تنامي دور مليشيا الملالي يبدد آمال العراق بالاستقرار

الجمعة 17/مايو/2019 - 12:55 م
طباعة تنامي دور مليشيا فاطمة عبدالغني
 
مع تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران في المنطقة قد يكون العراق ساحة محتملة للمواجهة الأمريكية الإيرانية في ظل تنامي دور المليشيات المدعومة إيرانيًا. 
تقارير استخباراتية للقوات الأجنبية في العراق تشير إلى أن الوضع هناك يتجه نحو التصعيد، فهولندا وألمانيا علقتا عمل قواتهما في إطار تدريب الجيش العراقي بسبب تهديدات أمنيه، بينما أبقت فرنسا على مهمة تدريب العسكريين العراقيين في الوقت الراهن، كما رفعت بريطانيا الخميس مستوى التأهب لقواتها ودبلوماسييها، وتزامنت التطورات مع بدأ الولايات المتحدة سحب موظفيها غير الأساسين من العراق، كما رفع الجيش الأمريكي حالة التأهب إلى القصوى بسبب تهديدات محتملة ضد القوات الأمريكية في هذا البلد، مؤكدًا المخاوف من مليشيات تدعمها إيران هناك، حيث أوضحت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها الثلاثاء 14 مايو الجاري أن هناك معلومات أمنية تؤكد وجود تهديدات إيرانية موثوق فيها وهي متوافرة لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية، بحسب نص البيان.
وأضافت أن هذه التهديدات الإيرانية دفعت قيادة التحالف الدولي في العراق وسوريا إلى اتخاذ أعلى تدابير الحيطة والتأهب على ضوء معلومات وشيكة بحصول هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق.
 من ناحية أخرى أظهرت معلومات استخباراتية أمريكية أن مليشيات مسلحة مدعومة من إيران تنشر صواريخ قرب قواعد للقوات الأمريكية، الأمر الذي دفع وزير الخارجية مايك بومبيو إلى القيام بزيارة مفاجئة إلى بغداد الأسبوع الماضي، إذ قال مصدر أمني عراقي أن بومبيو طلب من كبار القاعدة العسكرين العراقيين تحجيم مليشيات في الحشد الشعبي بعد أن توسع نفوذها في البلاد، وبحسب المصدر بأن بومبيو هدد بان واشنطن سترد بقوة في حالة لم تقدم الحكومة العراقية على تطويق دور المليشيات، داعيًا بغداد إلى تقديم ضمانات لمنع الحشد الشعبي من تهديد المصالح الأمريكية.
مصدر عراقي آخر قال إن الأمريكيين اعترضوا اتصالات أظهرت أن المليشيات اعادوا نشر مسلحيهم ليتخذوا مواقع مثيرة للريبة، وهو الأمر الذي اعتبره الأمريكيون استفزازًا.
من ناحية أخرى كشف مصدر أمني عراقي لقناة "الحدث" الأسبوع الماضي أن إيران زودت عدداً من الميليشيات العراقية بشحنات صواريخ لاستهداف قوات التحالف الدولي والسفارة الأمريكية في بغداد والشركات النفطية الغربية العاملة في مدن الجنوب.
وأكد المصدر أن الصواريخ دخلت عبر 3 منافذ حدودية بين العراق وإيران، هي الشيب والشلامجة وزرباطية، بشاحنات محملة بالمواد الغذائية ووصلت إلى مخازن الميليشيات في جرف الصخر.
من جانبها ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الجمعة إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، التقى قادة فصائل عراقية مسلحة خاضعة لنفوذ طهران خلال زيارته الأخيرة للعراق قبل نحو 3 أسابيع، وأخبرهم "بالاستعداد لخوض حرب بالوكالة" على خلفية التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
واستندت الصحيفة في تقريرها على تصريحات من مصدر وصفته بالاستخباري. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قالت في تقرير لها الاثنين الماضي إن مسؤولين أمريكيين يناقشون خطة عسكرية لإرسال 120 ألف جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط لمواجهة أي هجوم إيراني ومنع إيران من تطوير أسلحتها النووية.
ووسط هذه الأحداث المتصاعدة يخشى الشارع العراقى من استخدام بلاده فى أى صراع إقليمى ودولى بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة التي تعيشها البلاد، والتخوف من عودة عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى البلاد حال أقدمت أيا من دول الصراع فى المنطقة على التحرك بقواتها أو نقل صواريخ إلى البلاد، وهو ما يهدد جهود الحكومة العراقية فى بسط الأمن والاستقرار فى البلاد والتركيز على مكافحة الفساد وإعادة إعمار البلاد.

شارك