34 إقليما إلى تحديد شروط كابول لإبرام أي اتفاق سلام.
ويأمل غني في أن يحدد "اللويا جيرغا" شروط كابل لتوقيع أي اتفاق وخصوصا الحفاظ على الدستور وحماية حقوق المرأة والإعلام وحرية التعبير. وقد دعا "طالبان" إلى المشاركة في الاجتماع لكن الحركة التي تقاتل السلطة منذ 2001 رفضت ذلك وحذرت الأسبوع الماضي من أن أي قرارات تتخذ خلال انعقاد المجلس "لن تكون مقبولة من الأبناء الحقيقيين والمخلصين لهذا الوطن".
ويعود آخر اجتماع لهذا المجلس إلى العام 2013 حين وافق المشاركون على اتفاق أمني يسمح للقوات الأميركية بالبقاء في أفغانستان بعد انسحابها الذي كان مقررا عام 2014.
لكن قادة المعارضة السياسية والمنتقدين للحكومة ومن بينهم الرئيس السابق حامد قرضاي يقاطعون المجلس متهمين غني باستخدامه لتعزيز وضعه كزعيم في عام تجرى فيه انتخابات الرئاسة.
وفي نفس السياق صرح مبعوث السلام الأمريكي إلى أفغانستان ، زلماي خليل زاد أمس الأحد 28 أبريل 2019، بأن أي اتفاق سلام مع حركة "طالبان " الأفغانية سيعتمد على إعلان وقف إطلاق نار دائم، والتزام بإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في البلاد منذ فترة طويلة.
وقال خليل زاد - في مقابلة مع شبكة "تولو نيوز " الأفغانية، إن مطالب "طالبان" تركز على انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
وأضاف أن التركيز منصب على مكافحة الإرهاب ، وأنه لن يتم إبرام أى اتفاق ما لم يتم وقف دائم لإطلاق النار والالتزام بإنهاء الحرب.
وأردف قائلا " نحن نسعى للسلام ولتسوية سياسية... ونريد أن يمنحنا السلام فرصة للانسحاب“.
ومحادثات الولايات المتحدة مع طالبان في قطر هي جزء من جهود الرئيس دونالد ترامب لإنهاء أطول حرب تخوضها بلاده والتي بدأت حين أطاحت القوات المدعومة من واشنطن بحركة طالبان بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
وعقد مسؤولون من الولايات المتحدة وطالبان جولات عديدة من المحادثات منذ أكتوبر تشرين الأول من أجل ضمان خروج آمن للقوات الأمريكية مقابل تعهد طالبان بعدم استغلال المسلحين لأفغانستان في تهديد بقية العالم.
لكن طالبان رفضت التحدث مع حكومة غني معتبرة إياها ”دمية“ أجنبية ويدور قتال محتدم في أجزاء عدة من البلاد مع سيطرة طالبان على مساحة من الأرض تفوق ما كان تحت هيمنتها في أي وقت منذ 2001.
ودعا غني طالبان إلى ”لويا جيركا“ لكن الحركة حثت الناس على مقاطعته ووصفته بأنه محاولة من الحكومة المدعومة من الغرب لخداع البلاد وتمديد ما تراه طالبان حكما غير مشروع، ليس هذا فقط بل ذكرت مصادر عسكرية، أمس الأحد 28 أبريل 2019، أن العشرات من عناصر طالبان قتلوا في أحدث غارات جوية وعمليات قامت بها القوات الخاصة الأفغانية، ونقلت وكالة أنباء «خاما برس» الإخبارية الأفغانية، عن المصادر، القول إن 11 من عناصر طالبان، قتلوا في الغارات الجوية التي جرت في منطقة تارين كوت بإقليم أوروزجان.
من ناحية أخرى، قُتل 17 على الأقل من مسلحي طالبان، واحتُجز 8 آخرون، خلال عمليات منفصلة قامت بها القوات الخاصة الأفغانية في منطقة برمال في باكتيكا، ومنطقة تشارخ في لوجار، ومنطقة جيلان في إقليم غزني، حيث قامت الجيش بغارة جوية في منطقة ديه بالا، بإقليم نانجارهار، كما قام بعملية في منطقة مايمانه بإقليم فارياب. 

شارك