إيران وتركيا.. خيوط التآمر الخبيث/اليوم.. محاكمة مرسي وآخرين في "اقتحام الحدود الشرقية"/الجيش اليمني يستعيد السيطرة على مناطق في شمال صعدة/تحذيرات من ظهور جديد لـ «داعش» في العراق

الأحد 09/يونيو/2019 - 10:53 ص
طباعة إيران وتركيا.. خيوط إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح  اليوم الأحد 9 يونيو 2019

اليوم.. محاكمة مرسي وآخرين في "اقتحام الحدود الشرقية"

اليوم.. محاكمة مرسي
تنظر اليوم الأحد، محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، محاكمة مرسي وآخرين في اقتحام الحدود الشرقية والسجون.
تعقد الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين عصام أبو العلا، وحسن السايس، وأمانة سر حمدي الشناوي.
تأتى إعادة محاكمة المتهمين، بعدما ألغت محكمة النقض في نوفمبر قبل الماضي الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات، برئاسة المستشار شعبان الشامي بـ"إعدام كل من الرئيس الأسبق محمد​ مرسي ومحمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية ونائبه رشاد البيومي، ومحيي حامد عضو مكتب الإرشاد ومحمد سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب المنحل والقيادي الإخواني عصام العريان، ومعاقبة 20 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد"، وقررت إعادة محاكمتهم.
(البوابة نيوز)

اليمن: قتلى وجرحى من الحوثيين عقب محاولة تسلل فاشلة بريف الحديدة

اليمن: قتلى وجرحى
أفادت مصادر عسكرية يمنية، اليوم الأحد، بسقوط قتلى وجرحى من ميليشيات الحوثي عقب محاولة تسلل إلى مواقع القوات اليمنية المشتركة في ريف محافظة الحديدة.
وأوضحت المصادر - وفقا لقناة (سكاي نيوز) الإخبارية - أن الحوثيين نفذوا محاولة تسلل من مواقعهم في مناطق نائية جنوب شرق مديرية التحيتا صوب مركز المديرية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وكان سكان مديرية أرحب شمال صنعاء قد أحبطوا - أمس - عملية تفجير لأحد مساجد المنطقة، حيث ألقوا القبض على ثلاثة عناصر من ميليشيات الحوثي الإرهابية أثناء محاولتهم زرع عبوات ناسفة في أحد مساجد القرية.
(أ ش أ)

الجيش اليمني يستعيد السيطرة على مناطق في شمال صعدة

الجيش اليمني يستعيد
أعلن الجيش الوطني اليمني، إحراز قواته تقدمًا ميدانيًا في مديرية باقم شمال محافظة صعدة، حيث استعاد مواقع جديدة من ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وقال مصدر عسكري يمني: "إن وحدات من الجيش مسنودة من طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن فرضت سيطرتها على التبة البيضاء والتباب السود في ذات باقم وتمكنت من قطع الطريق الدولي إلى المديرية الذي كان يمد ميليشيا الحوثي الإرهابية بالإمداد والتموين لمواقعها هناك".
وفي صعدة أيضًا قصفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، تجمعات للميليشيا الحوثية خلف سلسلة مرتفعات جبال سحامة في مديرية كتاف شرق المحافظة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا وتدمير عربة عسكرية تابعة لها.
(واس)

مصر: قتل 4 إرهابيين تورطوا في الهجوم على مكمن "البطل 14"

مصر: قتل 4 إرهابيين
أعلنت وزارة الداخلية المصرية اليوم، مقتل 4 عناصر إرهابية من المتورطين في الهجوم على المكمن الأمني"البطل 14" جنوب العريش في محافظة شمال سيناء فجر الأربعاء الماضي، ما أسفر عن مقتل 8 من قوة المكمن بينهم ضابط.


ويرتفع بذلك عدد القتلى من المتورطين في الهجوم على المكمن إلى 23 إرهابياً، حيث قتلت القوات 5 إرهابيين خلال تصديها للهجوم، وعشية الهجوم قتلت القوات 14 آخرين بعد تتبعهم إثر فرارهم.

وقالت الوزارة في بيان إنه استمراراً لجهود الوزارة فى ملاحقة وتتبع العناصر الإرهابية المتورطة فى مهاجمة أحد المكامن الأمنية فقد رصدت عمليات المتابعة وتتبع خطوط سير العناصر الإرهابية إتخاذ عدد من تلك العناصر أحد العقارات الكائن في منطقة أبوعيطة في العريش مأوى لهم.

وتابع البيان: تم مداهمة العقار وجرى تبادل لإطلاق النار، ما أسفر عن مصرع "4" منهم، وعثر في حوزتهم على عدة بنادق آلية، وحزام ناسف، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية، إذ تتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيق.

وبثت وزارة الداخلية مقطع فيديو لعملية الدهم التي تمت ليلاً، وأظهر المقطع عدداً من رجال الأمن يحاصرون الهدف، ثم يلقون قنبلة يدوية تمهيداً لاقتحامه.
(الحياة اللندنية)

