خلية الصقور العراقية تفضح داعش.. قيادات التنظيم المزعومين في فيديو البغدادي قتلوا

الخميس 02/مايو/2019 - 01:57 م
طباعة خلية الصقور العراقية أميرة الشريف
 
في أعقاب ظهور زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، في تسجيل مصور قبل أيام وهو جالس على الأرض، ويتحدث إلى أعضاء في التنظيم، أكدت خلية الصقور الاستخبارية في العراق، اليوم الخميس 2 مايو، أن أغلبية الإرهابيين الذين ذكرهم زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في تسجيله الأخير، قتلوا في غارة جوية نفذتها الخلية في سوريا أواخر العام الماضي.
وأخر مرة ظهر البغدادي في مقطع فيديو منذ 5 سنوات، إذ اختفى عن الأنظار تماما مع اشتداد العمليات العسكرية ضد التنظيم في العراق وسوريا.
وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها البغدادي في عام 2014، بعد أن تمكن تنظيم داعش آنذاك من السيطرة على مناطق شاسعة في العراق وسوريا، كان يقطنها 7 ملايين شخص.
ويعد البغدادي هذه الأيام، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري ، من أكثر المطلوبين في العالم ، لا سيما من الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود تحالفا ضد التنظيم في العراق وسوريا.
وقالت الخلية إن "أغلبية أسماء الإرهابيين الذين ذكرهم البغدادي في خطابه المسجل، قد قتلوا في ضربة جوية على منطقة سوسة العام الماضي"، في دير الزور شرقي سوريا.
وأعلنت خلية الصقور، وهو اسم أطلق على مكتب الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية العراقية، في منتصف ديسمبر 2018، عن مقتل 16 مطلوبا من معاوني البغدادي في ضربة جوية عراقية على مقر خلال اجتماع لهم في منطقة سوسة.
وذكر قائد الخلية أنذاك أن من بين القتلى 13 انتحاريا كانوا يستعدون للقيام بعمليات إرهابية في عدد من مدن العراق، من بنيها بغداد وكربلاء وسامراء وكركوك.
وكان يخطط الانتحاريون الثلاثة عشر للدخول إلى العراق عبر الطريق الصحراوي، بمساعدة قائد منطقة الصحراء الممتدة بين العراق وسوريا، من أجل تنفيذ الهجمات.
ومن أبرز قادة داعش الذين ذكرهم البغدادي وقتلوا في سوريا "وزير حرب داعش مشتاق عناد هـرم المحمدي، الملقب أبو عمر ونائب البغدادي سجاد علي حسين الحسناوي الملقب أبو صفية العراقي، وعبد حمـيد السلماني مسؤول منطقة الصحراء.
 ومن بين الذين قتلوا في الغارة أيضا مسؤول غرفة عمليات عمر عبد سلمان الفهداوي، والمسؤول العسكري لولاية الفرات الأوسط شاكر الحرداني، المعروف بشاكر صاروخ، والمسؤول الامني للتنظيم أبو صالح العبيدي، وأبـو حمزة اليمني أمير مـا يسمى الانتحاريين فـي سورية.
وكان البغدادي توجه في الفيديو الأخير إلى من يسميهم أنصاره في غرب أفريقيا، حيث يخوض تحالف تقوده فرنسا الحرب ضد جماعات متطرفة، وتنشط عدة جماعات في الصحراء الكبرى يتبعون داعش والقاعدة، ومن أشهرها أتباع أبو الوليد الصحراوي الذي جاء ذكره على لسان البغدادي في الشريط المصور.
وفي منطقة الساحل المضطربة في غرب أفريقيا، يستغل المتطرفون الصراعات المحلية لتوسيع نشاطهم، بفضل الأسلحة التي يتلقونها من أقرانهم في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي واستيلاء مليشيات مسلحة على مقدرات البلاد.
ووفق تقارير إعلامية، ففي نيجيريا، بايعت جماعة منشقة على جماعة بوكو حرام المتطرفة تنظيم داعش، فيما أعلنت جماعة أخرى في مالي وبوركينا فاسو والنيجر تبعيتها لداعش والقتال ضد قوة أفريقية مكلفة بمحاربة المتطرفين في منطقة الساحل والصحراء.
وبين وقت وآخر، يعلن التنظيم المتطرف عن عمليات انتحارية ضد القوات الدولية في الصحراء، أو ضد أهداف في عواصم المنطقة بالخصوص بوركينا فاسو ومالي، فيما يعتقد مراقبون أنهم من الخلايا النائمة التابعة لداعش.
وتمثل الصحراء الكبرى مجالا واسعا للإرهاب بسبب تضاريسها واتساع رقعتها البالغة تسعة ملايين كيلو متر مربع، وحدودها الواسعة التي تطل عليها عدد من بلدان شمال وغرب القارة الأفريقية.
ونجحت التنظيمات الإرهابية في خلق اضطرابات كبيرة في المنطقة، وأججت حروبا قبلية في المنطقة، فهي تارة تقاتل باسم القبيلة كما هو الحال لقبيلة الفلان، التي خرج من رحمها تنظيم ماسينا الموالي لداعش.
ووجدت القوات الدولية نفسها في جبهة واسعة آخذة في الاتساع، فبعد أن كانت عملياتها متركزة في شمالي مالي، وشمالي النيجر، وجدت نفسها مضطرة للتوجه جنوبا إلى حدود بوريكنا فاسو حيث ينشط داعش ويعلن عن عمليات إرهابية بين الحين والآخر.
وكانت الولايات المتحدة قد أبدت امتعاضها من النتائج المتواضعة والخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الدولية في حربها على الإرهاب في الصحراء، بحسب ما جاء على لسان وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشئون السياسية "ديفيد هيل".
ويخشى مراقبون في أن يسعى البغدادي إلى محاولة تحويل هزيمته في سوريا والعراق إلى مساعي يحاول بها تعويض تلك الخسائر من خلال دعواته المتكررة لأتباعه بالتوجه إلى الصحراء.
ويلاحظ أن زعيم "داعش" يعتمد على طريقة "الحلقات المفقودة" التي يستخدمها هو ومقاتلوه، وهذه الحلقات هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص يكون عليهم قائد، يشكلون حلقة منفردة قائدها يرتبط بقائد الحلقة الأخرى، والتنظيم هو تنظيم حلقي، وإذا صادف أنه تمت السيطرة على أي عنصر لا يستطيع معرفة بقية العناصر.

شارك