حفتر والسراج.. بين الدعم العربي والرفض الأوروبي للحرب في طرابلس

الجمعة 10/مايو/2019 - 01:36 م
طباعة حفتر والسراج.. بين أميرة الشريف
 
تتواصل المساعي للتوسط بين أطراف النزاع الليبي وسط انقسامات وفشل الجهود الدولية لاستصدار قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا.
ويعقد مجلس الأمن، اليوم الجمعة 10 مايو، جلسة مغلقة لبحث الأزمة الإنسانية بطلب بريطاني، وخلفت الأزمة أكثر من 430 قتيلاً منذ انطلاق عمليات الجيش الوطني الليبي لتطهير العاصمة طرابلس من المتطرفين.
ويأتي هذا الاجتماع الأممي في ظل جولة أوروبية يجريها رئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، ليحشد دولياً ضد خصمه قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، لوقف هجومه على طرابلس.
واستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حفتر في القاهرة أمس الخميس، حيث أكد السيسي دعم بلاده للجيش الليبي في حربه ضد الميليشيات لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
كما اتفق الطرفان على أهمية الحشد الدولي لدعم الجيش الليبي وتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية. 
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في مصر، بأن الرئيس السيسي اطلع من المشير حفتر على مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، مؤكداً دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
كما "أكد السيسي على دعمه دور المؤسسة العسكرية الليبية لاستعادة مقومات الشرعية، وتهيئة المناخ للتوصل إلى حلول سياسية وتنفيذ الاستحقاقات الدستورية، على نحو يلبي تطلعات الشعب الليبي الشقيق نحو الحياة الآمنة الكريمة وبناء المستقبل الأفضل".
وكرر السيسي دعمه للمؤسسة العسكرية الليبية في القضاء على كافة أشكال الإرهاب والميليشيات والجماعات المتطرفة.
وأضاف المتحدث أن المشير خليفة حفتر أشاد من جانبه بدور مصر في دعم الشعب الليبي على كافة المستويات، مؤكداً قوة العلاقات التاريخية التي تربط بين الدولتين والشعبين الشقيقين، ومشيداً بجهود مصر في مكافحة الإرهاب ودعم الحلول السلمية للأزمات العربية وترسيخ مؤسسات الدولة الوطنية ودعم الاستقرار والأمن للشعوب العربية. 
كما استعرض حفتر الجهود الليبية للتصدي للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، والتي تهدف إلى تهريب السلاح والمقاتلين والإرهابيين الأجانب إلى داخل ليبيا.
وهذا هو الاجتماع الثاني للسيسي وحفتر في أقل من شهر منذ انطلاق العملية العسكرية "طوفان الكرامة" لتحرير طرابلس من سيطرة الميليشيات.
يشار أن قوات حفتر قد أعلنت في مارس الماضي بسط سيطرتها بشكل سلمي على منطقة القطرون وسط ترحيب واستقبال أهالي المنطقة لقوات بالجيش.
في المقابل، التقى السراج، الخميس، رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ووزير خارجيتها، جيرمي هانت، في لندن، الذي أكد أن "لا حل عسكرياً" للنزاع في ليبيا.
وكان، قال رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي، إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في ليبيا.
وخلال لقائه بالسراج، في العاصمة الإيطالية روما، قال كونتي: "الخيار العسكري لا يمكن أن يكون حلا، وما يؤكد ذلك هو أن الوضع وصل إلى ما يشبه طريق مسدود"، وفق وكالة أسوتشيتد بريس الأمريكية.
ومع ذلك، أشار كونتي إلى أن "الوضع على الأرض يمكن أن يتغير سريعا من خلال المفاوضات بدلا من الحل العسكري"، مؤكدا أنه يعتزم أيضا التباحث مع قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر، دون أن يحدد موعدا لذلك.
وكان التقى السراج أيضا المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل في برلين، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، الأربعاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية، في بيان، إن "رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، يبدأ جولة إلى العواصم الأوروبية الرئيسية لحشد دعم دولي ضد الهجوم على العاصمة طرابلس".
وأوضح، أن السراج سيلتقي خلال تلك الزيارات "رئيس الحكومة الإيطالي جوزيبي كونتي، صباح الثلاثاء، ثم يلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين مساء الثلاثاء، ثم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء في باريس، كما سيزور أيضا بريطانيا".
وفي غضون ذلك، "يستعد وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا لزيارة عدد من الدول الأوربية للقاء نظرائه"، حسب بيان نشرته وزارة الداخلية عبر صفحتها بموقع "فيسبوك".
ويبحث باشاغا خلال الجولة "سبل التنسيق والعمل المشترك الداعم لجهود حكومة الوفاق الوطني في فرض الأمن والاستقرار، ودعم جهودها في حماية العاصمة طرابلس من التهديدات المسلحة، وما ينجم عنها من آثار أمنية محتملة"، حسب البيان.
وجدير بالذكر، أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعت الأسبوع الماضي  أطراف القتال إلى التزام هدنة إنسانية لمدة أسبوع تبدأ الاثنين، في وقت تستمر المعارك جنوب العاصمة طرابلس للشهر الثاني.
ودعت البعثة في بيان نشر على صفحتها الرسمية على فيسبوك "كل الأطراف المنخرطة في القتال، عملا بروح المناسبة كما باتفاقية حقوق الانسان، لهدنة انسانية مدتها أسبوع ، تبدأ في الرابعة من صباح الأول من رمضان 6 مايو الجاري".
و"تكون الهدنة قابلة للتمديد، وتتعهد كل الأطراف خلالها وقف العمليات العسكرية بمختلف أنواعها، من استطلاع وقصف وقنص واستقدام تعزيزات جديدة لساحات القتال"، وفقا للبيان.
وفي 4 أبريل الماضي، أطلق قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس مقر حكومة "الوفاق"، ومنذ 2011 تعاني ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة "الوفاق" وحفتر.

شارك