الوضع في أفغانستان.. فشل التفاوض والمعارك مستمرة

الأحد 16/يونيو/2019 - 01:22 م
طباعة الوضع في أفغانستان.. حسام الحداد
 
لا يكاد يمر يوم إلا وتطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية بنشرات عن الحروب والانتهاكات خصوصا في منطقة الشرق الأوسط الممتدة حتى أفغانستان، وكل الأخبار تؤكد استمرار المعارك رغم محاولات التفاوض التي بدأت منذ وقت بعيد، حيث كانت بدايتها مع تولى الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية 2008، وبدأ الحديث عن التفاوض مع طالبان حيث كان أوباما يرى أنه لا مفر من الجلوس مع طالبان التي لا تزال تحارب القوات الأمريكية والأجنبية في أفغانستان بقيادة زعيمها المؤسس الملا محمد عمر الذي توفي لاحقا.
ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على مبادرة أوباما إلا أن المعارك ما زالت مستمرة حيث قُتل سبعة من مسلحي حركة طالبان في سلسلة من الغارات الجوية بإقليم هلمند جنوب أفغانستان، طبقا لما ذكرته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء اليوم الأحد 16 يونيو 2019.
واعتقلت القوات الخاصة الأفغانية ثلاثة من مقاتلي الحركة خلال عملية منفصلة في هذا الإقليم.
وذكرت مصادر عسكرية مطلعة اليوم الأحد أن القوات الخاصة اعتقلت مقاتلي طالبان في منطقة نهر السراج بإقليم هلمند.
كما دمرت القوات الخاصة أيضا 30 كيلوجراما من المخدرات المحظورة.
وفي الوقت نفسه، أسفرت غارة جوية عن مقتل اثنين من مقاتلي طالبان في منطقة نهر السراج بالإقليم.
وأضاف المسؤولون أيضا أن غارة مماثلة أسفرت عن مقتل خمسة من مقاتلي الحركة في منطقة سانجين بالإقليم.
ولم تعلق حركة طالبان على العمليات حتى الآن.
وكان قد قُتل 15 من مُسلحي حركة طالبان، في عمليات منفصلة نفذتها القوات الخاصة الأفغانية في إقليم غازني بجنوب أفغانستان السبت الماضي 15 يونيو 2019.
وذكرت مصادر عسكرية، في تصريح أوردته وكالة أنباء "خاما برس" الأفغانية أن القوات الخاصة الأفغانية نفذت عملية لها في إقليم غازني، مما أسفر عن مقتل 4 مُسلحين من طالبان، واعتقال إثنين آخرين، إلى جانب تدمير 8 من العبوات الناسفة، وإثنين من الألغام الأرضية.
في الوقت نفسه، شنت القوات الأفغانية سلسلة من الغارات الجوية على الإقليم نفسه، أسفرت عن مقتل 11 مُسلحا من طالبان.
من جانبها، لم تُعلق الجماعات المُسلحة المناهضة للحكومة، ومن بينها حركة طالبان، على تلك الأنباء حتى الآن.
ويعتبر إقليم غازني واحدًا من أكثر الأقاليم، التي تنشط فيها عناصر حركة طالبان المُسلحة، حيث تنفذ العديد من الهجمات التي تستهدف المؤسسات الأمنية والحكومية في البلاد.
وكانت مصادر أفغانية قد أعلنت في وقت سابق يوم 15 يونيو 2019، أن 7 من مُسلحي طالبان لقوا مصرعهم، في عمليات نفذتها القوات الخاصة الأفغانية في إقليمي لوجار وقندهار وسط وجنوب أفغانستان.
وبخصوص المفاوضات مع حركة طالبان أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، 1 يونيو 2019، عقد لقاء جديد مع ممثلي حركة "طالبان" قبل نهاية الشهر الجاري، مع مبعوث واشنطن الخاص إلى الشأن الأفغاني زلماي خليل زاد.
وانطلق الدبلوماسي إلى أفغانستان وباكستان وألمانيا وبلجيكا والإمارات وقطر، ومن المقرر أن يستأنف الحوار مع "طالبان" من أجل "التقدم في عملية السلام"، وذلك بعد توقف في المفاوضات دام شهرا كاملا، حسب روسيا اليوم..
وبدأ الحديث عن التفاوض مع طالبان عام 2008 حين تولى الرئيس أوبا سدة الحكم وكانت الجلسة الفعلية الأولى في عام 2010، وبعد تفاوض أمريكا وطالبان وجدت العديد من بلدان العالم ضرورة في التفاوض مع طالبان حيث جلست "طالبان" على طاولة التفاوض مع باكستان وروسيا واستضافت العديد من الدول المفاوضات.
كانت أبرز جولات المفاوضات بحسب وكالات كالتالي:
التقى مسؤولون أمريكيون لأول مرة بممثلي طالبان في 28 نوفمبر 2010، بمدينة ميونيخ الألمانية، واستمر الاجتماع حسب مصادر أفغانية 11 ساعة، واعتبرت جلسة جس نبض بين الطرفين الأمريكي وطالبان.
في 15 فبراير 2011، بادرت واشنطن بطلب اللقاء مع طالبان في الدوحة، ومثَل الحركة طيب أغا المدير السابق لمكتب الملا عمر، والملا عبدالسلام ضعيف السفير السابق لطالبان لدى باكستان.
في يوليو 2011 حضر الملا ضعيف المفاوضات المنعقدة مع مسؤولين أمريكيين بالدوحة، وتمكن المبعوث الأمريكي لأفغانستان آنذاك مارك جروسمان، من إقناع تركيا والسعودية بجدوى المفاوضات مع طالبان وبأنه مشروع أفغاني بحت يهدف إلى إحلال السلام في أفغانستان.
اجتمعت حكومة أشرف غني وطالبان بمدينة مري الباكستانية في يوليو 2016، التي توقفت بعد تسريب خبر وفاة الملا عمر، وبعدها صعدت طالبان عملياتها ضد قوات الحكومية والأجنبية.
في ديسمبر الماضي 2018، التقى وفد طالبان برئاسة شير محمد عباس ستانكزاي بالمبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد، لمناقشة جهود إنهاء النزاع بين الطرفين، في أبو ظبي واستمرت المحادثات لمدة يومين، وجرى تحديد شهر أبريل لموعد المفاوضات الجديدة لكنه ألغي.
زار وفد أفغاني برئاسة الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي موسكو لإجراء مفاوضات مع ممثلين عن حركة طالبان، تستمر لمدة.
وصرح مسؤول بارز في طالبان لوكالة "فرانس برس"، بأن الحركة سترسل وفدها إلى موسكو لاجتماع "غير سياسي"، فيما أكدت الحكومة الأفغانية أنها لم تتلق أي دعوة لحضور اجتماع موسكو.

شارك