ليبيا ما بين الهدوء الحذر ومخططات "داعش" لاحتلال مدن جديدة

الإثنين 06/مايو/2019 - 12:58 م
طباعة ليبيا ما بين الهدوء
 
عقب ساعات على دعوة أممية لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان، لم تعلن أطراف الصراع حتى الساعة موقفها منها، تشهد العاصمة الليبية طرابلس، حالة من هدوء يشوبه الحذر في أول أيام رمضان. 
ومنذ صباح الاثنين، تشهد طرابلس هدوءً حذرا بخلاف الأيام الماضية التي غلب عليها أصوات الانفجارات وتحليق الطائرات.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الأحد، إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع، تبدأ في الرابعة فجر الاثنين 6 مايو 2019، الأول من شهر رمضان.
ويشن قائد الجيش في الشرق الليبي، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، منذ 4 أبريل، هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا.
وأسفر القتال في طرابلس الذي دخل شهره الثاني، عن سقوط 392 قتيلا، ونزوح أكثر من 50 ألف شخص، بحسب بيانات للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، الجمعة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعت أطراف القتال يوم امس الأحد 5 مايو 2019، الى التزام هدنة انسانية لمدة أسبوع تبدأ الاثنين، في وقت تستمر المعارك جنوب العاصمة طرابلس للشهر الثاني.
ودعت البعثة في بيان نشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك "كل الأطراف المنخرطة في القتال، عملا بروح المناسبة كما باتفاقية حقوق الانسان، لهدنة انسانية مدتها أسبوع ، تبدأ في الرابعة من صباح الأول من رمضان الموافق السادس من ايار/مايو الجاري".
و"تكون الهدنة قابلة للتمديد، وتتعهد كل الأطراف خلالها وقف العمليات العسكرية بمختلف أنواعها، من استطلاع وقصف وقنص واستقدام تعزيزات جديدة لساحات القتال"، وفقا للبيان.
ودعت البعثة أيضا كل الأطراف الى "السماح بإيصال المعونات الانسانية لمن يحتاجها، وتأمين حرية الحركة للمدنيين خلال الهدنة".
كما أبدت الاستعداد "لتوفير الدعم اللازم للبدء في عملية تبادل الأسرى والجثامين بين كافة الأطراف".
ودعت بعثة الأمم المتحدة مطلع الشهر الماضي الى هدنة مدتها ساعتان، لكنها فشلت بسبب عدم استجابة طرفي القتال لها.
وحذرت مساعدة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا ماريا دو فالي ريبيرو الأسبوع الماضي، من "خطورة" الأوضاع الإنسانية في طرابلس، مشيرة إلى احتمال تدهورها.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة الليبية، السبت، إن المعارك الأخيرة في جنوب طرابلس أسفرت عن مقتل 187 شخصا وإصابة 1157 آخرين.
وأفاد طارق الهمشري رئيس المركز الطبي الميداني للقوات الحكومية أن الحكومة نقلت أيضا عددا من المصابين إلى تونس وتركيا وإيطاليا وأوكرانيا لتلقي العلاج.
ودخل الهجوم الذي أطلقه خليفة حفتر القائد العسكري المتمركز في شرق ليبيا لانتزاع السيطرة على طرابلس أسبوعه الخامس.
وأصدرت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس بيانا، في وقت سابق السبت، أعلنت فيه أن 710 مقاتلين لقوا حتفهم في الحرب الأهلية الليبية عام 2014 واعتبرتهم "شهداء"، وهي خطوة قال مصدر في حكومة طرابلس إنها تهدف إلى كسب دعم القوات في الزنتان القريبة في المعركة ضد حفتر.
وأكد المصدر أن "الحكومة اتخذت هذه الخطوة في محاولة للحصول على الدعم من بلدة الزنتان الجبلية وذلك لتعزيز قواتها لمواجهة قوات شرق ليبيا التي أرسلها القائد العسكري حفتر".
