اهتمام كبير بزيارة محمد بن زايد لبرلين.. ومباحثات مهمة مع "ميركل" و"شتاينامير"

السبت 15/يونيو/2019 - 12:55 م
طباعة اهتمام كبير بزيارة رسالة برلين - هاني دانيال
 
بمناسبة مرور 15 عامًا على توقيع الاتفاقية الاستراتيجية بين الإمارات وألمانيا
اهتمام كبير بزيارة محمد بن زايد لبرلين.. ومباحثات مهمة مع "ميركل" و"شتاينامير"
 توحيد الجهود بين البلدين بشأن قضايا مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات والخبرات  ولى عهد أبوظبى: نهجنا الاقتصادى الانفتاح والتنوع والمرونة وإقامة الشراكات التى تعتمد على التنمية المستدامة  أنجيلا ميركل: بناء الجسور بين الأديان والطوائف المختلفة وضرورة مواجهة التطرف ضرورة رئيسية
اختتم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، زيارته الناجحة إلى برلين، بعد اجتماعه بعدد من المسئولين الألمان، رصدت «البوابة» الاهتمام الكبير الذى حظى به ضيف ألمانيا الكبير خلال زيارته إلى برلين، بداية من الحفاوة الكبيرة التى استقبل بها فى القصر الرئاسى الألمانى والاجتماع بكل من وزيرى الخارجية والاقتصاد بألمانيا، ومجموعة من الطلاب الإماراتيين، وختاما اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمقر المستشارية، والمؤتمر الصحفى الذى جمع بينهما، وحضر الشيخ محمد بن زايد مأدبة العشاء الرسمية التى أقامتها أنجيلا ميركل فى مكتب المستشارية الاتحادية فى برلين.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد عن سعادته بالزيارة، وقال: «سعيد جدا بوجودى فى ألمانيا ونحن هنا اليوم نحتفى بمرور ١٥ عاما على توقيع الاتفاقية الاستراتيجية بين الإمارات وألمانيا، حيث كان التبادل التجارى فى ذلك الوقت بيننا يقارب ٣ مليارات يورو، أما اليوم فإنه يقارب ١٤ مليار يورو».
وأضاف «زيارتنا إلى ألمانيا تؤكد أن لدينا خريطة طريق جديدة.. ١٥ سنة قادمة.. نتطلع إلى أن يتضاعف التبادل التجارى بصورة أكبر.. ناقشنا مواضيع عدة ونحن متفقين على كثير من الأمور، ونتطلع إلى تقوية هذه العلاقة ومد جسور التعاون بين الإمارات وألمانيا».
من جانبها، رحبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد، مؤكدة أن زيارته تأتى فى توقيت مهم تشهد فيه العلاقات بين البلدين تقدما كبيرا، وسط تفاهم كبير فى الرؤى المشتركة بين البلدين، وقالت «يسعدنى أن ولى عهد أبوظبى جاء إلى برلين مجددا، حيث كانت زيارته الأخيرة إلى برلين خلال عام ٢٠١٦، فيما زرت أنا الإمارات عام ٢٠١٧».
وقالت إن لقاءهما تناول مجموعة واسعة من المواضيع الألمانية - الإماراتية، خصوصا الشراكة الاستراتيجية التى نحتفى بمرور ١٥ عاما على إبرامها بيننا. وأضافت، أن المحادثات التى جرت بيننا عكست الحرص على تعميق العلاقات وهذا ما ترجمه البيان المشترك الذى أصدرناه.
وأشارت إلى أن اللقاء الذى جمع ولى عهد أبوظبى ووزير الاقتصاد الألمانى وأصحاب الشركات الألمانية، يعكس الرغبة فى تعزيز علاقاتنا الاقتصادية، ونوهت بزيارة مليون سائح ألمانى إلى الإمارات سنويا ما يعكس التواصل الموسع بين البلدين.
وتحدثت عن مبادرة «عام التسامح» التى أطلقتها دولة الإمارات هذا العام، وقالت «إنها بالنسبة لنا مهمة جدا؛ حيث شهدت الإمارات أول زيارة لبابا الكنيسة الكاثوليكية للإمارات، كما استضافت الإمارات الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص التى تميزت نسختها هذه بمشاركة طيف واسع من مكونات شعب الإمارات والمقيمين فيها».