من مكة إلى سيناء.. رسائل ضد الإرهاب

من مكة إلى سيناء..
لم تكد قمة مكة تلملم أوراقها كي يعود القادة والزعماء إلى ديارهم حتى ضرب الإرهاب الأسود سيناء، الأمر الذي أكد بعد نظر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. فقد جاءت كلمته في القمة بمثابة «صرخة زرقاء اليمامة»، حين حدد رؤيته بوضوح وحذر من تداعيات ما يحدث في المنطقة، ودعا إلى مواجهة الإرهاب بحزم، ليضعنا بذلك جميعاً شعوباً وحكاماً أمام مسؤوليتنا التاريخية في هذه الظروف الدقيقة التي تعصف بمستقبل المنطقة وتهدد أمنها.
فرؤية سموه جاءت بانورامية أوضحت فهمه العميق للمخاطر وإدراكه للتحديات التي تحيط بالأمة من كل جانب. ولعل المسألة التي استوقفتني كثيراً هي صراحته في مكاشفة الزعماء والقادة، وكذلك حديثه بشفافية عن مسؤوليتنا في حماية أمن واستقرار المنطقة، وقوله بجلاء: (صحيح أن استقرار المنطقة يمثل مصلحة عالمية نظراً لأهميتها الإستراتيجية بالنسبة للعالم، لكن المسؤولية الكبرى عن ضمان أمن المنطقة واستقرارها تقع على كاهل العرب أنفسهم في المقام الأول). ليكون بذلك قد حدد مكمن الداء، وبات الطريق إلى تحديد الدواء الناجع سهلا وميسورا، فلا سبيل لمواجهة التحديات والصعاب إلا ببناء موقف عربي فاعل وموحد للتعامل مع المخاطر المحدقة بالأمة. 
ولا شك أن حديث ولي عهد أبوظبي - وهو الصلب الجسور - حديث خبير يدرك ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف بجدية، ويؤمن بأهمية اجتثاثه من جذوره وضرب أوكاره، وفضح قوى الظلام المساندة له، وكشف الدول الحاضنة والداعمة والراعية له تخطيطاً أو تمويلاً أو دعماً لوجستياً، وهي التي توفر الملاذ الآمن لرؤوس الأفاعي التي تفتي بالإرهاب وتبرر سلوكه مع أنه سلوك إجرامي دموي.
ولعل الجريمة التي وقعت في سيناء صبيحة يوم العيد تؤكد ما دعا إليه الشيخ محمد بن زايد، وهو العلم البارز والعنوان الواضح في الحرب على الإرهاب، خاصة أن دور سموه مشهود عالمياً في مكافحة كارثة العصر تلك.
وإذا كان أبو الطيب المتنبي قد تساءل يوماً حين قال: (عيد بأيّ حالٍ عُدْتَّ يا عيدُ؟!)؛ فإن لسان حال المصريين كان يردد قول صلاح عبدالصبور:
يا صاحبي إنّي حزين
طَلَعَ الصّباحُ 
فما ابتسمتُ
ولم يُنِرْ وَجه الصّباح 
فما كاد الأشقاء في أرض الكنانة ينفضّون من صلاة العيد حتى فجعهم نبأ الحادث الآثم الذي استهدف حاجزاً أمنياً في قرية السبيل الواقعة غربي مدينة العريش بشمال سيناء.
كان النبأ صادماً، وفي أعقابه خيّمت أجواء الحزن على مصر، وتحول العيد إلى مأتم كبير في البلد الذي كان له النصيب الأوفر من التصدي لجماعات التكفير والإرهاب، وكان دوماً بشهدائه الأبرار في مقدمة الصفوف.
حين سمعت الخبر داهمني الألم واعتصرني، ولم أملك مشاعري وأنا أتابع تفاصيل الجريمة وتداعياتها، والردود العربية والدولية عليها، واستوقفني موقف بلادي. فقد أدانت الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي، وهو موقف ليس غريباً عليها، وهي التي كانت وما تزال تضع مواجهة الإرهاب على رأس أولوياتها.
بعد ساعات من متابعتي التفاصيل حاولت كبح جماح الألم الذي سيطر عليّ، فقررت تنحية عاطفتي جانباً لأكتب من منطلق مقاومة اليأس والإحباط الذي اعتراني، مستعيداً بعض ذكرياتي حين التحقت بالسلك العسكري لخدمة الوطن وقيادته، حينها تعلّمت أن أمننا القومي لا يقف عند الحدود الجغرافية للإمارات، إنما يمتد ليشمل الوطن العربي.
إن ما حدث رسخ قناعتي وإيماني بأن الجهات والدول التي حركت أذرعها الإرهابية لضرب مضخات النفط في السعودية وكذلك سفن الشحن التي كانت راسية بالقرب من مياه الإمارات، هي ذاتها التي تقف وراء الجريمة التي وقعت في سيناء، والتي لا تنفصل -برأيي - عن الرد على مجريات القمم الثلاث التي استضافتها مكة بما حملت من رسائل القادة والزعماء.
مجدداً أعود إلى رحاب البلد الحرام، فقد ذهب ما ذهب وبقيت الفكرة حيث المسؤولية تقتضي الجدية في التعاطي مع المخططات الإجرامية التي تحاك في الغرف المظلمة، وبالتالي لا بد من البدء فوراً - ومن دون أي إبطاء - بوضع الخطط المشتركة وآلياتها العملية القابلة للتطبيق.
في مقالي السابق دعوت طهران - على وجه الخصوص - وغيرها من القوى الإقليمية إلى قراءة وتحليل كلمة ولي عهد أبوظبي بعناية لما تحمله من رسائل، وتعمدت فيها أن لا أشير إلى أطراف أخرى تصنّف -للأسف- في خانة الشقيق. لكنني اليوم أدعو الجميع إلى تأمل حصافة وبراعة ولي عهد أبوظبي، وخصوصاً عندما قال: (إن التهديدات الحالية تستهدف الجميع دون استثناء، وإن التعامل معها يجب أن يكون من خلال تعزيز وتفعيل الأمن الجماعي العربي بمفهومه الشامل). بعد تلك الرسالة التي لا يمكن لعاقل أن يغفل عن مغزاها وفحواها، يحدوني الأمل - ولو كان ضعيفاً - بعودة «الشقيق الضال» إلى جادة الصواب، والكف عن أفعاله.
لكن ظني خاب جرّاء النهج الذي تتبناه الدوحة التي زعمت في البدء أن الدعوة لحضور القمة لم توجّه إليها، ومع ذلك حضر رئيس الوزراء على رأس وفد بلاده، وكان في قلب الحدث، واستمع إلى كلمات القادة التي ترجمها البيان الختامي، وما إن غادر مكة حتى نكص وانقلب على ما اتفق عليه المجتمعون!
ولهول الموقف أصرخ بأعلى الصوت علّ كلماتي تجد آذاناً صاغية، فيراجع القطريون موقفهم ويكفون عن العبث، وإن أيادينا ممدودة - كما هي العادة - بالخير وللخير، مستنيرين بمواقف الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- الداعية إلى وحدة الصف والرافضة لكل مؤامرات الفرقة والتشرذم والانقسام. فالتاريخ يقتضي منا أن نعيد قراءته لنستلهم منه الدروس والعبر، شرط أن نبقى مراقبين للواقع ولما يجري فيه من أحداث ووقائع ترسم ملامح المستقبل.
وأخيراً أقول لأولئك الذين ابتعدوا كثيراً، وخطّوا طريقاً آخر وكأني أراه يقودهم نحو الهلاك: صححوا مواقفكم. وقد نصحنا بالحسنى مرات ومرات بأن (صديقك من يَصْدُقك لا من يُصَدِّقُك).
أفيقوا قبل فوات الأوان.. أليس بينكم رجل رشيد؟!

