تحذيرات فرنسية من توغل قطر في القارة السمراء لنشر الفوضى والإرهاب

الأحد 12/مايو/2019 - 01:32 م
طباعة تحذيرات فرنسية من فاطمة عبدالغني
 
بعد مراجعة تاريخ القارة السمراء خلال السنوات الأخيرة نجد أنه وفي كل الحروب، المؤامرات والتنظيمات الإرهابية لا بد من أن يكون هناك حضور قطري أو على الأقل بصمات قطرية، وفي هذا الإطار حذرت مجلة "فايننشال أفريك" الفرنسية من توغل قطر في دول غرب أفريقيا، قائلة إن نشاط الدوحة في حاجة لقراءة متأنية، وأوضحت المجلة الفرنسية أن قطر منذ إعلان عدة دول عربية وأفريقية مقاطعتها منذ يونيو 2017 سعت إلى الاتجاه جنوباً  والتغول في منطقة غرب أفريقيا المعروفة بانتشار التنظيمات الإرهابية، لزعزعة استقرار تلك المنطقة وجعلها شوكة في ظهر الدول المقاطعة لها من جهة، واستقطاب الدول الأخرى عبر أذرعها الناعمة في صورة مساعدات إنسانية واستثمارات من جهة أخرى.
وأوضحت المجلة أن هذه الاستراتيجية "قادت أمير قطر تميم بن حمد إلى إجراء جولة في دول غرب أفريقيا في ديسمبر 2017، بعد 6 أشهر من المقاطعة، في السنغال وبوركينا فاسو وساحل العاج وغانا وغينيا كنجاري ومالي، في محاولة لتفادي تبعات المقاطعة العربية بسبب دعم بلاده للإرهاب واستغلال القوى الناعمة لتعويض الخسائر في علاقته الأفريقية"، بعد خسارته معظم دول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي نتيجة أنشطة قطر الخبيثة.
وحذرت المجلة الفرنسية من المحور القطري الأفريقي، قائلة إن هذا التوغل يستحق قراءة متأنية لحقيقة دينامية النشاط القطري في هذه القارة، لافتة إلى أن النظام القطري ضخ ملايين الدولارات في استثمارات لا تأتي بعائد مالي كبير، كما أن التعاون بين قطر وبعض البلدان الأفريقية يتم في مجالات لا تشتهر الدوحة بها مثل اتفاقية التعاون القانوني والقضائي بين قطر ورواندا رغم أن قطر لم توقع أي اتفاقية قانونية دولية، الأمر الذي يفسر بأنه ستار لفرض قطر نفسها على الساحة الأفريقية.
وأشارت المجلة أن قطر تستغل الأحداث الجارية بالبلدان الأفريقية لنشر الفوضى والإرهاب بها، من أجل التوغل فيها بزعم تنميتها وإعادة الاستقرار بها، الأمر الذي يمهد لها الطريق للحصول على ولائها ومواردها الطبيعية.
ودللت المجلة بمثال آخر على ذلك، بالنشاط الدبلوماسي الكثيف بين أمير قطر والرئيس الرواندي بول كجامي رئيس اتحاد دول شرق أفريقيا، الذي يضم 16 دولة وهي: "ملاوي، وموزمبيق، وأنجولا، وليسوتو وجزر القمر، وجنوب أفريقيا، وموريشيوس، ومدغشقر، وسيشيل، وناميبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإسواتيني، وبوتسوانا، وزامبيا، وزيمبابوي، وتنزانيا"، وتشكل رابع أكبر قوة اقتصادية في أفريقيا، حيث يقدر صندوق النقد الدولي الناتج المحلي الإجمالي المستقبلي لهذا الاتحاد بنحو 131 مليونا و772 ألف دولار أمريكي، فيما ترى قطر أن هذا الاتحاد فرصة جيدة ومغرية يجب استغلالها لبسط نفوذها على هذه المنطقة.
