قبل انتخابات البرلمان الأوروبي.. من يقف وراء انفجار "ليون" الدامي؟

السبت 25/مايو/2019 - 01:44 م
طباعة قبل انتخابات البرلمان أميرة الشريف
 
في أعقاب الحادث الذي وقع أمس في إحدي المدن الفرنسية الرئيسية "ليون" وأسفر عن إصابة نحو 13 شخصًا، أطلقت السلطات الفرنسية، اليوم السبت، عملية بحث واسعة للعثور على الرجل الذي يشتبه بأنه نفذ الهجوم بطرد مفخخ، لكنها ما زالت ترفض تأكيد فرضية الإرهاب، إلا أن أصابع الاتهام تشير إلي تنظيم داعش الإرهابي في هذا الانفجار الدامي.
ويأتي هذا الهجوم قبل انتخابات البرلمان الأوروبي الأحد في فرنسا التي شهدت موجة هجمات غير مسبوقة أودت بحياة 251 شخصا منذ 2015.
وتستعد فرنسا للاقتراع غدا الأحد لانتخاب نوابها في البرلمان الأوروبي، وبدأ التصويت في دول عدة في الاتحاد الأوروبي منذ الخميس، بينها بريطانيا.
ووقع آخر هجوم في فرنسا  في 11 ديسمبر 2018 في مدينة ستراسبورغ (شمال شرق) وأسفر عن سقوط خمسة قتلى وعشرة جرحى.
ومنذ إطلاق النار في ستراسبورج، أبقيت "خطة فيجيبيرات" في مستوى "الأمن المعزز" بسبب "خطر اعتداء" على كل الأراضي الفرنسية، في إشارة إلى تهديد إرهابي قائم في نظر السلطات.
وفي هذا الهجوم الأخير اقتحم شريف شكاط (29 عاماً) الوسط التاريخي لعاصمة منطقة الألزاس الواقعة على الحدود الألمانية، والمعروفة بسوقها لعيد الميلاد. وتمكنت الشرطة من قتله بعد يومين على الهجوم.
أما الهجمات بطرود مفخخة فقد وقع آخرها في ديسمبر 2007 عندما أدى انفجار في مكتب للمحاماة، لم تتضح أسبابه حتى الآن، عن سقوط قتيل وجريح.
واعتبرت وزيرة العدل الفرنسية أنه "من المبكر جدا" الحديث عن فرضية "العمل الإرهابي"، وأصدرت الشرطة نداء من أجل جمع شهادات عبر نشر صورة المشتبه به التي التقطتها كاميرا مراقبة للبلدية. ويظهر في اللقطة رجل "يرتدي قميصا بكمين طويلين" و"سروالا قصيرا بلون فاتح"، يدفع دراجة هوائية سوداء أمامه.
وقال رئيس بلدية ليون وزير الداخلية السابق جيرار كولومب في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لدينا معدات فيديو للحماية واسعة جداً، لذلك شاهدنا الرجل يصل ويرحل على دراجته النارية". وأضاف "قد يكون هناك شهود يمكنهم دفع التحقيق قدما".
ويبلغ عدد سكان ليون 500 ألف نسمة، وهي واحدة من المدن التي تضم عدداً كبيراً من السكان بعد باريس ومرسيليا.
وفتح فرع مكافحة الإرهاب في نيابة باريس المكلف الملف "تحقيقا في محاولة قتل واضحة على علاقة بمنظمة ارهابية وعصابة أشرار إرهابية إجرامية"، موضحة أنه "يمكننا توصيف هذا التحقيق فعلياً حسب النتائج".
ويشتبه بأن الشخص الذي ظهر في لقطات كاميرا المراقبة وضع كيسا أو طردا متفجرا يحوي مسامير أمام مخبز في شارع تجاري رئيسي للمشاة في وسط ليون.
وأفادت آخر حصيلة أعلنت أن 13 شخصاً بينهم طفل في العاشرة من العمر أصيبوا بجروح طفيفة "في الأعضاء السفلية" حسب جيرار كولومب.
وقال رئيس بلدية الدائرة الثانية لليون دوني بروليكييه إن "الشحنة لم تكن كبيرة نسبيا لأنها أدت إلى تحطم زجاج براد عرض الحلويات لكننا لا نرى أي أضرار أخرى".
وأكد مصدر إداري محلي،اليوم السبت، أن الطرد يحوي "شحنة ناسفة ضعيفة نسبيا" وتم "تفجيرها عن بعد".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث في أول رد فعل له عن "هجوم"، في تغريدة نشرها في وقت لاحق عبر فيها عن إدانته "للعنف الذي ضرب" سكان ليون وأكد أن "أفكاره" مع الجرحى.
ويرى مراقبون أن أصابع تنظيم داعش الإرهابي تظهر في هذه الهجوم ، حيث أن داعش لديها اهتمام منذ فترة طويلة لمهاجمة المدن الأوروبية، وخاصة فرنسا في المرحلة الأخيرة، حيث اعتاد التنظيم الإرهابي علي اتباع هذا الأسلوب في عملياته الإجرامية.
ويتوقع مراقبون، أن هناك مؤشرات مُروعة لتفجير "ليون"، ولاسيما أنه نجح في اختراق الاحتياطات الأمنية الدقيقة، وقامت مجموعة بتصنيع المتفجرات وإدخالها بطريقة محكمة، كما أن اختيار الموقع والتوقيت وطريقة الهجوم كلها أمور تشير إلى أن هناك خطورة من تكرار مثل هذه الكارثة.

شارك