خبراء وباحثون في لندن لـ«الاتحاد»: دليل على الاستياء البالغ من سياسات الدوحة

أكد عدد من الباحثين والخبراء السياسيين في بريطانيا أن زيارة أمير قطر إلى واشنطن الشهر المقبل للقاء الرئيس دونالد ترامب تأتي في إطار استياء واشنطن المستمر من مواقف الدوحة، خاصة فيما يتعلق برغبة الإدارة الأميركية في تشكيل موقف خليجي موحد من إيران، ووقوف قطر كحجر عثرة أمام هذه الاستراتيجية. وقال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي في لندن، مصطفى رجب، لـ«الاتحاد»، إن زيارة أمير قطر لواشنطن ما هي إلا «استدعاء» للتوبيخ، بعد أن فشلت الجهود الدبلوماسية الأميركية في إثناء حاكم الدوحة عن تغيير المسار التخريبي الذي يمضي به والذي يعرقل خطط الولايات المتحدة على مواجهة إيران ووضع نهاية لسياساتها في المنطقة.
ورفضت الدوحة البيانات الصادرة عن القمم الثلاث التي عقدت في مكة الأسبوع الماضي، والتي تهدف إلى توحيد الصفوف العربية والإسلامية لمواجهة خطط نظام طهران الإيراني، وهو ما أثار استياء إقليمياً ودولياً. وأكد رجب أن ما قامت به الدوحة مؤخراً أمر متوقع في إطار التحالف المعلن الذي أبرمته مع النظام في إيران منذ المقاطعة العربية لقطر، والتعاون المستمر بينهما قبل ذلك، مشدداً على أن إدارة الرئيس ترامب تعلم جيداً أنه حان الوقت للتصرف سريعاً ووضع حد للعلاقة الإيرانية القطرية الآن، أو ضم الدوحة رسمياً ضمن دول المحور «الإيراني التركي».
وسخر المحلل السياسي من البيان الصادر بأن اللقاء هو لمناقشة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، قائلاً إن البيان يجب أن يعدل ليكون «مناقشة إقناع قطر بالتعاون لمكافحة الإرهاب». واختتم رجب تصريحاته بوصف قطر بأنها «دولة ناشز» اعتادت الخروج عن الإجماع الإقليمي في محيطها العربي والخليجي أو الدولي بالتعاون مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن التاريخ سيذكر جيداً هذه الحقبة وإصرار نظام الحمدين على التحالف مع «العدو» في مواجهة أشقائه العرب.
من جانبه، قال الباحث السياسي في لندن، الدكتور محمد البط، لـ«الاتحاد»، إن المسؤولين القطريين بدأوا يشعرون بأن هناك غضباً عارماً يعتري الإدارة الأميركية بعد البيانات والتصريحات القطرية التي صدرت في أعقاب قمم مكة، ورأوا ضرورة الإسراع بالتوجه إلى واشنطن لامتصاص هذا الغضب وربما تقديم مزيد من الوعود باستثمارات ضخمة عسى أن يساعد ذلك القطريين على تجاوز الغضب الأميركي. وأوضح البط أنه ليس هناك أمر يقين بشأن من الذي يقف خلف هذه الزيارة وهل هي استدعاء أميركي لتميم لتوبيخه أم بناء على رغبة قطرية للذهاب إلى واشنطن، ولكن توقيت الزيارة، خاصة أنها تأتي بعد قمم مكة، يؤكد أن هناك أزمة قوية تلوح في الأفق بين ترامب ونظام الحمدين.
وأشار الباحث السياسي إلى أن العلاقة القطرية الأميركية مرت خلال السنوات القليلة الماضية بمنعطفات كبيرة، كان أهمها اعتراف الرئيس الأميركي بأن قطر دولة ترعى الإرهاب وتدعم الأيديولوجية المتطرفة في المنطقة عقب إعلان المقاطعة العربية منذ عامين، مطالباً الدوحة بالعودة إلى مصاف الدول المسؤولة، قبل أن يهرع تميم ومسؤولوه إلى واشنطن لاستجدائها، بالإضافة إلى الإعلان عن التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط والذي يهدف إلى مواجهة إيران، ورغم ذلك رفضت قطر الانضمام إلى ذلك التحالف، وهو ما أثار غضب الإدارة الأميركية. وقال إن العلاقة الثنائية شابها التوتر أيضاً بسبب انتهاك نظام الحمدين لاتفاق السماوات المفتوحة والقضايا العديد المرفوعة في المحاكم ضد الخطوط الجوية القطرية بتهمة الإضرار بالصناعة الأميركية، بجانب المطالبات بضرورة تسجيل قناة الجزيرة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، والمطالبات الأخيرة في الكونجرس بوقف مبيعات الأسلحة لقطر.
ورغم أهمية الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة، وهو أمر يحرص الرئيس الأميركي على الحفاظ عليه، عطفا على كونه «رجل أعمال» قبل أن يكون رئيساً للبلاد، إلا أن استمرار بقاء قطر في الأحضان الإيرانية أمر يمثل تهديداً مباشراً لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه.وأعرب الدكتور محمد البط في ختام تصريحاته عن توقعاته بسياسة أميركية مغايرة للدوحة خلال الفترة المقبلة، إذا واصل القطريون سياساتهم ضد جيرانهم وضد مصالح الولايات المتحدة.

إيران وتركيا.. خيوط التآمر الخبيث

إيران وتركيا.. خيوط
بعد مرور أغلب دول المنطقة العربية بعواصف ما يسمى بـ«الربيع العربي» منذ 2010 التي أدت إلى زعزعة أمنها واستقرارها، تكالبت على هذه المنطقة دول شكلت تحالفاً تآمرياً ضدها لتحقيق أطماع توسعية واستعادة أمجاد إمبراطوريات أكل عليها الدهر وشرب. تحالف إيران وتركيا ضرب بالعلاقات الدولية والأعراف الدبلوماسية عرض الحائط بهدف تمرير أيديولوجيات تهدف إلى هدم التماسك الوطني في البلاد العربية كي يتسنى لها سرقة أراضيها وممتلكاتها. «الاتحاد» تفتح ملف هذا التحالف التآمري، لتتعرف على أسبابه وحيثياته، وتشاطر أهدافه بالرغم من الصراع التاريخي بين البلدين، حيث تستعرض الخيوط الخبيثة التي يتشاركها الطرفان في اليمن، وسوريا، والعراق، وليبيا، وحتى في ملف القضية الفلسطينية. كما استطلعت «الاتحاد» آراء الخبراء الذين أكدوا أن المصالح والأطماع المشتركة بين البلدين جمعتهما ضد العرب، مشيرين إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية إحدى أهم أوراق التآمر التي جمعتهما معاً.

