ليبيا.. التدخلات التركية ومزيد من الإرهاب

الثلاثاء 21/مايو/2019 - 02:32 م
طباعة ليبيا.. التدخلات حسام الحداد
 
أثار تقدم الجيش الليبي وسيطرته على مدن ومناطق عدة في ليبيا قلق أنقرة، التي بدورها دعمت المتطرفين ولجأت لخرق قرار مجلس الأمن بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا.
ومع وصول سفينة "أمازون" التركية، المحملة بأسلحة وآليات عسكرية إلى ميناء طرابلس في ليبيا الخاضع لسيطرة الميليشيات، قادمة من ميناء سامسون التركي، السبت 18 مايو 2019، عززت تركيا تاريخها بدعم الإرهاب في ليبيا.
وتأتي شحنة السلاح التركية بعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس من الميليشيات.
ويخشى المراقبون أن تؤجج هذه المعدات والأسلحة الجديدة نيران الحرب بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات المشير خليفة حفتر التي عجزت عن تحقيق تفوق نوعي يمكنها من اقتحام مدينة طرابلس. 
ومن جهته أبدى مجلس النواب الليبي استغرابه من الصمت "المريب" وغير المقبول من البعثة الدولية لانتهاكات حظر السلاح التي ارتكبتها تركيا وقطر، وذلك في بيان صادر السبت.
وجاء في بيان مجلس النواب الليبي: "لجنة الدفاع والأمن القومي تستنكر الدعم غير المحدود من دولتي قطر وتركيا لعصابات داعش والقاعدة في العاصمة طرابلس، ونطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف التدخل السافر لهذه الدول في الشأن الليبي.
وقد أعلن "الجيش الليبي" مساء أمس الأحد 20 مايو 2019، فرض حظر بحري على الموانئ الواقعة غرب البلاد منذ مساء الأحد، في خطوة تهدف إلى منع وصول الأسلحة وقطع الإمدادات العسكرية للمليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش في بيان نشرته على "فيسبوك"، إنه "تطبيقا لقرار القائد العام للجيش خليفة حفتر بقطع الإمدادات عن المليشيات في المنطقة الغربية، قرر رئيس أركان القوات البحرية اللواء، فرج المهدوي، إعلان حالة النفير لكامل القوات البحرية وإعلان الحظر البحري التام على كامل الموانئ البحرية في المنطقة الغربية".
ووفقا للبيان، فقد هدّدت القوات البحرية التابعة "للجيش الليبي" كل من يقترب من موانئ المنطقة الغربية بالضرب من حديد، وخاصة تركيا.
تاريخ من الانتهاكات
ولم تكن حادثة السفينة التركية المحملة بالأسلحة السبت الأولى من نوعها، فتاريخ تركيا في تمويل الإرهابيين في ليبيا مسجل وواضح.
ففي سبتمبر 2015 ضبطت السلطات اليونانية سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت تتجه إلى ليبيا، حين داهم زورق تابع لخفر السواحل السفينة التي أبحرت من ميناء الإسكندرونة التركي - إلى ميناء هيراكليون على جزيرة كريت اليونانية.
وفي يناير 2018 ضبط خفر السواحل اليونانية أيضا سفينة تركية محملة بالمتفجرات كانت متجهة إلى ليبيا. وأشارت بيانات تأمين السفينة إلى أنه جرى تحميل ما عليها من مواد في ميناءي مرسين والإسنكدرونة التركيين، وأن الربان تلقى أوامر من مالك السفينة بالإبحار إلى مدينة مصراتة الليبية، لتفريغ الحمولة بأكملها.
وفي شهر ديسمبر  2018 وصلت سفينة تركية إلى ميناء الخمس، محملة بالأسلحة والذخائر، وقالت خدمات الجمارك بمطار بنينا في بنغازي على حسابها الرسمي على فيسبوك، إن الشحنة التي أرسلت من تركيا شملت 3 آلاف مسدس تركي الصنع، إضافة إلى مسدسات أخرى وبنادق صيد وذخائر.
وجاءت حادثة سفينة "أمازون" السبت، استكمالا للنهج الذي اتخذته تركيا في ليبيا، وهو تمول الميليشيات والتي تتكون من عناصر متطرفة وأخرى مطلوبة دوليا، بالأسلحة والذخائر والآليات التي تصل إلى ليبيا عبر موانئ تركية.
فتقدم الجيش الليبي وسيطرته على مدن ومناطق عدة في ليبيا يثير قلق أنقرة، فالجيش أقسم على تحرير كل الأراضي الليبية من الإرهابيين. 
والعاصمة طرابلس، التي أعلن الجيش الليبي بدء عملية تحريرها من الميليشيات قبل أسابيع، هي آخر معقل لتنظيم الإخوان في ليبيا، مما يعني نهاية هيمنتهم على القرار السياسي والمالي في ليبيا، سينتهي فور تحريرها.

شارك