وأشارت المستشارة إلى أن الحديث تضمن أهمية بناء الجسور بين الأديان والطوائف المختلفة وضرورة مواجهة التطرف والكراهية، من خلال التفاهم بين الشعوب إضافة أهمية مكافحة الإرهاب الدولي، وأوضحت أن هناك فرصا ومشاريع كثيرة للتعاون فى المناطق ذات الاهتمام المشترك ومنها منطقة دول الساحل الخمس. وأشادت المستشارة الألمانية بالمناخ الاقتصادى الذى تشهده دولة الإمارات والإمكانيات التى تتمتع بها لمواصلة التعاون الثنائي، وقالت «وفق منظمة الشفافية الدولية تتميز الإمارات بدورها الريادى فى التصدى للفساد على مستوى المنطقة، وهذا يهم الشركات الألمانية والاستثمارات الجديدة».
وفيما يخص الأمن الإقليمى أوضحت المستشارة أن البلدين لديهما المزيد من التعاون فى المنطقة، حيث شملت المحادثات الأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن.
وأعربت «ميركل» عن قلقها من نشاط الصواريخ فى إيران إضافة إلى تدخلها فى سوريا، مشيرة إلى أن الاتفاق النووى مع إيران يلاقى وجهات نظر مختلفة، إلا أننا نفضل الحلول السياسية والسلمية فى هذا الصدد.
وأكدت «ميركل» فى المؤتمر الصحفى بمقر المستشارية الألمانية فى برلين مع ولى عهد أبوظبي، أن ألمانيا منذ ١٩٧٢ ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات، تبعتها علاقات اقتصادية قائمة على التعاون والمنفعة المتبادلة، وتم التركيز فى لقاء اليوم على تدعيم العلاقات الألمانية الإماراتية خلال الفترة المقبلة، والعمل سويا على بناء جسور مشتركة بين كل المواطنين والتلاحم بين الشعوب على أرضية التسامح واحترام الآخر، والتعاون المستمر لمكافحة الإرهاب.
واجتمع بن زايد للمرة الثانية خلال أسبوع مع وزير الخارجية الألمانية هاكو ماس، حيث سبق وأن اجتمع معه فى أبوظبى الأحد الماضي، وناقش بن زايد وماس كيفية وقف التصعيد فى الأزمة الإيرانية، والاعتداء الذى تعرضت له السعودية مؤخرا، وكيفية الخروج برؤية مشتركة للتعامل مع الموقف الإيرانى فى المنطقة، إلى جانب عدد من الملفات المتعلقة بسوريا وفلسطين وليبيا والجهود السلمية فى اليمن.
وجرى خلال اللقاء الذى حضره الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى الإماراتي، بحث علاقات الصداقة والتعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية وسبل تعزيزها، إلى جانب كيفية تقوية العلاقات بين البلدين فى ذكرى ٤٧ عاما من تأسيس هذه الروابط التى يعتز بها الطرفان.
تطرق اللقاء إلى كيفية تعزيز التعاون فى مختلف المجالات السياحية والبيئية والتقنية، وعدم التوقف عند الأزمات فى المنطقة فحسب، بل الوصول بالعلاقات خلال الـ١٥ عاما المقبلة إلى مستوى أكبر وأعمق من الروابط القوية بين البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية، إن الإمارات وألمانيا تؤكدان دائمًا التزامهما المشترك بمكافحة الإرهاب والتطرف فى الشرق الأوسط، وعلى المستوى الدولى، لما تمثله هذه الظاهرة من تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وذكرت الوزارة، فى تقرير عن التنسيق بين البلدين، نشرته على موقعها الإلكترونى، أن الإمارات وألمانيا تتفقان على توحيد الجهود بشأن قضايا مكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات والخبرات فى هذا الإطار، كما اتفق البلدان على أهمية تفعيل القرارات الأممية، خاصة القرار ٢٤٦٢ الذى كان برعاية الإمارات وألمانيا، وتمت الموافقة عليه بالإجماع.
ولفتت إلى أن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة تطالب باتخاذ المزيد من الخطوات لمنع ومكافحة تمويل الإرهاب، ومحاسبة الدول الراعية له، ويطالب القرار الذى صدر فى مارس ٢٠١٩ الدول الأعضاء بمكافحة وتجريم تمويل الإرهاب وأنشطته. كما اجتمع بن زايد مع بيتر التماير، وزير الاقتصاد الألمانى، وبحث كيفية تقوية العلاقات التجارية ومضاعفتها، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين قبل ١٥ عاما حوالى ٣ مليارات يورو، ووصل حاليا إلى ١٤ مليار يورو، وهناك خطة لزيادة حجم التبادل خلال الـ ١٥ عاما المقبلة إلى ٣٠ مليار يورو.