الساحة اليمنية
لا يخفى على القارئ الدور الإيراني الخبيث في اليمن وتأزيم معاناة شعبها، وذلك من خلال الدعم المتواصل للميليشيات الانقلابية الحوثية التي ذاق منها الشعب اليمني الأمرين، بالإضافة إلى الأسلحة والصواريخ الإيرانية التي يتم تهريبها إلى الحوثيين، والتي يستخدمها الأخير في تهديد استقرار المملكة العربية السعودية. ولكن، قد يتساءل القارئ، ما هو الدور التركي؟ وكيف قامت جماعة الإخوان الإرهابية بجمع قطبي التآمر على الأراضي اليمنية ضد الشعب اليمني؟ 
ويقول الخبير الاستراتيجي العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي، إن التحالف التركي الإيراني واضح وجلي وغير خفي للهيمنة على اليمن مدخلاً للسيطرة على المنطقة بأسرها والاستحواذ على ثروات المنطقة والاستفادة من الموقع الاستراتيجي، وأن التاريخ شاهدٌ على الأطماع المشتركة، حيث إنه كان للعثمانيين نفوذ وسيطرة على أجزاء واسعة من اليمن، واستفادوا من ثرواته وموقعه الاستراتيجي إبان الدولة العثمانية، كما أن إيران ترى أن لها حقاً في الهيمنة والسيطرة على اليمن بالنظر إلى مساندتهم لأهل اليمن في طرد الأحباش عندما ساعد كسرى سيف بن ذي يزن، وأرسل له جيشاً لمساندته، وأسس لوجود فارسي في اليمن، لافتاً إلى أن الأطماع الإيرانية والتركية لم تتوقف في السعي للهيمنة على اليمن ومقدراته وموقعه الاستراتيجي، فإيران عبر ميليشيات الحوثيين انقلبت على الحكومة الشرعية في سبتمبر 2014 لتفرض أجندةً إيرانية ولتنفذ وتحقق مصالح إيران في السيطرة على طرق الملاحة البحرية، ولتسيطر على مضيق باب المندب ولتكمل محاصرتها لدول الخليج، حيث إن نفوذها في سوريا والعراق بات واضحاً ومهيمناً، وبالتالي فإن سيطرتها من خلال وكلائها في اليمن يؤمن لها سيطرة كاملة على دول المنطقة وعلى طرق التجارة وأهم الممرات المائية، أما تركيا فمن خلال حزب الإصلاح الإخواني الموالي لها، ومن خلال الدعم القطري المادي والإعلامي والمعنوي وأطراف أخرى في المنطقة تسعى لاستعادة هيمنتها العثمانية لإدراكها أهمية موقع اليمن الاستراتيجي، ولبسط نفوذها على دول المنطقة، مضيفاً أن ذلك لا يعني أن هناك توافقاً تركياً إيرانياً، ولكنه يعني أن هناك مصلحة مشتركة للجانبين و«تحالف مصلحة»، فمن ناحية هذا التحالف سيخفف من وقع العقوبات الأميركية على إيران، وسيجعل تركيا مقبولة لدى إيران في حال وجود تسوية، كما أن تحالف المصلحة سينفض في حال وأد المشروعين الإيراني والتركي في اليمن من خلال حسم المعركة ضد الحوثيين في اليمن، أو نجاح المفاوضات في عملية تسوية سلمية داخل اليمن. وأشار إلى أنه لمنع تركيا من تحقيق طموحها في اليمن من المهم وقف التدخلات القطرية وحزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على الشأن الداخلي اليمني، وبالتالي فإن المصلحة المشتركة الإيرانية التركية ستنتهي، وسيعود الطرفان إلى التنافس، وستبرز الخلافات بينهما في ظل العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وعدم تمكن تركيا من الاستفادة من حدودها المشتركة مع إيران.
وشدد الكعبي على أهمية تشكيل محور عربي مضاد لمواجهة الأطماع الإيرانية التركية لما له من دور أساسي في الحد من نفوذ تركيا وإيران، وقال: «نرى ونتابع تحركات من دول عربية مؤثرة، كمصر والسعودية والإمارات لكبح جموح التطلعات الإيرانية التركية التي لا تأمل الخير للمنطقة، بل إنها تستغل أدوات تتلاعب بها أنقرة وطهران لتحقيق أحلامهما».
وأكد أن العقوبات الأميركية على طهران ستحدث تحولاً كبيراً في المنطقة، خاصة وأنها ستؤدي بالفعل لإضعاف أذرع إيران في المنطقة، ومنها الحوثيون في اليمن، وستجبرهم للعمل كحزب سياسي منزوع السلاح، وبالتالي سينحسر إلى حد ما الخطر الإيراني في اليمن، كما أن الوصول لتسوية وتنفيذ قطر مطالب الدول المقاطعة من شأنه تقليل قدرة تركيا على تحقيق نفوذها في اليمن.

نهش الجسد السوري 
يتكرر مشهد التآمر في سوريا أيضاً، ومن الأطراف ذاتها، حيث يسيطر كلا الطرفين على أراض عربية سورية، كما يدعمان ميليشيات إرهابية تحول دون تحقيق الاستقرار في البلد العربي ويكبد الشعب السوري معاناة كبيرة. 
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي عبدالعزيز الخميس، أن إيران وتركيا تنهشان الجسد السوري، فتستفرد واحدة بالشمال والأخرى بالجنوب، ولا يوجد صراع بينهما، بل اتفاقات كثيرة وتعاون وتفاعل مشهود له خلال اجتماعات ثنائية وفي اجتماعات «أستانا». وأشار إلى أن هذا تحالف الشر الإيراني التركي يبني على التغيير الديموغرافي لسوريا، فإيران تستدعي ميليشياتها، وتبني وجوداً شيعياً واسعاً، ويتم تهجير شيعة أفغان وباكستانيين وعراقيين إلى سوريا، كما سيطرت إيران على العديد من القطاعات التجارية السورية، بل واحتلت ميناء اللاذقية كي يصبح منفذاً مهماً لها على البحر المتوسط كمكافأة على وقوفها مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفي ما يتعلق بتركيا، أشار إلى أنها تحتفل بأطماعها التاريخية في ضم شمال سوريا إليها، وتوسع من نطاقها الأمني بعيداً عن لواء الإسكندرون، لافتاً إلى أنها تأخذ في عين الاعتبار أن المطالبة التاريخية السورية بلواء الإسكندرون يجب أن تدفن عبر توسع واستيلاء على أراض أكثر، بحيث يصبح الطموح السوري استعادة هذه الأراضي فقط.
وأوضح الخميس أن هذا التحالف باقٍ وغير وقتي، في ظل بقاء أردوغان في الحكم، حيث اعتبره خادماً ذليلاً أمام المال الإيراني المنهمر عليه، وعلى ابنه بلال، والصفقات التي تمنحها إيران لهما تعد أمراً مكشوفاً، لذا لن ينتهي الاتفاق إلا بانتهاء حكم أردوغان.
وأشار إلى أن أردوغان سعيد بالعقوبات الأميركية المفروضة على نظام طهران، على عكس التوقعات، حيث إنها تمنح لتجار السوق السوداء المرتبطين بالنظام التركي، فرصاً ذهبية كي يعوضوا إيران بالبضائع ليصبحوا بوابة خلفية لها، مضيفاً أن نظام أردوغان تعوّد على التكسب من الأزمات في المنطقة.

انتهاك سيادة العراق 
أما العراق، فلم تخرج من براثن الفك الإيراني حتى أتاها التركي، والذي انتهك سيادة العراق بمهاجمته شمالها بذريعة ضرب «الإرهاب الكردي». ويشير الباحث والخبير بالشؤون الكردية والعراقية كفاح محمود، إلى أن النظامين الإيراني والتركي يتفقان دائماً في مواقفهما ضد الشعب العراقي وبالأخص الأكراد، واتضح ذلك من خلال موقفهما المتطرف من استفتاء الانفصال عام 2017 ومعاداتهما للإقليم وشعبه، رغم الصراع التاريخي الحاد بين الإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية وامتداداتهما في دولتي تركيا وإيران. 
وذكر محمود أن هذا التحالف مؤقت، نظراً لأنه امتداد لثقافة عدم قبول الآخر لدى الطرفين منذ عهد الامبراطوريتين، وأنها نزعة الاحتواء والهيمنة وإذابة المكونات المختلفة في بوتقتيهما، مشيراً إلى أن الإيرانيين يعتبرون الكرد جزءاً من القومية الفارسية، بينما تعتبرهم تركيا «أتراك الجبال»، مضيفاً أن الولايات المتحدة هي القادرة على تغيير خارطة الصراعات وكسر هذا التحالف وإنهاء الهيمنة أو إيقافها، سواء الإيرانية أو التركية. وأوضح الباحث والخبير بالشؤون الكردية والتركية أن الإشكاليات في هذا التحالف عميقة، وأخذت أطراً متعددة أهمها الإشكال المذهبي، وتهافتهما باحتواء أتباع المذهبين في العالم بشتى الأساليب والألاعيب، بالإضافة إلى صراعهما الخفي على مناطق النفوذ وينابيع الطاقة السائلة (النفط)، لافتاً إلى أن أهم تداعيات «التدخل الجراحي الأميركي» هو تفجير الصراع بينهما.

