وفاة الجماعة.. أمريكا تتجه لإدراج الإخوان علي قوائم الإرهاب

الأربعاء 01/مايو/2019 - 02:36 م
طباعة وفاة الجماعة.. أمريكا أميرة الشريف
 
بعد كثير من المهاترات والتلويحات بإدراج جماعة الإخوان المسلمين علي قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة الامريكية، وفي خطوة تسجل شهادة وفاة للجماعة من العالم بأكمله، تتجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدراج جماعة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية، وأعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء 30 مايو 2019، أن إدارة ترامب، تعمل على تصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً.
تأتي هذه الخطوة، لقطع الطريق على الإرهابيين وتجفيف مصادر تمويلهم، وتعتبر توجيه ضربة قاصمة لمنبع التطرف.
وقالت المسؤولة الإعلامية بالبيت الأبيض، سارة ساندرز: الرئيس ترامب تشاور مع فريقه للأمن القومي وزعماء في المنطقة يشاركونه القلق، وهذا التصنيف يأخذ طريقه عبر الإجراءات الداخلية.
 وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد كشفت نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أمس، أن إدارة ترامب تعمل على دراسة تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية.
وذكرت الصحيفة، أن البيت الأبيض أصدر تعليماته لمسؤولين في الخارجية الأمريكية والأمن القومي، لإيجاد طريقة لفرض عقوبات على الجماعة، بعد زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى البيت الأبيض في التاسع من أبريل الماضي.
وفي اجتماع خاص من دون مراسلين صحافيين ومصورين، حضّ الرئيس السيسي نظيره الأمريكي على اتخاذ هذه الخطوة والانضمام إلى مصر في تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، وفق ما ذكرت الصحيفة. 
ووفق الصحيفة، قال المسؤولون الأمريكيون، إن الرئيس ترامب رحب باقتراح السيسي بوضع جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، قائلاً إن ذلك سيكون منطقياً، وقد ألزم إدارته بإكمال الخطوة.
وأضاف المسؤولون، أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبو يدعمان الفكرة. ويفرض إدراج الإخوان في قائمة الإرهاب الأميركية، عقوبات اقتصادية على الشركات الداعمة لها، وتقييد للسفر على الأفراد المنتمين لها.
كما أشارت إلى أن ترامب يرى في تصنيف الإخوان منظمة إرهابية أمراً منطقياً، وقد ألزم إدارته بإكمال الخطوة. يذكر أن تقارير إعلامية أميركية، أفادت في وقت سابق، بأن الرئيس الأميركي يتجه إلى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية.
ووافقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، في العام 2016، على مشروع قرار يدعو الإدارة الأمريكية إلى إدراج جماعة الإخوان على لائحة التنظيمات الإرهابية. وذكرت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي، أن مشروع قانون تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية عام 2015 كان برعاية النائب الجمهوري ماريو دياز بلارت.
ويعد هذا القرار ضربة قاصمة للأجانب والأمريكيين ممن لهم علاقة بالجماعة من المجيء إلى الولايات المتحدة، وسيعني أيضاً أن الجماعة ستخضع للملاحقة القضائية الفيدرالية وسيتم تجميد أصولها.
وقال النائب دياز بلارت حينها، إنّ الإخوان يمثلون تهديداً عالمياً، مضيفاً أن جماعة الإخوان تدعم وتمول الشبكات الإرهابية حول العالم منها القاعدة وحماس. ودعا الولايات المتحدة إلى ضرورة الاعتراف بأن الإخوان جماعة إرهابية كجزء من الاستراتيجية الأمريكية للأمن القومى.
وتصنف دول بينها روسيا ومصر والإمارات الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا في 1928، منظمة إرهابية وتجرم التعامل معها.
جدير بالذكر، أن الرئيس السابق باراك أوباما وإدارته كانوا يدعمون جماعة الإخوان سرًا، حيث كشفت وثيقة سرية في 2015 صادرة عن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يدعم الإخوان سرا، وقالت أنذاك صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، إن إحدى الوثائق الاستراتيجية السرية، الصادرة عن البيت الأبيض، تعتبر أن جماعة الإخوان بمثابة البديل المعتدل عن الجماعات الإسلامية الأكثر عنفًا مثل تنظيمى القاعدة وداعش.