وناقش الجانبان سبل تذليل العقبات أمام الشركات الألمانية الراغبة فى الاستثمار بالإمارات، وخلق مزيد من فرص العمل، واستغلال الإمكانيات التى تتمتع بها الإمارات فى جذب مزيد من الشركات لعمل فروع إقليمية لها داخل الإمارات، وفى الوقت نفسه تريد ألمانيا زيادة عدد المواطنين الإماراتيين، خاصة بعد إعفائهم من الحصول على تأشيرة شينجن، وهو ما يسهل من عملية التنقل إلى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وعقب اللقاء اجتمع كل من بن زايد والتماير مع مسئولى أكثر من ١٥ شركة ألمانية ورجال الأعمال وبحث سبل التعاون وزيادة الاستثمارات الألمانية فى الإمارات، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، واستمع منهم إلى خبراتهم فى التعامل مع المجتمع الإماراتى وتطلعاتهم خلال الفترة المقبلة، واستغلال الإمكانيات التى توفرها الإمارات للمستثمرين ورجال الأعمال الأجانب.
وأكد بن زايد، النهج الاقتصادى لدولة الإمارات العربية المتحدة الذى يعتمد على الانفتاح والتنوع والمرونة وإقامة الشراكات التى تعتمد على التنمية المستدامة. وأشار إلى مسارات التعاون بين البلدين فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتكنولوجية والفرص الواعدة لتنميتها، بما يلبى تطلعات البلدين فى توسيع آفاق هذا التعاون، منوها إلى أهمية البناء على العلاقات المتميزة التى تجمع البلدين لتحقيق شراكة مثمرة بينهما، خاصة أن البلدين يمتلكان رؤية تنموية واضحة تنعكس بصورة متميزة فى مختلف المشاريع والمبادرات والشراكات التى ينفذانها فى القطاعات كافة، بجانب استثمارهما بقوة فى الموارد البشرية وفى صناعة المستقبل، وأكد أن دولة الإمارات تملك الإمكانيات والبيئة المناسبة لعمل مختلف الشركات العالمية، وتحرص على تذليل الصعوبات كافة التى قد تواجه الشركات أو المستثمرين.
وخلال اجتماع اللجنة الإماراتية الألمانية، فى برلين، تم الاتفاق على زيادة التعاون بين البلدين فى مجال المدن الذكية، حيث تحتل الإمارات المركز الـ١٤ عالميًا.
وتعد ألمانيا أكبر شريك تجارى أوروبى للإمارات، كما تستحوذ الإمارات على ٢٢٪ من مجمل التجارة العربية الألمانية، وتعد الشريك الاقتصادى الأول لألمانيا عربيًا، وهذه الزيارة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق وأن زار «بن زايد» برلين عدة مرات، فى أعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٩ و٢٠١٢ و٢٠١٤ و٢٠١٦.
السفير الإماراتى فى برلين 
من جانبه، صرح على عبدالله الأحمد، سفير الإمارات لدى ألمانيا، بأن زيارة ولى العهد تأتى فى مرحلة مهمة وخطيرة تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وسط تهديدات إيران لجيرانها والمجتمع الدولى، واعتداء الحوثيين على السعودية، وسط أزمات أخرى تمر بها المنطقة مثل الوضع فى سوريا، ليبيا، السودان وفلسطين، وزياردة ولى العهد تفتح آفاقا كبيرة لتعزيز الحلول السلمية والبحث عن توافق فى هذه الأوضاع الصعبة.
شدد «الأحمد» على أن العلاقات بين البلدين تمر بمرحلة كبيرة، فى ضوء الاحترام المتبادل بين البلدين، والرغبة فى استغلال الفترة المقبلة لتقوية العلاقات السياسية والتجارية، وانعكاس ذلك على شعبى البلدين، خاصة فى ضوء الإمكانيات الكبيرة التى تتمتع بها الإمارات وتلبى احتياجات المستثمرين الأجانب بشكل عام والألمان بشكل خاص، ونظرا لوجود خطة مشتركة منذ ١٥ عاما ساهمت فى بلورة العلاقات بشكل جيد جدا خلال الفترة الماضية، وسط آمال بتعزيزها خلال الفترة المقبلة، ودفعها للأمام.
نوه «الأحمد» أيضا إلى أن هناك جسورا من العلاقات بين البلدين تعود إلى عام ١٩٧٢، ويتم تجديد هذه الروابط بشكل دائم، وهو ما ينعكس على حجم التبادل التجارى بين البلدين، ويزداد عدد السياح الألمان إلى الإمارات، وجذب ألمانيا للمواطنين الإماراتيين فى السياحة العلاجية، وهناك رغبة قوية حاليا فى الانفتاح على المجتمع الألمانى بشكل أكبر وانعكاس ذلك على مختلف المجالات.

شارك