واشنطن تحبس أنفاس الإخوان الإرهابية بحظر مرتقب للجماعة

الأحد 05/مايو/2019 - 01:48 م
طباعة واشنطن تحبس أنفاس فاطمة عبدالغني
 
أثار إعلان اعتزام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب جدلاً واسعًا، أبرزته سلسلة تقارير بثتها قناة مباشر قطر التابعة للمعارضة القطرية، جاء إحداها تحت عنوان:  ترامب يُنهي شهر العسل.. واشنطن توجه صفعة مدوية لتنظيم «الإخوان»، قالت فيه: صفعة جديدة تلقاها تنظيم «الإخوان» الإرهابي، وذلك بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامه إدراج «التنظيم» على قوائم الإرهاب، وأنها تتخذ خطوات على الصعيد الداخلي لإتمام هذه العملية.
المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز كشفت من خلال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلت فيه عن مسؤولين مطلعين على القضية أن الإدارة الأمريكية تعمل على تصنيف الجماعة «تنظيما إرهابيا خارجيا»، وهي الخطوة التي ستُفرض بموجبها عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على الجهات التي تتعامل تجاريا مع الإخوان.
 وتابعت مباشر قطر في تقريرآخر تحت عنوان: لهم فيها مآرب أخرى من المستفيدين من وجود «الخطر الإخواني»؟، رغم تأخر القرار الأمريكي بشأن اعتبار جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية شأنها شأن إيران وحزب الله اللبناني، ظهرت تساؤلات عدة حول تأخير القرار ومن المستفيد من وجود جماعة الإخوان كخنجر في خاصرة العالم وليس منطقة الشرق الأوسط.
تلك التساؤلات كشفتها الخلافات القائمة وحالة الجدل والبلبلة التي صاحبت إعلان البيت الأبيض اعتزامه اتخاذ هذا القرار، ليًظهر عن وجود «لوبي» إخواني داخل أروقة صُنع القرار في واشنطن.
وبدأ «لوبي» جماعة الإخوان الإرهابية في التحرك فور الإعلان الأمريكي، حيث دفع بخلاياه النائمة في البنتاجون ووزارة الخارجية لتقديم الاعتراضات على نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.

وأوضحت مباشر قطر في تقرير ثالث بعنوان: صفقات سرية ومحاولات يائسة تحركات قطرية لإنقاذ «الإخوان» من ترامب، بعد إعلان البيت الأبيض عن اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب، وبدأ النظام القطري محاولاته المستميتة للدفاع عن الجماعة الإرهابية.
بدأ التخطيط «القطري – الإيراني – التركي» خلال لقاء جمع بين كل من تميم بن حمد ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة القطرية، حيث خرج وزير الخارجية الإيراني معلناً رفض بلاده سعي الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان تنظيماً إرهابياً
تصريح اعتبره خبراء ومراقبون بمثابة إعلان رسمي عن التحالف بين نظام ولاية الفقيه في طهران بجماعة «الإخوان» الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا، وصفقة «فاسدة» بين قطر والنظام الإيراني لإنقاذ الإخوان من قرار أمريكي وشيك بتصنيفها إرهابية.
ورغم أن جماعة الإخوان تربطها علاقات تاريخية بنظام ولاية الفقيه، إلا أن تصريح «ظريف» كشف تلك العلاقات للعلن بشكل واضح لا لبس فيه، ومن قلب قطر، حاضنة الإخوان وراعية الإرهاب في المنطقة.
كما يكشف هذا الرفض أيضاً عن مخاوف تلك الدول من العقوبات التي تطالهم والتداعيات التي ستلحق بهم حال تصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً؛ حيث إن إدراج تنظيم الإخوان في اللائحة الأمريكية يتيح فرض عقوبات على كل شخص أو منظمة لديها علاقات مع الإخوان.

