تقارب الوفاق الليبي وداعش.. واحتمالات حرب أهلية

الأربعاء 22/مايو/2019 - 01:06 م
طباعة تقارب الوفاق الليبي حسام الحداد
 
قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أمس الثلاثاء 21 مايو 2019، إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ بالظهور مجددا في ليبيا، وإن رايات داعش عادت ترفرف في جنوب ليبيا.
وشدد غسان سلامة خلال تقديمه إحاطة لمجلس الأمن بشأن تطورات الوضع في ليبيا أنه على الأمم المتحدة أن تضع حدا للنزاع الدموي في ليبيا، مشيرا إلى أن النسيج الاجتماعي في هذا البلد يتدهور والكراهية تزداد، ما يهدد بحرب أهلية شاملة، منوها إلى أن العنف في طرابلس هو بداية لحرب طويلة ودامية على سواحل المتوسط.
وطالب الأمم المتحدة أن تضع حدا لتهريب السلاح إلى ليبيا، مفيدا بأن أسلحة حديثة محظورة دوليا وصلت إلى كافة الأطراف في ليبيا، كما أن أشخاصا مطلوبين دوليا يشاركون مع جميع الأطراف في القتال الدائر.
وذكر المبعوث الأممي إلى أن منتدى غدامس كان كفيلا بإنهاء الفوضى والعنف في ليبيا، لافتا إلى أن أكثر من 75 ألف ليبي أجبروا على ترك منازلهم، مشددا في الوقت ذاته أن مرتكبي الجرائم في ليبيا لن يفلتوا من العقاب.
وقال سلامة في معرض حديثه إنه يحاول التوصل إلى توافق سياسي بين مختلف الأطراف، وإن البعثة الأممية باقية في ليبيا لكن تمثيلها انخفض، مؤكدا أنه لا حل عسكريا في ليبيا وهذا واقع.
وأشار المتحدث إلى أن هناك محاولات من قبل بعض الجماعات للاستيلاء على المؤسسة الوطنية للنفط.
يذكر أن الجيش الليبي يخوض قتالاً منذ الرابع من إبريل الماضي 2019، ضد قوات حكومة الوفاق في محيط طرابلس لتطهيرها من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.
ووفقاً لأحدث أرقام الأمم المتحدة، فإن الاشتباكات أدت إلى فرار نحو 75 ألف شخص من ديارهم ومقتل 126 مدنياً.
هذا وغيره يؤكد على محاولات داعش المستمرة في السيطرة على الجنوب الليبي بالتعاون مع حكومة الوفاق الوطني الليبي ومن بين اشهر الحوادث التي تؤكد على هذا تلك الحادثة التي وقعت صباح السبت 18 مايو 2019، بمنطقة زلة أقصى الجنوب الليبي، والتي ذبح فيها شخصين على الأقل، وخطف 4 أشخاص جراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف بوابة حقل زلة النفطي التابع لشركة الزويتينة جنوب غربي البلاد، طرحت العديد من الأسئلة حول فرص عودة تنظيم داعش الإرهابي وما إن كانت هناك بعض الأطراف المحلية أو الدولية تدعم عودته مرة أخرى.
وبحسب الخبراء والمسؤولين في ليبيا، يسعى التنظيم للظهور مجددا في ليبيا الفترة المقبلة، خاصة في ظل العمليات الدائرة في طرابلس، والتي دخلت شهرها الثاني.
وحول هذا الموضوع قال حامد الخيالي عميد بلدية سبها، إن ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي، في الجنوب الليبي يهدد بإعلان تواجده على الأرض كما كان في السابق.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، يوم الحادث، أن عدم وجود الجيش بقوة كبيرة في الجنوب الليبي يهدد بتكرار العمليات مرة أخرى، خاصة أنه يرى أن الفترة الراهنة فرصة كبيرة سواء كان مدفوعا من أحد الأطراف أو يحاول الظهور مجددا.
وأوضح أن المكان الذي وقعت فيه الجريمة بالقرب من حقل زلة النفطي أقصى الجنوب، منطقة بعيدة عن المركز "مدينة سبها"، والهجوم عليها وعلى المدن المجاورة أصبح سهلا في ظل انشغال الجيش في معركة العاصمة طرابلس.
وشدد على أن الفترة المقبلة قد تشهد عمليات كبرى بمدن أخرى، أو حقول النفط، وهو ما يتطلب زيادة قوات التأمين في الجنوب تحسبا لعمليات قد تنتقم من أعداد كبرى، حسب قوله.
وأضاف أن "بعض مدن الجنوب الليبي باتت أكثر عرضة لظهور التنظيم خاصة في جهة مدن "قدوة وتمنهنت وأم الأرانب"، وكذلك مناطق المزارع، خاصة لوجود ظهير صحراوي كبير يستفيد منها التنظيم".
وأشار إلى أن التنظيم يعتمد على الحاضنات المتنقلة من العناصر المرتزقة في من جنسيات غير ليبية وليبية، وأنه لا يوجد لهم حاضنة ثابتة في الجنوب، إلا أن الصحراء الشاسعة والمزارع تساعدهم على مهاجمة تلك المدن.
من ناحيته قال عادل كرموس عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إن الحرب في طرابلس هي بوابة عودة داعش الإرهابي إلى ليبيا.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن الحوادث التي تقع في الجنوب كشفت أن قوات الشرق (حسب وصفه) لم تقم بدورها في الجنوب، وأن دخوله كان عن طريق القبائل.  
وأوضح أن مدينة سرت معرضة لعودة التنظيم مرة أخرى، خاصة في ظل انشغال قوات البنيان المرصوص في العاصمة طرابلس، الأمر الذي قد يسهل من مهمة التنظيم، كما حدث في السابق.
وتابع أن الدعم الدولي لا يغيب عن مثل هذه العمليات، خاصة أن التنظيم خرج في السابق من مدينة درنة واتجه نحو مدينة سرت دون استهدافه، وتمكن من دخول المدينة بدعم دولي في السلاح والعتاد.
فيما قال البرلماني الليبي زايد هدية، إن تحركات التنظيم في الجنوب الليبي تخدم المليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، وأن تحركات التنظيم جاءت بعد انفاق أموال ضخمة الفترة الماضية، خاصة أن البرلمان الليبي لا يسيطر على مقدرات الدولة وأموال النفط، التي تصرف على المليشيات، وأنها وصلت إلى تنظيم "داعش"، حسب قوله.
وأضاف أن "الفوضى الموجودة في ليبيا تمثل أحد مصادر دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية. مطالبا بضرورة الرقابة الحاسمة على الأموال التي خرجت من المصرف المركزي في ليبيا، لما يمثله من خطورة على المنطقة بأكملها حال انفاق الأموال على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة"، حسب نص قوله.
وبحسب أحد النشطاء الذي رفض ذكر اسمه يقول إن "عناصر التنظيم تنشط في المزارع المتواجدة في الجنوب الليبي، وأن من بينها عناصر غير ليبية، حيث تسعى لجلب العناصر الموجودة في تشاد ومالي، لإعلان  ولاية جديدة في الجنوب".
وأضاف المصدر، أن "العناصر الداعشية بدأت تظهر في الصحراء والمزارع الفترات الماضية، وأن التخوفات الآن بعد ظهور البغدادي، حيث سيكون الهدف الرئيسي الآن هو القيام بعمليات استنزافية تستهدف العسكريين والمدنيين، وأن إقامة ولاية جديدة في ليبيا قد لا يتم الإعلان عنه، إلا في تجنيد عشرات الآلاف على الأراضي الليبية".
وفي وقت سابق ظهر زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي وطالب عناصره بالقيام بعمليات استنزافية في ليبيا وبعض الدول الأخرى، بعدما أقر بهزيمته في سوريا والعراق.