وأضافت الصحيفة أن سياسة دعم الإخوان اتضحت جليًا فى تعليمات سرية صدرت من البيت الأبيض فى وثيقة باسم دراسة تعليمات رئاسية-11، فى عام 2011، حيث تؤكد الوثيقة دعم الإدارة للإصلاح السياسى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقًا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على الوثيقة السرية، مضيفة أن الوثيقة أظهرت سبب اختيار الإدارة لجماعة الإخوان، التى تم تصنيفها في 2014، منظمة إرهابية من قِبَل مصر والسعودية والإمارات، كوسيط رئيسى لدعم واشنطن لعملية الإصلاح السياسى فى الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الجهود لإقناع الإدارة بالإفراج عن الوثيقة أو أجزاء منها، بموجب قانون حرية المعلومات، باءت بالفشل.
وبدأ الحديث عن تصنيف الإخوان كمجاعة إرهابية، في نوفمبر 2015، حينما قدم النواب دياز بلارت وجومرت ويبر وبلاك وبوميو، مشروع قانون وافقت عليه اللجنة القضائية في المجلس يعتبر فيه جماعة الإخوان منظمة إرهابية.
وفي نوفمبر 2016، أعلنت اللجنة القضائية بمجلس النواب الأمريكي موافقتها على مشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وذكرت اللجنة القضائية بمجلس النواب، في بيان نشرته على موقعها، أن مشروع القانون يدعو وزارة الخارجية إلى اعتبار جماعة "الإخوان" منظمة إرهابية من أجل حماية الأمن القومي الأمريكى بشكل أفضل.
في يناير 2017، قدم السيناتور تيد كروز، العضو الجمهوري عن ولاية تكساس، والنائب ماريو دياز بلارت العضو الجمهوري عن ولاية فلوريدا، للمرة الخامسة، مشروع قانون إدراج جماعة الإخوان ضمن قائمة المنظمات الإرهابية إلى كلتا هيئتَي الكونجرس، وطالبا بتصنيفها منظمة إرهابية أجنبية استناداً إلى اعتناقها أيديولوجية عنيفة تستهدف تدمير الغرب.
وفي نوفمبر من نفس العام، وجَّه 32 عضواً من كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي خطاباً لوزير الخارجية، آنذاك، ريكس تيلرسون، يحثونه على التحرك بشأن مشروع القرار "H.R.377" الذي يدعو إلى تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية.
وتعود بداية الإخوان في أمريكا، عقب تأسيسها في مصر بسنوات قليلة، فقد نشرت جريدة "الإخوان اليومية" بمناسبة الاحتفال بالعيد السنوي الأول للأخوات المسلمات من أمريكا عام 1948م، يوضح العلاقات القوية بين الجماعة الأم والفرع في أمريكا.
فقد وجهت سكرتيرة الأخوات المسلمات بنيويورك، نداءً إلى قيادات الجماعة الأم في مصر تخبرهم بفتح اكتتاب عام في أمريكا والقاهرة لإنشاء مقبرة للمسلمين والمسلمات بأمريكا، حتى يكون هناك مكان خاص لدفن المسلمين، وإنشاء مدرسة لتعليم الأطفال المسلمين اللغة العربية والدين.وقامت بنقل الرسالة السيدة سعاد الجيار، إحدى الأخوات بالجماعة للإسهام في هذا الاكتتاب بمبلغ جنيه مصري.
في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي تم تأسيس الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية، التي تعتبر فرع جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإحدى أهم أذرع وأدوات الجماعة للسيطرة على مقاليد الأمور في الولايات المتحدة وحلقة الوصل بين الجماعة الأم والتنظيم الدولي والإدارة الأمريكية، وخاصة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي. بعد قدوم المئات من شباب المسلمين إلى الولايات المتحدة للدراسة وخصوصا في جامعات غربية كبيرة في الينويس، وانديانا وميتشيجان، فأسست رابطة شباب المسلمين في عام 1963.
