الانتخابات الرئاسية التونسية والتاريخ الأسود لمرشح حركة النهضة

الثلاثاء 07/مايو/2019 - 02:07 م
طباعة الانتخابات الرئاسية حسام الحداد
 
أثار إعلان حمادي الجبالي، القيادي السابق بحركة النهضة الإخوانية التونسية، خلال اليومين الماضيين،  ترشحه رسميا لانتخابات الرئاسة التونسية جدلا واسعا في الوسط التونسي، في ظل اتهامات يوجهها سياسيون تونسيون إلى حركة النهضة باستخدام أسلوب المراوغة والدفع بشخصيات سرية في انتخابات الرئاسة التونسية، مثل حمادي الجبالي، حيث تعلن للإعلام أنها لا تدعمه ولكن في السر فهي تدعمه للوصول لرئاسة تونس.
وعلى الفور من اعلان الجبالي ترشحه كشف منذر قفراش، المرشح لانتخابات الرئاسة التونسية، التاريخ الأسود لحمادي الجبالي المرشح السرى لحركة النهضة التونسية الإخوانية، لانتخابات الرئاسة التونسية، والقيادي السابق بحركة النهضة التونسية، مشيرًا إلى أنه تورط في تفجيرات بتونس خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي.

الانتخابات الرئاسية
وقال المرشح لانتخابات الرئاسة التونسية، في تصريحات صحفية، إن حمادي الجبالي كان المسئول عن تفجيرات بمدن سوسة والمنستير في التسعينات، وتورط فى جرائم إرهابية وكان محكوما عليه بالمؤبد في عهد الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن على.
وأوضح منذر قفراش، أن حمادي الجبالي تورط في تفجير نزل سياحية بمدينتي سوسة والمنستير في التسعينيات وأوقع قتلى وجرحى وهو مكنى بحمادي تفجيرات.
وبشأن اتباع حركة النهضة بمخطط الدفع بمرشحين سريين في انتخابات الرئاسة التونسية قال منذر قفراش: إخوان تونس يريدون السيطرة على منصب الرئاسة لأنهم يريدون مسك الجيش التونسي تحت أيديهم باعتبار أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتخوفون من تحرك الشعب التونسي ضدهم، كما أنهم يلعبون على ورقة تشتيت المعارضة، وكما تعلم لديهم تمويلات قطرية وتركية رهيبة بينما المعارضة إمكانياتها المادية ضعيفة.
وفي نفس السياق كشفت الدكتورة ليلى همامي المرشحة لانتخابات الرئاسة التونسية مخطط حركة النهضة التونسية الإخوانية قبل انتخابات الرئاسة التونسية كاشفة عن تاريخ المرشح السرى للجماعة حمادي الجبالي واتهامات الإرهاب التي وجهت له في وقت سابق.
وقالت الدكتورة ليلى همامي في تصريحات صحفية، إن حمادي الجبالي القيادي السابق بحركة النهضة التونسية والذى أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة التونسية هو مكلّف بمهمة من حركة النهضة ولم يغادرها إلا ظاهريا لغاية محاصرة المنصف المرزوقي الذي يحظى بدعم من قواعد حركة النهضة اعتبارا لارتباطه بالدوحة ودعمه لمواقفها وسياساتها في المنطقة.