وخسر داعش معركة مدينة سرت بعد احتلالها وإعلانها إحدى ولاياته، تبعها خسارة سيطرته على المدن السورية ليصبح دون أي سيطرة ميدانية على الارض في الوقت الراهن.
وقد اعترفت الأمم المتحدة، الثلاثاء 21 مايو 2019، بتواجد ميليشيات إرهابية في مناطق سيطرة حكومة الوفاق بليبيا.
ففي حين كان البرلمان والجيش الوطني الليبي وجهوا اتهامات لقطر وتركيا بدعم الميليشيات الإرهابية التابعة لتنظيمي القاعدة وداعش، فضلا عن رصد وصول سفن إمداد عسكري من تركيا وإيران لدعم الميليشيات الإرهابية في طرابلس ومصراتة.
جاء تصريح المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ بالظهور مجددا في ليبيا، وإن رايات داعش عادت ترفرف في جنوب ليبيا.
وكان الجيش الليبي أعلن، أنه فرض حظرا بحريا على الموانئ الواقعة غرب ليبيا، منذ مساء الأحد 19 مايو 2019، في خطوة تهدف إلى منع وصول الأسلحة وقطع الإمدادات العسكرية للميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وقالت القيادة العامة للجيش، في بيان لها، إنه "تطبيقا لقرار القائد العام للجيش خليفة حفتر بقطع الإمدادات عن الميليشيات في المنطقة الغربية، قرّر رئيس أركان القوات البحرية اللواء فرج المهدوي إعلان حالة النفير لكامل القوات البحرية وإعلان الحظر البحري التام على كامل الموانئ البحرية في المنطقة الغربية".
ووفقا للبيان، هدّدت القوات البحرية التابعة للجيش الليبي، كل من يقترب من موانئ المنطقة الغربية بالضرب بيد من حديد، وخاصة تركيا".
جاء هذا بعد وصول سفينة قادمة من ميناء "سامسون" التركي السبت 18 مايو 2019، محمّلة بأسلحة وذخائر متنوعة وآليات عسكرية إلى ميناء العاصمة طرابلس، حسبما وثقته صور ومقاطع فيديو التقطت على متنها، أظهرت كذلك لحظة تسلّم الشحنة من طرف كتيبة "لواء الصمود" التي يقودها الإرهابي المطلوب دوليّا صلاح بادي.

شارك