تخبط الملالي.. قيادات إرهابية جديدة في الحرس الثوري الإيراني

السبت 18/مايو/2019 - 01:12 م
طباعة تخبط الملالي.. قيادات فاطمة عبدالغني
 
رغم الظاهر من تصريحات المسئولين الإيرانيين في محاولة لنفي التصعيد من جانب طهران في المنطقة إلا أن ما يدور في الخفاء يقول غير ذلك، فعلى الأرض تقوم طهران بتحركات عديدة وعلى أعلى المستويات لتعبئة وكلائها في الداخل والخارج تجاه أي مواجهة محتملة.
وعلى ضوء هذه التحركات استكمل خامنئي ترتيبات الصف القيادي الأول للحرس الثوري والتي كان قد بدأها قبل 20 يومًا بتعيين حسين سلامي قائد جديدًا له، فقد أعلن مكتب خامنئي تنصيب قائد القوة البحرية في الحرس الثوري علي فدوي (58 عاما) نائبًا لسلامي، بالإضافة إلى إعادة قائد قوات الباسيج "التعبئة العامة" السابق محمد رضا نقدي إلى الواجهة بتعيينه في منصب المنسق العام للمليشيا في مرحلتها الجديدة، مرحلة ستستوجب تأمين الجهوزية القتالية الشاملة للحرس بالإضافة إلى تطوير وتحسين مهام العمليات العسكرية التي يتولى الحرس مسئوليتها داخل البلاد وخارجها وكل ذلك خدمة لهدف واحد وهو حماية الثورة على حد تأكيد مرسوم خامنئي.
وبحسب تقارير صحفية لا تعني قرارات خامنئي مجرد تغييرات في الأسماء والألقاب، فمثلاً إعادة قائد الباسيج السابق للواجهة يعني بالنسبة للشارع الإيراني تذكيرًا مباشرًا بمشاهد العنف والقمع التي واجهت مظاهراته في عام 2009 احتجاجًا على تزوير الانتخابات الرئاسية وصولاً إلى المظاهرات الأخيرة مطلع العام الماضي. يذكر أن مجلس الأمن الدولي أورد اسم نقدي على لائحة العقوبات منذ مارس 2008، بسبب تورطه في انتهاك العقوبات المفروضة على طهران من جانب بلدان غربية آنذاك.
 اسم منسق الحرس الجديد محمد رضا نقدي معروف كذلك في دائرة جنرالات إيران كخبير في حرب العصابات وإدارة المعارك القتالية خارج الحدود وإليه نسبت مهمة قيادة فيلق بدر في ثمانينيات القرن الماضي لتنفيذ هجمات داخل العراق. 
وفي إحدى خطبه عام 2014 أكد قائد التعبئة العامة "الباسيج" التابعة للحرس الثوري، أن ملايين الإيرانيين مستعدون للذهاب إلى سوريا وغزة. كما اعتبر "السفارة الأمريكية في بغداد مركز قيادة داعش".
أما فدوي النائب الجديد لقائد الحرس الثوري فهو جنرال معروف بمواقفه المتشددة والمهددة باستهداف مصالح واشنطن وحلفاءها في المنطقة. كما سبق للقائد السابق لبحرية الحرس الثوري أن أشرف على عملية احتجاز 10 جنود أميركيين لنحو 15 ساعة في يناير 2016، بعد أن ضلوا طريقهم إلى المياه الإقليمية الإيرانية.
وبحسب المراقبون تأتي تلك التعيينات الجديدة في وقت تشهد المنطقة تصعيداً أمريكيًا إيرانياً، بعد أن أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الخليج العربي قبل أكثر من أسبوع.
تطورات تأتي لتزيد من المخاوف الدولية فيما يتعلق بأنشطة إيران الخبيثة عبر أذرعها في المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة والتي بدت جلية من خلال زيارة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني إلى العراق قبل نحو 3 أسابيع بحسب ما نقلت صحفية الجارديان البريطانية الخميس الماضي، سليماني استعدى في زيارته تلك قادة مليشيا الحشد الشعبي المدعومة من طهران وطلب منهم الاستعداد لحرب بالوكالة، ووفقًا للصحيفة إن اجتماع سليماني بقادة المليشيات أثار مخاوف الولايات المتحدة من تهديد قواتها بالعراق كذلك مصالحها بالمنطقة. حيث أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه اللقاءات دفعت الولايات المتحدة لاتخاذ قرار بإخلاء الموظفين الدبلوماسيين غير الضروريين من السفارة الأمريكية في بغداد وأربيل، ورفع حالة التهديد الأمني بالقواعد الأمريكية في العراق، كما رفعت بريطانيا حالة التهديد الأمني لقواتها في العراق.

شارك