فلسطين.. وتعزيز الانقسام 
لم تكتفِ إيران وتركيا بالتربح والتجارة بورقة القضية الفلسطينية فحسب، بل وصل بهما الحال إلى تعزيز الانقسام الفلسطيني بدعمهما حركة حماس الإخوانية ضد السلطة الفلسطينية الشرعية، ليظهر دورهما التآمري مجدداً. ويؤكد خبير الشؤون الفلسطينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية محمد جمعة، أن كلا الطرفين مسؤول عن إدامة الانقسام بين الأطراف الفلسطينية، والذي قد يتحول إلى انفصال، موضحاً أن النظام الإيراني كان منفرداً في المشهد الفلسطيني منذ انقلاب حركة حماس على السلطة الفلسطينية عام 2007 وحتى 2010 عندما تدخلت أطراف أخرى، كتركيا وقطر في دعم «حماس» أيضاً، وفي توظيف واستثمار القضية الفلسطينية لمصلحتهما، كما أن ممثلي تركيا وقطر حضرا مؤتمر باريس الذي عقد عقب العدواني الإسرائيلي عام 2014، وحاولا إضرام صفقة تتعلق بغزة مع «حماس» بعيداً عن السلطة في محاولة لتأكيد الانقسام. وأشار جمعة إلى أن التنسيق الإيراني-التركي في عدة ملفات بالإقليم العربي، بالإضافة إلى الأطماع المشتركة تجاه الأراضي العربية، واصفاً التحالف بينهما في الملف الفلسطيني بـ«التحالف المرن». 
وأضاف جمعة أن الرئيس التركي أردوغان أصبح محل شك وريبة لدى الأميركيين والأوروبيين، وذلك بسبب رؤاه المتطرفة وسياساته الانتهازية، رغم محاولة تركيا إيصال رسالة أنها تتبع نهجاً براغماتياً بشكل واضح، وليس لديها مصلحة في ضرب النظام الإيراني أو إضعافه. كما أشار إلى أن النظامين التركي والإيراني يسعيان بقوة لإضعاف المحور الذي يضم الإمارات والسعودية ومصر، مستشهداً بمناكفة تركيا لهذا المحور في الملف السوداني.
نهب وتقسيم ليبيا 
وفي الساحة الليبية المكتظة بالقلاقل وعدم الاستقرار، يتراءى للمتابع أن الأزمة الليبية هي بفعل ليبي بحت، ولا شأن لقوى خارجية بها إلا أن الوقائع بيّنت عكس ذلك. فخيوط التآمر وصلت حتى ليبيا بهدف زعزعتها وضرب استقرار في محاولة لتكرار مشاهد سوريا واليمن والعراق وفلسطين، وتجمعها هنا أيضاً ورقة جماعة الإخوان الإرهابية. ويؤكد الكاتب والخبير بالشؤون الليبية عبدالسلام حتيتة، أن الدور الإيراني والتركي في ليبيا يسهم في استمرار الفوضى والتخريب. بالرغم من عدم وجود «تحالف إيراني/‏‏ تركي» مباشر، إلا أن الطرف الذي تتعاون معه كل من إيران وتركيا في ليبيا هو طرف واحد ومعروف لكل منهما، وهو جماعة الإخوان الإرهابية، مضيفاً أن تركيا على علم بالخدمات التي تقدمها قيادات ليبية إخوانية للإيرانيين، حيث إن معظم عمليات التنسيق لدخول عناصر استخباراتية إيرانية إلى ليبيا والتحرك داخلها، والخروج منها، تجري عبر اجتماعات تشرف عليها قيادات إخوانية ليبية تتحرك بين تركيا وقطر وفي بعض الأحيان تزور إيران أيضا، كما أن معظم القيادات الإخوانية الليبية لديها عمليات تنسيق عليا مع المتنفذين في تركيا، سواء في الحكومة أو إدارة الرئيس التركي، أو جهاز المخابرات التركي. 
وأضاف أن علاقة الأتراك بالإيرانيين في ليبيا اتسمت بمبدأ «غض البصر»، طالما أن النشاط الإيراني لم يصطدم بالطموحات التركية في ليبيا. واستشهد حتيتة بحادثة تدل على مدى التنسيق بين بينهما، حيث ذكر أنه في شهر يونيو من عام 2018 وصل ثلاثة ضباط من الحرس الثوري الإيراني إلى مدينة مصراتة الليبية التي تضم المقر الرئيس لحزب العدالة والبناء التابع لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، وكان هؤلاء الثلاثة يسعون إلى وضع أرضية لتمويل وتدريب مجموعات مسلحة تضم عناصر ليبية وغير ليبية، وتدين بالولاء لجماعة الإخوان، وتتكون من عناصر من حركة حماس، ومن حركة أنصار بيت المقدس في سيناء، ومن أنصار الشريعة في بنغازي، وفتحت قيادات إخوانية في مصراتة الطريق أمام الوفد الإيراني، وأخذته في جولة في مدينة تاورغاء المهجورة والمجاورة لمصراتة، والتي تم طرد سكانها منها في 2011 بسبب موقفها المناصر لنظام معمر القذافي، واشتراكها في محاولة إخماد الانتفاضة المسلحة ضد نظام القذافي في مصراتة آنذاك.
وأكمل حتيتة حديثه قائلاً: «في الوقت ذاته كان الأتراك كذلك يخططون للاستحواذ على أراضي تاورغاء بحجة مماثلة، وهي تدريب الجماعات المسلحة الموالية لجماعة الإخوان أيضا، كان الإيرانيون يريدون الحصول على معسكر معروف باسم (معسكر البقر) في تاورغاء، إلا أن الأتراك اعترضوا على ذلك، ولا توجد معلومات تفصيلية عن الطريقة التي لجأت بها تركيا لإعادة تنسيق التموضع الإيراني في ليبيا، إلا أن تتبع التحقيقات الأمنية والقضائية في طرابلس، يبين أن نشاط الإيرانيين تراجع في معسكرات تاورغاء، وازداد في بلدتي زوارة والزاوية على ساحل البحر في غرب طرابلس، وبدأ الإيرانيون في التحرك في هاتين البلدتين اللتين ينتمي إليهما قادة معروفون في جماعة الإخوان الإرهابية بليبيا، ومن بينهم من يشغل مواقع رسمية في الدولة، ولا أحد يعرف ماذا جرى في الخفاء على وجه التحديد، لكن ما أمكن الوصول إليه أن الإيرانيين أداروا من فيلا في ضاحية قرقارش في العاصمة الليبية حراكاً تمهيدياً لهم، بمعاونة من تنظيم الإخوان، وصمت من تركيا. وظهر التحرك الإيراني بشكل لافت من خلال شركة ليبية تابعة لجماعة الإخوان مختصة بـ(الأزياء الإسلامية وأدوات التجميل النسائية)». وأشار حتيتة إلى أن سياسة «غض الطرف» التركي عن النشاط الإيراني في ليبيا ترتبط إلى حد كبير بتحقيق كل طرف لمصلحته، حيث إن التعاون بين الطرفين والذي يتم عبر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، مرهون بقدرة كل من تركيا وإيران على تحقيق مصالحها دون أن تقترب من مصالح الطرف الآخر، لافتاً إلى أن العامل المشترك بين إيران وتركيا هو البحث عن موضع قدم في ليبيا، ومن ثم إلى داخل القارة الأفريقية، مرجحاً أن الجماعات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية تفتح الطريق للوجود التركي والإيراني من ليبيا إلى داخل القارة، حيث استشهد بالطموحات الإيرانية بالتواجد في رواندا، وإحياء المذهب الشيعي هناك يجري بالتزامن مع جهود تركية لإيجاد موضع قدم عسكري في هذه الدولة الأفريقية نفسها، وغرف العمليات لمثل هذه التحركات موجودة في ليبيا. 
وذكر الكاتب والخبير بالشؤون الليبية أنه ورغم فرض الولايات المتحدة للعقوبات على إيران، إلا أن بعض الدول الغربية تبدو غير جادة في ضرب النشاط التركي والإيراني، والذي يعتمد بشكل أساسي على الجماعات المتطرفة في ليبيا، مشيراً إلى أن تعزيز قوة الجماعات المتطرفة في ليبيا يصب بشكل مباشر في تقوية النفوذ الإيراني والتركي. ولم تتخذ هذه الدول، ومنها الدول الأوروبية إجراءات عملية لمنع تدفق المساعدات العسكرية ونقل الأسلحة والمقاتلين ليس من تركيا فقط، ولكن من إيران أيضاً. لافتاً إلى أن السفينة الإيرانية التي رست في ميناء مصراتة في أبريل الماضي وصلت من سواحل دول أوربية في البحر المتوسط، دون أن تتعرض للتفتيش أو الاعتراض رغم أنها تتبع شركة مسجلة على لائحة العقوبات الأميركية. وأكد عبدالسلام حتيتة أن جماعة الإخوان الإرهابية هي العامل المشترك بين تركيا وإيران، مستذكراً بقيام «الإخوان» بتلطيف الأجواء أثناء الخلاف التركي الإيراني حول تخصيص معسكرات تدريب للمتطرفين في تاورغاء، حيث أقنعوا الإيرانيين بتغيير الأهداف من شرق طرابلس إلى غربها، لمنع الاحتكاك بين الأتراك والإيرانيين، لافتاً إلى أن هذا النشاط يصب في نهاية المطاف في مصلحة «الإخوان»، لكن وضمن خطة تبادل المصالح، فإن تركيا وإيران تقتاتان أيضاً على ما يوفره تنظيم الإخوان الإرهابي من إمكانيات وعلاقات متشعبة خاصة في المناطق الحيوية، مثل الموانئ البحرية والمطارات الجوية والتركيبة الاجتماعية والقبلية، وشبكة الإخوان المعقدة داخل منظومة جوازات السفر الليبية وداخل المصرف المركزي الليبي ومع الجماعات المتطرفة الأخرى عبر المنطقة. وأضاف أن النيابة في طرابلس لديها ملفات عن وجود أذرع إيرانية وتركية وراء عدة خلايا تم ضبطها في ليبيا، منها خلية «الأشقر والبرش» الإرهابية متعددة الجنسيات، وتم صرف ملايين الدولارات بواسطة جماعة الإخوان لهذه الخلية، واستخراج جوازات سفر ليبية لغير الليبيين فيها.

