أفغانستان ما بين الوجود الأمريكي والمصالح الإيرانية وأموال قطر

الأحد 05/مايو/2019 - 01:10 م
طباعة أفغانستان ما بين حسام الحداد
 
أعلنت السلطات الأفغانية مساء أمس السبت 4 مايو 2019، مقتل ما لا يقل عن 7 من مقاتلي طالبان في إقليم هلمند بجنوب البلاد، إضافة إلى تدمير بعض المواد المخدرة والأسلحة خلال اشتباك مع مسلحين.
وقال مصدر عسكري في تصريحات نقلتها وكالة "خامة برس" الأفغانية، إن "7 من مقاتلي طالبان قتلوا خلال غارة شنتها قوات الأمن الخاصة الأفغانية في منطقتي جارم سير، ونهر السراج بإقليم هلمند".
وأضاف أنه خلال هذه العملية، تلقت قوات الأمن نيران الأسلحة الصغيرة من عدة مسلحين، مما أجبرها على الرد بنيران الرشاشات الثقيلة، الأمر الذى أسفر عن مقتل 7 من مقاتلي طالبان وتدمير أسلحتهم فى منطقة نهر السراج.
يذكر، أن حلف شمال الأطلسى "الناتو" تعهد بتقديم الدعم الأمني، والمساعدات المالية للقوات الأفغانية حتى عام 2024، كما تعهد بسد النقص في القوات، لاسيما في المناطق ذات الأولوية.
فيما قالت حركة طالبان الأفغانية المتشددة في بيان لها اليوم الأحد 5 مايو 2019، إن أحد مقاتليها فجر نفسه وهو يقود سيارة همفي ملغومة خارج مقر للشرطة في مدينة بل خمري في شمال أفغانستان بينما فتح مقاتلون آخرون النار على قوات الأمن الموجودة هناك.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة "عدة مقاتلين آخرين من طالبان يشتبكون حاليا مع القوات الأفغانية".
طمأنة إيران
وفي سياق متصل طمأن المتحدث باسم حركة ”طالبان“ الأفغانية ذبيح الله مجاهد، اليوم الأحد، إيران بشأن مخاوفها من الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان المجاورة.
وقال ذبيح الله لصحيفة ”همشهري“ الإيرانية، إنه ”يمكن حل المشاكل بدون الحرب“، مضيفًا أن ”الشعب الأفغاني يجب عليه أن يضحي من أجل طرد القوات الأجنبية الموجودة على أرضه“.
وبين ذبيح الله أنه ”في حالة تم طرد القوات الأجنبية من أفغانستان، فإن حركة طالبان لن تسمح بأن تكون هناك قاعدة عسكرية من شأنها إلحاق الضرر بالدول الأخرى“، في إشارة إلى إيران.
وتابع المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية التي تحظى بدعم من طهران: ”لدينا الآن الكثير من الأسلحة، فنحن نقاتل بأسلحة إما أن نقوم بالاستيلاء عليها كغنائم من القوات المحتلة، أو نقوم بشرائها من السوق السوداء“.
وتجري حركة طالبان مفاوضات مع الولايات المتحدة تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى حل ينهي الصراع والأوضاع المتدهورة في هذا البلد منذ سنوات.
والسبت، أكدّ الموفد الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، على أن ”بلاده مستعدة أن تلقي جميع الأطراف، أسلحتها لحل النزاع الدامي المستمر منذ 18 عامًا“ لكن طالبان سبق ورفضت تماما فكرة إلقاء سلاحها.
المال القطري
أما فيما يخص المال القطري وحركة طالبان المتشددة فان تنظيم الحمدين يواصل، دعمه للمنظمات الإرهابية حول العالم، إذ يكثف تواجده في مناطق غرب أفغانستان، القريبة من الحدود الإيرانية، تحت ذريعة أعمال إغاثية عبر الهلال الأحمر القطري، الذى تتزايد حوله الشبهات عن ضلوعه فى تمويل حركات مسلحة بعدد من الدول، وفقا لما أكدته قطريليكس المحسوبة على المعارضة القطرية.
وأكد الهلال الأحمر القطري تواجده فى عدة مناطق أفغانية، وزع خلالها عددا من الحزم الشتوية والغذائية، موضحا أن عمليات التوزيع غطت مجموعة واسعة من المناطق المستهدفة، مثل مخيمات "شيدائى وكهدستان وفيض أباد" فى ضواحى مدينة هيرات، ومناطق "دم جل وعرب خانة وخواجة سبز بوش ونو أباد" فى ضواحى مركز ولاية فارياب، إضافة إلى مخيمات ومناطق تمركز النازحين فى أطراف مركز ولاية بادغيس.