وتابعت: "لتحقيق ذلك الغرض فإن أمير قطر وجد في رئيس رواندا المنفذ لتحقيق هذه الغاية، كبوابة استراتيجية لغزو أفريقيا".
من ناحية أخرى  أعلن التلفزيون العام في بوركينا فاسو أمس السبت 11 مايو، أن "الدوحة قدمت إلى الجيش في البلاد 24 آلية لنقل الجنود للتصدي لهجمات المتشددين التي تواجهها بوركينا فاسو منذ 2015.
وكشف وزير الدفاع شرفي سي، أن "هذه المدرعات من طراز "ستورم" ستسمح بالتصدي للأوضاع التي نعيشها"، فيما ذكرت رئاسة الأركان العامة، أن "هذه المدرعات التي نقلتها طائرات تابعة لسلاح الجو القطري ستعزز المعدات والقدرات العملانية للقوات المسلحة الوطنية".
وبحسب تقرير أعده موقع بوابة الحركات الإسلامية فقد أعاد الدعم القطري لبوركينا فاسو، إلى الأذهان، محاولة فاشلة عديدة، قامت بها الدوحة للتمويه على دعمها للإرهاب في المنطقة، عبر هذه المساعدات، وهي المعروفة في شبه المنطقة، بدعمها للحركات الإرهابية المسلحة التي عاثت في الأرض فساداً.
وكانت الدوحة قد منحت مساعدات مماثلة قبل أشهر لدولة مالي، وسخرت الصحف الفرنسية حينها من تقديم قطر، راعية الإرهاب في العالم، لهذه المساعدات، معتـــبرة أن خـــطوة الدوحة انفصام، يعاني منه النظام الحاكم، بعد ثبوت دعمه لشبكات إرهابية في شمال باماكو.
وعلى الصعيد ذاته وعبر تقرير بعنوان: أفريقيا.. مخطط تميم السوء، كشف حساب المعارضة القطرية "قطريليكس" على موقع "تويتر"، كيف أدت رعاية قطر للتطرف الإخواني لفقدانها ثقة الدول الإسلامية، وبرز ذلك في الفشل الذريع الذي واجته جولة تميم الإفريقية عقب المقاطعة العربية، والتي استهدفت فيها 6 دول ذات غالبية مسلمة بالقارة السمراء، وأشار تقرير المعارضة القطرية أن تميم العار حول بوصلته لاستقطاب دول أفريقيا جنوب الصحراء، وحاول تعويض تأكل نفوذه بدول منظمة التعاون الإسلامي، فكثف تحركاته الدبلوماسية في دول شرق وجنوب أفريقيا، واستقبل رؤساء بوتسوانا وزيمبابوي بالدوحة، وأشار التقرير إلى أن الدوحة افتتحت سفارات جديدة لها في غانا وغامبيا ورواندا، كما وقعت الدوحة أكثر من 5 اتفاقيات تعاون مع كيجالي في أقل من عام، استغلها تميم بوابة لمد سيطرتها على تجمع شرق أفريقيا، وتابع التقرير "ذميم استهدف خداع دول التجمع لاستيراد العمالة إلى دوحة العبودية، حيث استغل امتلاكه غالبية أسهم Ecobank لتعزيز توغله المشبوه، فمرر أمواله الملوثة عبر شبكة المصرف بـ36 دولة أفريقية". 
ويرى المراقبون أن محاولات قطر لفرض قوتها وتحسين علاقتها بدول أفريقيا بائت بالفشل، فمعظم الدول الإفريقية تفضل تقوية علاقتها بالمملكة العربية السعودية والإمارات بدلا من إمارة قطر التي اتهمتها دول الرباعي العربي بدعم الإرهاب، ورغم ضخ الدوحة ملايين طائلة في تلك البلاد وأسلحة في دول أخرى، لم يحظى نظام الحمدين بدعم يجعله قوة حقيقية على أرض الواقع في القارة السمراء.

شارك