إيران والنووي الليبي
كشف عبدالسلام حتيتة أنه في ظل غياب الدولة في ليبيا، تصدى أحد القيادات المنشقة عن الإخوان، بمجموعته المسلحة، للنشاط الإيراني خاصة في بلدة الزاوية التي ينتمي إليها هذا القيادي الذي كان يعيش في الولايات المتحدة قبل عام 2011. وبعد فشل الإيرانيين في تحقيق نتائج ذات جدوى في مصراتة، أو تاروغاء، أو زوارة، أو الزاوية، ظهر نشاط لبعض رجال الحرس الثوري الإيراني في أقصى الجنوب الليبي الذي كان يوجد فيه مخزون معمر القذافي من مادة اليورانيوم المعروفة بسم «الكعكة الصفراء».
وقال: تعرض اثنان من رجال الحرس الثوري الإيراني للقتل في ظروف غامضة أثناء وجودهما في الجنوب في صيف عام 2018. ثم تسربت بعد ذلك معلومات تفصيلية عن اجتماعات الإيرانيين في ليبيا مع قيادات من جماعة الإخوان، سواء في مصراتة أو في طرابلس. وفي معظم الأوقات يظهر نشاط الإيرانيين والأتراك بشكل واضح في المواقع التي توجد فيها سيطرة لتنظيم جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية التي تدور في فلكه أو يتعاون معها، مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وغيرهما من التنظيمات المماثلة في ليبيا.
وأضاف: أعتقد أن تسرب المعلومات لدول معنية بالنشاط الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، دفع الإيرانيين إلى محاولة التقليل من الظهور في الفترة الأخيرة على الساحة الليبية. وعلى سبيل المثال ما زال التنظيم الدولي للإخوان، بمن فيه من قيادات ليبية، يحقق في الجهة التي تمكنت من الاستيلاء على وثائق تخص نشاط الإيرانيين في ليبيا. ومضى قائلاً: لقد اختفت هذه الوثائق أثناء محاولة إخراجها خارج ليبيا العام الماضي، كانت الوثائق مخزنة في أحد مكاتب دار الإفتاء في مصراتة. وفوجئت جماعة الإخوان باختفاء محاضر الاجتماعات مع الإيرانيين بكل ما فيها من تفاصيل. ومن بين هذه التفاصيل ما يخص نقل جزء من اليورانيوم من جنوب ليبيا إلى إيران، حيث شاركت مركب تحمل اسم «شمس الأصيل» ومملوكة لأحد قيادات جماعة الإخوان الليبية في نقل شحنة اليورانيوم من ميناء مصراتة إلى سفينة إيرانية كانت في عرض البحر المتوسط.
كان آخر رصد لمركب «شمس الأصيل» على السواحل الغربية لطرابلس، لكن يعتقد أنه تم التخلص منها بالبيع في بلدة زوارة لاستخدامها كمركب صيد. وعاد النشاط الإيراني من جديد مع مطلع عام 2019 وهو كالعادة يسير بشكل متواز مع النشاط التركي، والعامل المشترك هو جماعة الإخوان الليبية، لكن هذه المرة لم يعد الأمر يقتصر على العمل داخل ليبيا فقط، لكنه امتد إلى التنسيق للتعاون في بضعة بلدان أفريقية انطلاقاً من ليبيا.
معظم الاجتماعات التي جرت من هذا النوع تمت في مقرات تابعة لجماعة الإخوان في مصراتة، لكن مرة أخرى تبدو العيون الغربية التي تراقب كل شيء في ليبيا مخيفة لهؤلاء الشركاء. مثلاً يوجد حالياً تنسيق رفيع المستوى تقوم به جماعة الإخوان الليبية مع كل من الأتراك والإيرانيين من أجل التوسع في العمل في أفريقيا، وكان هناك اجتماع في 24 أبريل 2019 بين شخصيتين من الحرس الثوري الإيراني، وقيادات من جماعة الإخوان في مصراتة. وهي الاجتماعات التي تزامنت مع وصول سفينة شحن إيرانية إلى ميناء مصراتة. وهي سفينة مملوكة لشركة إيرانية مدرجة على قائمة العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، ويعتقد أن السفينة التركية كانت محملة بشحنة من أسلحة القنص الإيرانية الصنع، وهو نوع من الأسلحة الروسية المعدلة في مصانع الحرس الثوري الإيراني.
وقال إن أحد الشخصيات الإخوانية الليبية ممن يقيمون معظم الوقت في تركيا، ويدعى «غويلة»، ظهر اسمه لدى الأجهزة الأمنية في طرابلس، حيث كان في الاجتماعات الإيرانية في مصراتة، وكان من قبل من بين القائمين على تحريك شحنة اليورانيوم على مركب «شمس الأصيل».
(الاتحاد الإماراتية)