يأتي هذا فيما كشفت مصادر عديدة عن أن ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي مؤخرا في جنوب ليبيا، يبعث برسالة خطيرة، خاصة وأنه يتزامن مع ظهور زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي بأيام قليلة.
وبحسب الخبراء والمسؤولين في ليبيا، وحديثهم إلى "سبوتنيك" يسعى التنظيم للظهور مجددا في ليبيا الفترة المقبلة، خاصة في ظل العمليات الدائرة في طرابلس، والتي دخلت شهرها الثاني.
من ناحيته يقول حامد الخيالي عميد بلدية سبها، إن" احتمالية عودة تنظيم داعش الإرهابي، إلى سرت باتت مستحيلة، إلا أن هناك بعض المدن يحتمل ظهوره فيها".
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أمس الأحد 5 مايو 2019، أن "بعض مدن الجنوب الليبي باتت أكثر عرضة لظهور التنظيم خاصة في جهة مدن "قدوة وتمنهنت وأم الأرانب"، وكذلك مناطق المزارع، خاصة لوجود ظهير صحراوي كبير يستفيد منها التنظيم".
وأشار إلى أن التنظيم يعتمد على الحاضنات المتنقلة من العناصر المرتزقة في من جنسيات غير ليبية وليبية، وأنه لا يوجد لهم حاضنة ثابتة في الجنوب، إلا أن الصحراء الشاسعة والمزارع تساعدهم على مهاجمة تلك المدن.
فيما قال البرلماني الليبي زايد هدية، إن تحركات التنظيم في الجنوب الليبي تخدم المليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، وأن تحركات التنظيم جاءت بعد انفاق أموال ضخمة الفترة الماضية، خاصة أن البرلمان الليبي لا يسيطر على مقدرات الدولة وأموال النفط، التي تصرف على المليشيات، وأنها وصلت إلى تنظيم "داعش"، حسب قوله.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" أن "الفوضى الموجودة في ليبيا تمثل أحد مصادر دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية. مطالبا بضرورة الرقابة الحاسمة على الأموال التي خرجت من المصرف المركزي في ليبيا، لما يمثله من خطورة على المنطقة بأكملها حال انفاق الأموال على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة"، حسب نص قوله.
وبحسب أحد النشطاء الذي رفض ذكر اسمه يقول لـ"سبوتنيك"، إن "عناصر التنظيم تنشط في المزارع المتواجدة في الجنوب الليبي، وأن من بينها عناصر غير ليبية، حيث تسعى لجلب العناصر الموجودة في تشاد ومالي، لإعلان  ولاية جديدة في الجنوب".
وأضاف المصدر، أن "العناصر الداعشية بدأت تظهر في الصحراء والمزارع الفترات الماضية، وأن التخوفات الآن بعد ظهور البغدادي، حيث سيكون الهدف الرئيسي الآن هو القيام بعمليات استنزافية تستهدف العسكريين والمدنيين، وأن إقامة ولاية جديدة في ليبيا قد لا يتم الإعلان عنه، إلا في تجنيد عشرات الآلاف على الأراضي الليبية".
فيما كشف حامد الخيالي، عميد بلدية سبها، تفاصيل العملية التي وقعت فجر اليوم السبت بإحدى معسكرات القوات المسلحة الليبية.
وقال الخيالي، إن "مجموعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، هاجمت أحد مراكز التدريب وذبحت عسكريا كما قتلت ثمانية بالرصاص، فيما لم يعرف عدد المصابين حتى الآن".
وفي وقت سابق ظهر زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي وطالب عناصره بالقيام بعمليات استنزافية في ليبيا وبعض الدول الأخرى، بعدما أقره بهزيمته في سوريا والعراق.
وخسر داعش معركة مدينة سرت بعد أن احتلالها وإعلانها إحدى ولاياته، تبعها خسارة سيطرته على المدن السورية ليصبح دون أي سيطرة ميدانية على الارض في الوقت الراهن.

شارك