وفي عام 1981 تحول إلى الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية "ISNA" التي مولت في حينه من قبل بعض الدول الإسلامية، والتي أسست جزئياً بدورها من قبل جماعة الإخوان، وتم تقديم الدعم لها من قبل قيادات التنظيم الدولي للإخوان وفي مقدمتهم  الشيخ يوسف القرضاوي، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني.
والدائرة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ICNA)، تم اعتمادها رسميًا في عام 1971م، وبدأت في العمل الفعلي منذ عام 1968م، وهي القاعدة الشعبية الإسلامية الرسمية في أمريكا الشمالية، وهي فرع عن رابطة الطلاب المسلمين (MSA)، تأسست الرابطة من قبل المهاجرين من شبه القارة الهندية، وأكثر أعضائها الذين يمثلونها هم من أصول جنوب آسيوية، وفي المقام الأول من الجنسيات الباكستانية والهندية.
وفي 1993 تم تأسيس الجمعية الإسلامية الأمريكية مؤسسة مدنية غير ربحية تأسست عام 1993م، تعتبر إحدى أكبر المؤسسات التي تتبع الإخوان المسلمين في أمريكا، وهي جمعية دعوية تعمل في مجالات الدعوة والتعليم والإعلام والشباب، وتضم نحو 1000 عضو عامل، وأكثر من 100 ألف من الأنصار والمشاركين، وتنتشر من خلال نحو 60 فرعًا، في 35 ولاية، يرأسها الدكتور عصام عميش رئيس الجمعية الإسلامية الأمريكية وعضو الاتحاد الإسلامي لشمال أمريكا.
وفي وقت سابق ذكرت تقارير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس بجدية تصنيف الإخوان منظمة إرهابية، وتجريم أي اتصالات سياسية أو تتعلق بالبيزنس مع الجماعة السنية الدولية بموجب القانون الأمريكي.
الخطوة قد ينظر إليها باعتبارها انتصارا للمعسكر الجمهوري الأمريكي (المحافظين) الذين طالموا توجسوا من علاقات الإخوان الخارجية، والتي تمتد عبر القارات الخمس، وفقا للموقع الرسمي للجماعة.
الإخوان معروفة بنشاطها الاسياسي والاجتماعي، ورعاية الجهود المستندة على الدين والتعليم ومشروعات الخير في أنحاء العالم.
وفي يناير 2017، تقدم السيناتور الجمهوري تيد كروز بمشروعي قانون مع زميليه الجمهوريين، مايكل ماكول وماريو دياز بالارت، تحت شعار "حماية الأمريكيين من الإرهاب الإسلامي المتطرف الموجه ضد أمريكا" والهدف هو محاسبة الإخوان المسلمين والحرس الثوري الإيراني باعتبارهما "جهتان تحرضان على نشر الأيديولوجيا الإسلامية العنيفة بهدف تدمير الغرب.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الجمعيات والتنظيمات المحسوبة علي تنظيم الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية تسير علي نهج الجمعيات الإخوانية في أوربا، بالانفصال عن التنظيم الأم، فقد ويبدوا أن التخوفات التي أبداها أعضاء الإخوان بشأن تضييق الخناق عليهم دوليًا في عهد ترامب باتت حقيقة واقعية، وهو ما جسده قرار اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الانفصال على جماعة الأخوان المسلمين، وذلك خلال اجتماعها الدوري الذي عقد بمدينة اسطنبول بمشاركة 56 عضوًا من أعضاء الاتحاد.
ومن المتوقع أن يؤثر القرار على علاقة الولايات المتحدة بقطر، التي تحتضن وتدعم الجماعة الإرهابية بشكل كبير، فضلا عن توتر العلاقات بين الدوحة وواشنطن مؤخرا، حيث رفض ترامب استقبال أمير قطر، تميم بن حمد، في البيت الأبيض بسبب مواصلة الدوحة علاقاتها المشبوهة مع الجماعات الإرهابية ورفضها قرار تسمية الحرس الثوري كمنظمة إرهابية.
ويري مراقبون، أنه حال أدرجت واشنطن الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، فإن ذلك سيجعلها هدفا للعقوبات والقيود الأمريكية فورا، بما في ذلك حظر السفر وغيرها من القيود على النشاط الاقتصادي.

شارك