طالبان والإرهاب في إقليم بلوشستان الباكستاني

الأربعاء 15/مايو/2019 - 02:31 م
طباعة طالبان والإرهاب في حسام الحداد
 
قتل أربعة شرطيين وأصيب تسعة آخرون بجروح في انفجار دراجة نارية مفخّخة في مدينة كويتا في جنوب غرب باكستان في اعتداء تبنّته حركة طالبان الباكستانية، بحسب ما أعلنت الشرطة.
وقال قائد الشرطة عبد الرازق شيما لوكالة فرانس برس إنّ حصيلة الجرحى تتضمّن شرطيين اثنين، مشيراً إلى أنّ "اثنين من الجرحى في حالة حرجة".
وكانت الدراجة النارية مركونة أمام مسجد يحرسه عناصر من الشرطة في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان.
ويأتي الاعتداء بعد يومين من هجوم شنّته جماعة "جيش تحرير بلوشستان" الانفصالية على فندق فخم في جوادر أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، هم عسكري وأربعة من موظفي الفندق، وإصابة ستة آخرين بجروح.
وهذه الجماعة هي واحدة من جماعات انفصالية عرقية وطائفية وإسلامية تتقاتل في هذا الإقليم الذي يهزّه العنف الانفصالي منذ سنوات، ويشهد أكبر قدر من الاضطرابات في باكستان.
واستهدفت العملية موقعاً رمزياً هو الفندق الفخم الوحيد في جوادر والذي تنزل فيه وفود رجال الأعمال الباكستانيين والأجانب وكذلك الوفود الدبلوماسية.
وإقليم بلوشستان، المحاذي لأفغانستان وإيران، هو أفقر أقاليم باكستان الأربعة رغم أنّه يضم حقولاً نفطية ومناجم.
ويعد هذا الهجوم هو ثاني اكبر هجوم في أقل من شهر على هذا الاقليم حيث قتل مسلحون 14 شخصا على الأقل بعد إجبارهم على النزول من حافلات في إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان، حسبما أعلن مسؤولون الخميس 18 أبريل 2019.
وقال مدير عام وزارة الداخلية في حكومة الإقليم، حيدر علي، لوكالة فرانس برس، حينها إن المهاجمين كانوا يرتدون بزات قوات الحدود الخاصة.
وأضاف أنهم "قاموا بإيقاف حافلات على طريق ماكران الساحلي السريع وقتلوا بالرصاص 14 شخصا".
وأردف قائلا إن المسافرين الذين قتلوا "كانوا يحملون هويات ليست صادرة في بلوشستان"، موضحا أن بين القتلى ضابطين أحدهما في البحرية والثاني في خفر السواحل.
وأكد مسؤول إداري آخر الهجوم وحصيلة الضحايا، في حين قالت وزارة الداخلية إن الحافلات كانت تقوم برحلات بين كراتشي ومدينة أومارا الساحلية في بلوشستان.
وصرح وزير الداخلية في بلوشستان، مير ضياء لانغوف، أن "مثل هذه الحوادث غير مقبولة ولن نتسامح مع الإرهابيين الذي ارتكبوا هذا الاعتداء الرهيب".
واستهدفت قوات الأمن الباكستانية متمرّدين في الإقليم منذ العام 2004 واتهمت مراراً من قبل مجموعات حقوقية دولية بارتكاب انتهاكات في المنطقة، وهو أمر ينفيه الجيش.
و بلوشستان هي إحدى أقاليم باكستان الأربعة، وتعدُّ أكبر أقاليمها من حيث المساحة. عاصمة الإقليم كويته وتعد أكبر مدنها. يحتوي الإقليم على معظم أراضي منطقة بلوشستان التاريخية، ويرجع مسمى المنطقة إلى البلوش. يقع شمال الإقليم مناطق القبائل ذات الحكم الفدرالي وأفغانستان، أما من الشرق فيجاور الإقليم كل من إقليم السند والبنجاب وإلى الغرب نجد محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية. أما من الجنوب فيقع بحر العرب. لا يعترف سكان بلوشستان بانهم جزء من جمهورية باكستان، حيث أن باكستان بعد أن انقسمت عن الهند بدأت تحاول السيطرة على أراضي بلوشستان، نظرا لموقعها الجغرافي الهام الذي يطل على الخليج العربي وخليج عمان، كما أنه يطل على مضيق هرمز الذي استطاع شاه إيران سلبه واقتطاف هذا الجزء من الأرض ليضمه إلى إيران، حيث ان باكستان عقدت اتفاقا مع حاكم بلوشستان أو (خان) منطقة(كلات) حيث اتفقوا على ان ياخذ منطقة بلوشستان اسم باكستان ويتحكم باكستان بالامور الخارجية والدفاع والعمله مقابل ان يحكم البلوش منطقتهم بانفسهم دون تدخل من باكستان. ولكن سرعان ما تناست باكستان هذه الوعود والاتفاقات لتبدأ التدخل في أمورها واحتلالها حيث ارتكبت جرائم ضد سكانها وقتلت الالاف منهم وشردت مئات الالف من منازلهم.

شارك