قرقاش: إعلام قطر يروّج لأخبار كاذبة حول وجودي بالخرطوم

قرقاش: إعلام قطر
أعرب الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أمس السبت، عن استغرابه من «فبركات الإعلام القطري»، بحسب تعبيره، والذي يروج لوجوده في العاصمة السودانية الخرطوم، بينما هو يحضر منتدى براتسلافا في سلوفاكيا، واصفاً ما يروجونه ب«الأخبار الكاذبة».
وغرد قرقاش على حسابه في «تويتر» قائلاً: «استغربت ولم أستغرب فبركات منصات الإعلام القطري ومنها الميدل إيست آي والتي تروج لوجودي في الخرطوم».
وأضاف قائلاً: «أشارك حالياً في منتدى براتسلافا في سلوفاكيا، ديدنهم الأخبار الكاذبة وربنا يقي السودان ربيعهم».
وكانت وسائل الإعلام القطرية قد روجت مزاعم زيارة قرقاش إلى الخرطوم، ضمن وفد على رأسه نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
وكان قرقاش قال، أمس الأول الجمعة، إنه «كما تبين من القمة الخليجية الأخيرة، فلا حل لأزمة الدوحة بالأساليب التقليدية ودون مراجعة صريحة للسياسات التي قادها الشيخ حمد بن خليفة».
وأضاف: «العقل والمنطق يفرضان على الشيخ تميم مراجعة صريحة وتبني توجه جديد ينهي أزمة بلاده ويعيدها إلى محيطها الخليجي والعربي».
وخلال الكلمة التي ألقاها أمام منتدى الأمن العالمي - غلوبسيك - المنعقد حاليا في سلوفاكيا، أكد قرقاش التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالحفاظ على استقرار المنطقة.
وقال إن التزام دولة الإمارات يأتي بوصفها شريكاً في عملية التنمية والاستقرار في العالم العربي، مشيراً إلى أن الدولة قدمت مساعدات قيمتها 25 مليار دولار لدول المنطقة خلال الأعوام الخمسة الماضية؛ أي ما يمثل أكثر من ثلثي ميزانيتها للمساعدات الخارجية.

عصابات «الإخوان» تروع سجون بريطانيا

عصابات «الإخوان»
خلص تقرير حكومي بريطاني، إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي يتمتع بوجود قوي في السجون البريطانية، حيث يفرض عقيدته على السجن، عبر عصابات تنشط تحت غطاء الدين.
ونقل موقع «سكاي نيوز»عن صحيفة «التايمز» البريطانية، أمس السبت، بعضاً من تفاصيل التقرير الذي أعدته وزارة العدل عن «الدولة» التي تقيمها عصابات تتخذ الدين الإسلامي ستاراً من أجل تحقيق مآربها. ولفت التقرير إلى أن هناك هيكلاً هرمياً لهذه العصابات داخل السجون البريطانية، يضم قادة ومجندين ومنفذين وتابعين.
ويستند التقرير إلى مقابلات أجريت مع 83 سجيناً و73 موظفاً في سلك السجون. وتنتمي المجموعات المستجوبة إلى ثلاثة من السجون الثمانية الأكثر تشدداً في إجراءاتها الأمنية في إنجلترا.
ووجد المشرفون على التقرير، مجموعة داخل السجون على درجة من الأهمية، وصفت بالمنظمة والمرتبطة بالإخوان، تقوم بجمع السجناء الذين التجأوا إلى الدين كوسيلة لتغيير مسار حياتهم والتعامل مع ظروف السجن.وقال الأمين العام لرابطة ضباط السجون، ستيف جيلان: «حذرنا من نمو ثقافة العصابات منذ فترة طويلة، سواء كان ذلك في صفوف الإخوان أو غيرهم من الجماعات المشابهة».واعتبر جيلان التقرير، الذي يظهر انتشار العصابات داخل السجون ذات الحراسة المشددة، أمراً مرعباً ويثير المزيد من القلق.
وشرح التقرير تفاصيل ممارسات العصابات بالقول: «يكمن تكتيكها في إقامة علاقات ودية تحمل طابع الصداقة مع السجناء الجدد. إذا لم تنجح في مبتغاها الرئيسي، فستبدأ في نشر الإشاعات عنهم. وتصل الإشاعات إلى حد اتهام الشخص المعني بنقل أخبار المساجين الآخرين إلى الحراس، وبذلك تشوه العصابة صورة السجين حتى ينبذ، ثم يبدأ الاعتداء الجسدي عليه».
وأقر أعضاء العصابة للمشرفين على التقرير أن قوتهم الممتدة إلى عدد من الفروع الأخرى تنشر الخوف بين المساجين الآخرين.
وقال أحد المنضوين إلى هذه العصابات، إن «المساجين الذين يرفضون التعامل معهم يعلمون أنهم لا يستطيعون التحول سوى إلى ثلاثة سجون أخرى. ويعلمون كذلك أن الإخوة ينتظرونهم هناك لطعنهم». وغالباً ما يشغل الإرهابيون أدواراً مهمة في العصابات، ويفرضون قواعد مثل ارتداء ملابس داخلية في الحمام ويحظرون الطهي بلحم الخنزير.
وتفضّل العصابات السجناء الذين يستطيعون التحدث باللغة العربية أو الذين يحفظون مقاطع من القرآن وتمنحهم رتباً عالية، بينما تعتدي ضرباً على المساجين الآخرين لإجبارهم على اعتناق الإسلام والانضمام إليهم.ورجح التقرير أن يكون قادة العصابات هم المحرضون على جل أعمال العنف المسجلة في تلك السجون، لكنهم أبقوا أنفسهم بعيداً عن الأضواء من خلال إصدار أوامرهم للمنفذين الذين لا يترددون في طاعتهم.
ويعتقد كذلك أن أعضاء العصابة هم المسيطرون على تهريب الممنوعات مثل الهواتف المحمولة والمخدرات. ويقال إنهم يجنون أموالهم من خلال «الإتاوات» المفروضة على النزلاء.
وواجه السجناء الذين حاولوا ترك العصابات تهماً عوقبوا عليها، وكان أخطرها الاتهام بالردّة وترك الإسلام. وقال أحد السجناء «إذا قلت إنني لا أريد أن أكون مسلماً، فسأحتاج إلى العيش في حذر دائم وخوف من أن يطعنني أحدهم».
وسجلت إحصائية شملت سجون إنجلترا وويلز وجود 13008 سجناء مسلمين حتى نهاية شهر مارس، أي حوالي 15% من إجمالي عدد السجناء. وقبع 175 سجيناً مسلماً في السجون البريطانية في نهاية عام 2018، بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية مرتبطة بالتطرف.
وفي بعض السجون ذات الحراسة المشددة، كانت نسبة السجناء المسلمين أعلى، حيث سجّل «وايت مور» بمقاطعة كامبريدج شاير 42% من المسلمين في صفوف سجنائه في مارس، وسجّل «لونج لارتن» في ورسيسترشاير 31%. وأنشئت ثلاثة «سجون داخل السجون»، والمعروفة باسم سجون الجهاديين، لإيواء ما يصل إلى 28 سجيناً من المتشددين الأكثر خطورة.
وقالت متحدثة باسم مصلحة السجون للصحيفة،ندرّب الموظفين على التمييز بين غالبية السجناء الذين يمارسون شعائرهم الدينية لأهداف روحانية، والأقلية الصغيرة التي تسيء استخدام الدين وتوظفه كقناع لجرائمها».