الانتخابات الرئاسية
وأضافت المرشحة لانتخابات الرئاسة التونسية أن مهمة حمادي الجبالي تتمثل في تقسيم تصويت القواعد النهضاوية الداعمة للمنصف المرزوقي لذلك ستكون مواقف الجبالي في ظاهرها راديكالية شبه مطابقة لمواقف المنصف المرزوقي وهو بالفعل ما صرّح به مؤخرا بصدد تسليم البغدادي المحمودي للميليشيات الليبية وحول رفضه لقاء بن علي خلال زيارته للسعودية. 
ولفتت الدكتورة ليلى همامي إلى أن حمادي الجبالي الذي ازدهر الإرهاب تحت رئاسته للحكومة وحصلت أبشع الاغتيالات السياسية في عهده يعود اليوم لإقناعنا بأنه رمز الثورة ونظافة اليد موضحة أن ترشح حمادي الجبالي لا يخرج عن الحسابات التكتيكية لحركة النهضة، متابعة: يمكن أن ينزّل الجبالي في وجهه الآخر ضمن فولكلور المغالطة والضحك على الذقون، خاصة بعد أن صرّح أنه لم يتلقى أي تعويض لسنوات السجن التي قضاها تحت نظام بن علي.
وفضحت الدكتورة ليلى همامي حركة النهضة قائلة: حركة النهضة في تونس حتى وإن كانت من أصول إخوانية فهي أخطر وأدهى من التنظيم الأم في مصر فالنهضة في تونس تجيد المناورة والتلوّن وفق مقتضيات المرحلة، قادرة على انجاز تراجعات تكتيكية وترحيل أهدافها وفق تطور ميزان القوى، تسعى وفق منطق التمكين إلى اكتساح العمق الاجتماعي والاستفادة القصوى من حالة الفقر والتهميش، لكنها لن تتردد في توظيف الأساليب العنيفة إذا ما واجهت حالة العزل الشعبي بل إن رموزها هددوا بذلك في أكثر من مناسبة بل إن خطابها خلال الفاصل الإخواني في مصر كان في منتهى العنجهية والعنف ولم تنجز قيادات النهضة التراجعات التكتيكية إلا بعد سقوط حكم الاخوان في مصر وفشل مخطط الاطاحة بالنظام السوري وانحصار أذرُعِها في ليبيا فالنهضة لا تكون ديمقراطية إلا في حالات الضعف وكلما ازدادت قوة ازدادت عنجهية وعنف.
وكشفت ليلى همامي تاريخ حمادي الجبالي قائلة: حمادي الجبالي من العناصر القيادية البارزة من حركة النهضة نُسبت له مسؤولية التفجيرات خلال ثمانينات القرن الماضي تحت حكم الحبيب بورقيبة وفى نظام زين العابدين بن على تم إيقافه سنة 1991 بعد اندلاع المواجهات بين الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) والنظام ويعتبر رجل التنظيم السري ولذلك كان من أول القياديين الذين تم اعتقالهم خلال مواجهات سنة 1991 تحت نظام بن علي.
وأشارت ليلى همامي إلى أن النهضة تواجه في هذا الظرف ضغط الظرف الإقليمي المعادي لها خاصة مع دخول تركيا طور الأزمة اقتصاديا وسياسيا وعزلة قطر وعملية التطهير التي يقودها المشير خليفة حفتر في طرابلس لملاحقة الميليشيات الإرهابية ولذلك تسعى النهضة في تونس إلى الحد من الخسائر وضمان استمرارها في الحكم ضمن تحالف يجمعها بقوى مدنية ضعيفة ستكون بمثابة الواجهة تتوقى عبرها من تبعات انفجار اجتماعي قد يحصل.

حمادي الجبالي:

حمادي الجبالي:
هو سياسي ومهندس وصحفي تونسي. تولى منصب رئيس الوزراء في ديسمبر 2011 بعد فوز حركة النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي 2011. وانتهت فترة ولايته رئيسًا للوزراء في مارس 2013 بعد أن قدم استقالته على إثر رفض الأغلبية المتمثلة في حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية مبادرته بتشكيل حكومة تكنوقراط. خلفه القيادي بحزب حركة النهضة علي العريض في المنصب.
استقال من منصب الأمين العام لحزب حركة النهضة في مارس 2014، ثم انسحب من الحركة في ديسمبر 2014.
حمادي الجبالي عين عضوا في نادي مدريد لرؤساء الدول والحكومات السابقين.
ولد حمادي الجبالي في سوسة بتونس سنة 1949 والتحق بكلية الهندسة في جامعة تونس ثم انتقل منها إلى جامعة باريس حتى بات مهندسا أولا في الطاقة الشمسية. حصل على شهادة الهندسة الميكانيكية من جامعة تونس، ثمّ على ماجستير في الطاقة الضوئية الجهدية من باريس. أسّس في سوسة شركة مختصة في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
التحق بمؤسسات حركة النهضة التونسية وخاصة المؤتمر ومجلس الشورى منذ بداية الثمانينات. طالته حملة الاعتقالات التي شنها الحبيب بورقيبة ضد الإسلاميين في تونس، عُرف في الحياة السياسية التونسية بعد اعتقال القيادة التاريخية لـ«حركة الاتجاه الإسلامي» ومحاكمتها سنة 1981. وقد انتخبه مجلس الشورى في سنة 1982 رئيسا للحركة. تولى رئاسة تحرير جريدة الفجر - التي تعبر عن رأي حركة النهضة - قبل أن يحاكم إبان عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بتهمة نشر مقالات تنال من الدولة وتحرض على العصيان والانتماء لجمعية غير مرخصة ومحاولة قلب نظام الحكم فحكمت عليه المحكمة العسكرية سنة 1990 بالسجن ستة عشر عاما نافذة قضى منها عشر سنوات في السجن الانفرادي قبل أن يضرب عن الطعام سنة 2002 ثم أفرج عنه في فبراير 2006.
أثار حمادي الجبالي انتقادات العلمانيين وأحزاب تونسية أخرى عندما تحدث في خطاب جماهيري في سوسة عن "خلافة راشدة سادسة" وأوضح لاحقا أنه يقصد البعد الحضاري للخلافة وليس الخلافة بكل أبعادها وقال "استعارة كلمة الخلافة الراشدة المقصود منه الاستلهام القيمي لتراثنا السياسي وحضارة المجتمع التونسي الذي ننتمي إليه ونعتز به والمشبع بمبادئ العدل والصدق والحرية والأمانة". وقد قال في خطابه: " "يا إخوانى أنتم الآن أمام لحظة تاريخية، أمام لحظة ربانية في دورة حضارية جديدة إن شاء الله في الخلافة الراشدة السادسة إن شاء الله، مسؤولية كبيرة أمامنا والشعب قدم لنا ثقته، ليس لنحكم لكن لنخدمه". 

شارك