مزاعم الهلال الأحمر القطري، بأن تواجده يأتى لتقديم الخدمة الطبية والإنسانية بمخيمات النازحين الأفغان، يعد محاولة جديدة ساذجة لإخفاء الأغراض الشيطانية لعصابة الحمدين، والمتمثلة فى حماية حليفتها إيران من اقتحام الأفغان لحدودها هربا من الفقر والحرب، إضافة إلى تقوية شوكة طالبان.
ويسعى تنظيم الحمدين فى قطر إلى فرض نفسه على الساحة فى أفغانستان وإعادة "الإمارة الإسلامية" على يد حركة طالبان الإرهابية من جديد، من خلال استخدام نفوذه المالى ومواصلة النشاط الدبلوماسى المشبوه، من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة.
ويستخدم تنظيم الحمدين منظماته الخيرية ومن بينها الهلال الأحمر القطري، كذراع خبيثة من أجل تنفيذ ونشر أجنداته عن طريق استغلال حاجات الدول والمجتمعات الفقيرة، وتركز نشاط المؤسسات بشكل مكثف فى الدول التى تشهد نزاعات إقليمية مسلحة أو تكتظ باللاجئين.
وخلال الأعوام الماضية، عمقت إمارة الإرهاب علاقاتها بحركة طالبان، بداية من إنشاء مكتب لها فى الدوحة، واحتضانها للعديد من المفاوضات التى جمعت قادتها بمسؤولين أمريكيين، وحتى دعمها بالخدمات اللوجستية فى المناطق الأفغانية.
وعمل تنظيم الحمدين على تحقيق رغبة طالبان فى إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، فى محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية، تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة فى أفغانستان مرة أخرى.
وأثارت المساعى القطرية لفرض نفسها على الساحة فى أفغانستان وإعادة "الإمارة الإسلامية" على يد حركة طالبان الإرهابية من جديد، غضب حكومة كابول التى اتهمت عصابة الدوحة بعدم احترام إرادة وقرار الشعب الأفغاني.
وأعلنت حكومة أفغانستان خلال أبريل الماضي، أن دويلة قطر ألغت مؤتمر الحوار والمصالحة مع طالبان، إثر رفض كابول قائمة "غير متوازنة" بالمدعوين، سعت الدوحة لفرضها مكان الوفد المعلن سابقا، مشيرة إلى أن حكام الإمارة الصغيرة لا يحترمون إرادة وقرار الشعب.
وفى بيان نشرته الرئاسة الأفغانية، أوضحت كابول أنه "فيما كان الوفد يستعد للمؤتمر فوجئنا مساء أمس بإرسال قطر قائمة جديدة لم تراع فيها التوازنات الشعبية، ولم تحترم بها الإرادة والقرارات الوطنية، وغير مقبول للشعب الأفغاني".
وتأمل كل من قطر وطالبان إلى الاعتراف الدولي بمكتب الحركة فى الدوحة، فالمكتب لقب باسم "إمارة أفغانستان"، فى دليل جديد على الأجندة المخفية الحقيقية، التى يصر تنظيم الحمدين على تمريرها، والتى تبدأ من إضفاء الشرعية بطرق ملتوية على المنظمات الإرهابية وعناصرها.
ويبدو أن عصابة قطر وضعت يدها فى أيدى طالبان، من أجل إجبار حكومة كابول على تنفيذ مطالب الحركة الإرهابية، وتنفيذ مخطط الحمدين الخبيث لتصعيدها مرة أخرى لسدة الحكم فى أفغانستان.
وحولت عصابة الدوحة العديد من المؤسسات الخيرية التابعة لها، إلى واجهات تتخفى خلفها من أجل تنفيذ مخططاتها الشيطانية، لتواصل حربها القذرة لزعزعة الاستقرار فى شتى دول العالم، دون أى يكشفها أحد.
وسبق أن استخدمت قطر الهلال الأحمر القطري، لتنفيذ مشروعات خبيثة استهدفت العديد من الدول، إذ سبق أن أعلن المرفق "الذى يدعى أنه يقوم بأعمال خيرية" توفير الأدوية وعلاج أعضاء مسلحى جبهة النصرة فى سوريا، والتى تورطت فى جرائم حرب ضد المدنيين.
كما كشفت تقارير إفريقية، عن تورط الهلال الأحمر القطرى فى تمويل ودعم "جبهة ماسينا" بإفريقيا، والتى تعد الذراع الأحدث لتنظيم القاعدة، حيث تسلمت مساعدات لوجستية ومساهمات مالية  فى مناطق تواجدها بمنطقة الساحل الإفريقى الغربي.

شارك