تحذيرات من ظهور جديد لـ «داعش» في العراق

حذر نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي، أمس السبت، من ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي مجدداً، بسبب الخلافات الشخصيّة والحزبيّة.
وقال الأعرجي في بيان، إن «الأحداث والظروف التي كانت سائدة قبل دخول تنظيم داعش الإرهابيّ في عام 2014 وإسقاطه أربع محافظات عراقية، هي ذاتها التي تتصدر المشهد العراقيّ في الوقت الحاضر». وبين أنه «على جميع القوى السياسيّة الاعتبار مما حصل لتجنّب ما قد يحصل وذلك من خلال تناسي الخلافات الشخصيّة والحزبيّة وإطلاق يد رئيس الوزراء باختيار الوزراء الأمنيين، وكذلك العمل على تقديم الخدمات للعراقيين، وفوق كلّ ذلك النأي بالنفس لكي لا يكون العراق جزءاً من الأزمة الأمريكية الإيرانية».
وشدد: «على الجميع أن يعلم أن لدى جميع المنظمات الإرهابيّة ومنها داعش، خيوطاً دولية تعمل على توجيهها وفقاً لمصالحها».
(الخليج الإماراتية)

«طوفان الكرامة» تتقدّم لتحرير طرابلس

«طوفان الكرامة» تتقدّم

يتقدّم الجيش الوطني الليبي نحو تحرير طرابلس، بعدما كبّد الميليشيات خسائر فادحة في معارك هي الأعنف منذ انطلاق عملية «طوفان الكرامة»، فيما فرّت قيادات جماعة الإخوان والميليشيات الإرهابية إلى تركيا.

وأكّدت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أمس، أن الجيش أحرز تقدماً جديداً في العديد من المواقع في معركة تحرير طرابلس. وقالت الشعبة، في بيان مقتضب، إنّ قوات الجيش كبّدت ميليشيات الوفاق خسائر في الأرواح والعتاد، وأحكم السيطرة على مواقع تابعة للمجموعات المسلحة في طرابلس.

وتواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس، في محاور عدة منها طريق المطار والسواني، بعد ليلة شهدت تقدم الجيش لرفع عدد من السواتر الترابية التي كانت الميليشيات قد تحصنت بها على أبواب طرابلس. وذكر مصدر عسكري أن الجيش الوطني الليبي بدأ عملية الزحف على محور طريق المطار بالكامل في العاصمة طرابلس، موضحاً أنّ قوات الجيش دمرت ثلاث آليات للمجموعات المسلحة وأجبرتها على التراجع، فيما انطلقت عملية إزالة السواتر الترابية التي أقامتها ميليشيات الوفاق.

ووصف شهود عيان لـ«البيان»، اشتباكات أمس بأنّها كانت الأقوى من نوعها منذ انطلاق عملية تحرير طرابلس، وأنّ رحاها دارت في عين زارة وخلة الفرجان واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. واستخدم الجيش الوطني المدفعية الثقيلة الهاوزر في منطقة الرملة، واستهدف تمركزات الميليشيات، وأعلن تدمير مدفع 32 و14 ونصف، وسط أنباء عن انسحاب بعض تلك الميليشيات من مواقعها. كما استخدم الجيش الطيران الحربي والمروحيات لقصف مواقع الميليشيات في ظل سيطرته الجوية الكاملة على سماء طرابلس.

تحول حاسم

على صعيد متصل، كشفت مصادر من غرفة عمليات تحرير طرابلس لـ«البيان»، عن أنّ الساعات الماضية شهدت تحولاً ميدانياً حاسماً، أدى إلى تقهقر الميليشيات الخارجة عن القانون والجماعات الإرهابية في عدد من المحاور، وأن قوات طوفان الكرامة على وشك تحرير العاصمة، مشيرة إلى أنّ هذا التحول دفع بعدد من أمراء الحرب إلى مغادرة طرابلس بعد أن تأكد لهم أن لحظة الحسم قد حانت.

وأضافت المصادر أنّ عدداً من قيادات الإخوان والجماعة المقاتلة غادرت طرابلس باتجاه تركيا، وأنه تم خلال أيام العيد رصد عمليات تهريب أموال وكميات من الذهب إلى الخارج من قبل أطراف محسوبة على الإخوان والميليشيات، وهو ما يعني أنها أدركت أن لا مستقبل لها في ليبيا. وأشارت المصادر إلى أنّ أجهزة الاستخبارات التابعة للجيش الوطني راقبت عن كثب كل ما يدور في كواليس السياسية والمال في العاصمة.

مواقع استراتيجية

بدوره، أكّد الناطق باسم غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني، العميد خالد المحجوب، أنّ المعركة شارفت على نهايتها، وأنّ الميليشيات تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وبدا عليها الإحباط، لا سيّما أنّ الأغلبية الساحقة من عناصرها من المرتزقة والشباب المغرر به الذي يقاتل للحصول على المال، دون أن تكون له عقيدة عسكرية ينطلق منها ويدافع عنها.

وأوضح المحجوب أن الجيش الليبي أحكم سيطرته على مواقع جديدة ذات أهمية استراتيجية في تقرير مصير المعركة نحو الحسم الوشيك، وبات على بعد كيلومترات من قلب طرابلس ولديه الأسبقية في تحديد الخطوات المقبلة، وهو ما أثر في معنويات الميليشيات والجماعات الإرهابية.

دعوات

أماطت تسريبات اللثام عن دعوات وجهتها دول إلى مسؤولين في «الوفاق» بمغادرة طرابلس تحسباً للتطورات الميدانية المنتظرة خلال الأيام المقبلة. وأكّد النائب بمجلس النواب، سعد أمغيب، نقلاً عن مصادر موثوقة، أنّ تواصلاً تمّ من السلطات الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، طالبته بمغادرة طرابلس في أسرع وقت ممكن.

(البيان)

شارك