استقطاب النساء مجددا.. استراتيجية "داعش" لتعويض خسائره

السبت 15/يونيو/2019 - 01:36 م
طباعة استقطاب النساء مجددا.. أميرة الشريف
 
يواصل التنظيم الإرهابي داعش عملياته الإرهابية، ومع محاولات التنظيم الإرهابي في استقطاب المزيد من العناصر إلى صفوفه، بات يلاحق النساء التي تعتبر الذراع الحامي له في بعض عملياته الإجرامية؛ ولذلك بدأت المرأة بالفعل تنساق وراء الإغرءات التي يقدمها التنظيم لهن، في اعتقادهن أن حياتهن ستنعم بالرفاهية والاستقرار.
ويعتمد التنظيم علي النساء بشكل أكبر في الفترة الحالية، ورصد مركز مكافحة الإرهاب في يوروبول، في تقرير له أن تنظيم داعش عدل إستراتيجيته في الدعاية، ليركز على استقطاب النساء وإقناعهن بالالتحاق بصفوفه، وتبنى من أجل ذلك مواقف غير مسبوقة بالنسبة لتنظيم يزعم أنه إسلامي.
ووفق موقع "أوروب 1" بناء على التقرير المتعلق باستراتيجية التواصل لدى داعش، أن التنظيم جند نساءه لإقناع أخريات بالالتحاق بجبهات القتال، في منعرج اعتبره المركز جديدًا وخطيرًا.
وتبين أن التنظيم يولي اهتمامًا خاصًا بالنساء، وفق الـ200 فيديو ووثائق الدعاية التي قام يوروبول بدراستها، وهو الأمر الذي أكده "فانسون سوميتر" المسؤول في المركز من خلال تصريح للموقع الفرنسي، قال فيه: خصص داعش حيزًا في منشوراته ليوضح أن النساء يمكن أن يعملن كطبيبات أو مدرسات أو عضوات في الشرطة الدينية لتشجيعهن على الالتحاق.
كما حاولت نساء تلطيف خطابهن حول مفهوم التعدد، وما تعرضت له النساء الأزيديات، كما أشرن لإمكانية مشاركة المرأة مباشرة في جبهات القتال، وهو الأمر الذي اعتبره المركز تراجعًا عن الرؤية الأبوية التي تعود داعش الدفاع عنها.
يقول سوميتر أن يعترف تنظيم بهذا الدور للنساء، ويجيز لهن السفر بمفردهن للتوجه إلى جبهات القتال، ويعدهن بوضع اجتماعي وبإمكانية المشاركة في المعارك، هو سبق قد يكون حكرًا على داعش حاليًا، لكن، يمكن أن يمتد إلى مجموعات أخرى في المستقبل، وهذا الأمر يثير المخاوف لدى المتابعين من أن تتبنى مجموعات جهادية أخرى الطرح نفسه، ما يهدد باستمرار الإرهاب لوقت أطول.
وفي وقت سابق تم اكتشاف بعض الشبكات التي تعمل على تجنيد النساء والفتيات للانضمام إلى التنظيم من عدة دول منها تونس والسودان "إقليم دارفور"، حيث أعلنت سميرة مرعي وزيرة المرأة في تونس أن 700 امرأة تونسية التحقن بعصابات داعش في سوريا وليبيا والعراق.
ووفق المركز أيضًا فإن منطقة آسيا الوسطى تعد من المناطق الرئيسية المُصدرة للنساء المنضمات إلى تنظيم داعش، وغالبًا ما تُعد الشريحة العمرية ما بين 18 – 21 عامًا، أبرز الشرائح العمرية التي تقبل على الانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًّا على الأمن والسلم الاجتماعيين في بلدان العالم، إلى جانب الضرر الكبير في مجالات السياسة والأمن القوى للبلاد.
ويرى محللون أن دوافع تلك النساء الحقيقية، إذ يتم عادة تصوير هؤلاء النساء على أنهن شابات ساذجات ورومانسيات إلى حد كبير، فيكون من السهل على جهاديي تنظيم داعش التغرير بهن عن طريق وعود الحب الكاذبة، فيقعن في شراك الجهاديين وينخدعن بالمظاهر الزائفة.