وأضافت مباشر قطر في تقرير بعنوان: لماذا تأخر قرار البيت الأبيض باعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية؟: صفعة مدوية وجهتها الإدارة الأمريكية إلى جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وذلك بعد إعلان البيت الأبيض اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب الأمريكية، ليأتي السؤال الأبرز، لماذا تأخر هذا القرار رغم تأكد الإدارة الأمريكية من تصرفات وانتهاكات الجماعة للسلم العام؟
أسباب وأسرار كشفها الدكتور وليد فارس، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب،  موضحًا أن هناك مشكلات داخل الولايات المتحدة أخرت قرار ترامب بشأن إدراج جماعة الإخوان منظمة أمريكية، وبعد التحرر من تلك المشكلات اتخذ القرار لوضع الإخوان على قائمة الإرهاب.
وأضاف «فارس» أن الرئيس الأمريكي ترامب حاسم في اعتبار جماعة الإخوان إرهابية، وكذلك كل المنظمات المنتشرة في الدول العربية التي لها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، لأن لهم تأثيرا داخل أمريكا وأن وجودهم لم يعد مجرد تهديد يحدق بالمنطقة، وإنما تهديد للعالم أجمع. 
وعلى صعيد آخر كشف موقع «قطريليكس»، التابع للمعارضة القطرية، حالة القلق والترقب التي يعيشها نظام الحمدين الممول الرئيسي للتنظيم الإرهابي وجمعياته ومؤسساته في العالم، إضافة إلى حلفائه، في ظل مسعى إدارة ترامب تصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا خاصة في ظل ما يمكن أن يسفر عنه هذا القرار من انهيار جماعي لمشروعات قطر المشبوهة في العديد من الدول، خاصة التي يسيطر أذنابها على الحكم فيها.
وأضاف الموقع: الدوحة تعيش صمتا مريبا بشأن سعي الولايات المتحدة الأمريكية تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، لكن ربما تسعى الإمارة الصغيرة في الخفاء لتحريك جماعات الضغط التابعة لها في واشنطن، لإثناء ترامب عن اتخاذ مثل هذا الإجراء.
وأشار موقع «قطريليكس»، إلي أن القرار الأمريكي سيكون بمثابة المسمار الأخير ليس في نعش تنظيم الإخوان الإرهابي فحسب، ولكن في نعش جميع الأنظمة التي تمول وتشجع وتسلح، وفي مقدمتها النظام القطري والتركي.
وعلى صعيد متصل أشار الكاتب الكويتى، أحمد الجار الله، إلي أن القرار الأمريكي سيكون له تداعيات سلبية على تركيا باعتبار أن نظامها ينتمى لجماعة الإخوان، مشيرا في تغريدة له عبر حسابه الشخصى على «تويتر»، إن الذي يحكم تركيا هم الإخوان  ولكن بالتركي.
أما المحلل السياسى السعودى، خالد الزعتر، فقد أكد علي تأثر تركيا وقطر من اعتزام الإدارة الأمريكية باعتبار الإخوان منظمة إرهابية، مشيرا في تغريدة له عبر حسابه الشخصى على «تويتر»، إن الخطوة الأمريكية ستمثل  جبهة جديدة في المواجهة الأمريكية مع أنقرة والدوحة.
من ناحية أخرى أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك عدة إجراءات ستتخذها الولايات المتحدة الأمريكية حال اتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرارا رسميا باعتبار الإخوان منظمة إرهابية.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الإجراءات التى ستتخذها واشنطن ضد الإخوان ستنظمها لوائح وزارة الخارجية ووزارة الخزانة الأمريكية معا مع صدور قرارات فيدرالية كاملة بنشرات أمنية واقتصادية مباشرة، وهو ما جرى فى حالات سابقة بالنسبة لحركة طالبان، متابعا: "كان لكل حالة خصوصيتها خاصة وأن التعاملات الأوربية مختلفة ويشبه ما جري فى حالات مع الشركات المتعاونة مع إيران".
ولفت الدكتور طارق فهمى، إلى أن الحظر سيطبق على مؤسسات المال والتمويل وبعض الأسماء ومراكز التمويل الإخوانية، وهو أمر سيأخذ بعض الوقت حال صدور قرار الخطر، متابعا: "أمريكا تعطي وقتا مهلة للتطبيق خاصة أن شبكات الأعمال للإخوان ليست قليلة ومتشعبة فى أوروبا وتحديدا فى ألمانيا وبريطانيا عن أمريكا، وهناك سواتر مالية واستثمارية يعمل ورائها الإخوان من الصعب الإمساك بها بسهولة".
بدوره، توقع الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن تلقى السلطات الأمريكية القبض على عدد من قيادات الإخوان المقيمين فى أمريكا حال اتخذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرارا بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى.
وقال الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن قرار تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى فى واشنطن ستكون له تبعات شديدة على المستوى  الداخلى والخارجى، فعلى المستوى الداخلى سيتم مراقبة كل من ينتمى للإخوان وتجميد حساباتهم فى البنوك وقد يتعرض بعض القيادات منهم للاعتقال.
وتابع الدكتور جمال المنشاوى: "على المستوى الخارجى، فالعالم كله يدور في فلك أمريكا وخلفها سينفذ قرارها بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى، حيث إن دول كثيرة كانت مترددة في اتخاذ قرارات ضد الجماعة خاصة دول أوروبية مما سيفرض على الجماعة تضييقا شديدا حتى فى الدول التى تتبناهم".
من ناحية أخرى أكد هيثم شرابى، الباحث الحقوقى، أن هناك العديد من الدول التى سوف تعلن التزامها بتصنيف وزارة الخزانة الأمريكية تنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب، حال اتخاذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قرارا باعتبار الجماعة تنظيما إرهابيا.
وأضاف الباحث الحقوقى أن أبرز الدول التى ستلتزم بقرارات واشنطن ضد الإخوان كل الدول الأوروبية، بجانب أغلب دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، خاصة أن القرار سوف يكون له خطوات تخص تتبع حركة أرصدة عناصر التنظيم فى البنوك حول العالم، وكذلك أرصدة الشركات التى يملكها عناصر وقيادات تنظيم الإخوان الإرهابى.
وأشار هيثم شرابى إلى أن مصر وروسيا كانتا من أول الدول التى اعتبرت الإخوان تنظيما إرهابيا، وتتعاملان رسميا مع التنظيم وأعضائه باعتبارهم إرهابيين وخطر على الأمن القومى، حيث أعلنت روسيا ذلك من 2003 ومصر فى 2013.

شارك