وجذب تنظيم داعش الإرهابي نحو 500 فتاة بريطانية لا يتجاوزن الـ 21 من العمر، وفق صحيفة " تلجراف البريطانية في وقت سابق،  وهن بريطانيات يدرن شرطة لتطبيق الشريعة في تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت صحيفة التليجراف أكدت أن بريطانيات تكفيريات يدرن شرطة دينية متطرفة تعرف باسم "لواء الخنساء" تعاقب النساء اللواتي لا يلتزمن بارتداء الملابس التي تتوافق مع الشريعة الإسلامية في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الإرهابي.
وكانت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية، قالت في تقرير سابق لها: "إن النساء المنضمات لتنظيم "داعش" الإرهابي يشكل ثلث المقاتلين ويتم تدريبهن حاليًا على القتال في الصفوف الأمامية للتنظيم للمرة الأولى".
ونقلت الصحيفة عن قائد الشرطة البريطانية "روب وينرايت" قوله: إن هناك تزايدًا في أعداد النساء البريطانيات اللاتي يهربن إلى سوريا والعراق للانضمام في صفوف التنظيم.
وأوضحت الصحيفة أن عدد النساء في تنظيم داعش عام 2014 يشكل واحد على سبعة من التنظيم، ويتم تزويجهن لمقاتلي داعش، إلا أن دور المرأة قد تغير حاليًا كثيرا عن السنوات الماضية.
كما أن المركز الليبي لدراسات الإرهاب يصف في تقريره الأخير أن ما يحدث للنساء في داعش فاق أبشع أشكال الاستغلال تجاه المرأة، فتحولت من كائن لطيف إلى شريك في القتل، أو بحثًا عن الجنس خلف ستار الدين، وادعاء تطبيق الشريعة.. فتحَّولت المرأة من ضحية لجرائم القتل والاغتصاب والزواج القسري، إلى أداة لتوفير المتعة الجسدية لعناصر داعش، فيما عرف بجهاد النكاح.
ووفق تقرير عالمي فإن الأعمال التي تقوم بها النساء داخل داعش، أولها خدمات الدعم، وهي أعمال غير قتالية حيث يقمن بالإشراف على سجن النساء وإعداد الطعام للمقاتلين، فقد رصد التقرير في وقت سابق، مقراً في منطقة الظهير داخل مزرعة هي بمثابة المقر الذي يتم فيه: إعداد الوجبات للمقاتلين، وتتواجد 12 امرأة تتناوب على المقر بمعدل 6 نساء كل يوم والمقر تحت إشراف امرأة تكنى بــ "أم سعد"، بالإضافة إلى الإشراف على مقر سجن النساء الموجود في منطقة الظهير، حيث تقبع فيه 6 سجينات والمسئولة على السجن امرأة تكنى بــ "أم أحمد" وهي تونسية زوجة "أبو عمر التونسي".
كما تطرق التقرير أن البناء على خبرات سابقيه في استخدام النساء كآلية للترويج لأفكار التنظيم وتجنيد أعضائه، مستفيدًا من التقدم التكنولوجي الذي أتاح مزيدًا من الفرص للاستفادة من وجود عناصر نسائية في التنظيم.
ووفق تقارير فإن استقطاب نساء تنظيم داعش يتم أيضا من خلفية بحثهن عن تصورات رومانسية وبهدف عيش تجربة حب فريدة من نوعها، ولكن في نفس الوقت يعتبرن أنفسهن جزءا من مسار تاريخ عظيم وأنهن سيغيرن العالم بالكامل.
وفي وقت سابق، نشر معهد الحوار الاستراتيجي البريطاني دراسة قدرت عدد المقاتلين الغربيين في تنظيم داعش، بحوالي ثلاثة آلاف مقاتل بينهم 550 من النساء.
الجدير بالذكر أن التنظيم الإرهابي نشر وثيقة في منتصف 2015 يوضح فيه ماذا يريد من النساء المنتمين إليه، وأصدر "داعش" بياناً أنذاك يستعرض فيه بالتفصيل دور النساء في التنظيم الجهادي، وجاء فيه أن "السن الشرعي" لزواج الفتيات من المقاتلين هو تسع سنوات مع التشديد على دورهن كزوجات وأمهات وربات منزل.

شارك