"الخلايا النائمة" في المغرب.. فوبيا داعش ما زال يلاحق المملكة

الثلاثاء 18/يونيو/2019 - 02:05 م
طباعة الخلايا النائمة في أميرة الشريف
 
علي الرغم من الإجراءات الأمنية التي وضعتها المغرب للتصدي للإرهاب، وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي أصبح يتنامي ويتوغل في المنطقة العربية بأكملها، لازال الأخير يهدد أمن المغرب بعملياته الإرهابية، حيث أعلنت السلطات المغربية عن تفكيك خلية إرهابية، يشتبه في صلتها بتنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة تطوان شمالي المملكة.
وتشير أصابع الاتهام إلي أن تنظيم داعش الإرهابي هو المسؤول الأول عن العملية حيث كشفت التحقيقات أن المشتبه فيهم قاموا بمبايعة أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم الإرهابي.
ووفقا لتقارير إعلامية، قام المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، اليوم الثلاثاء، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 أفراد تتراوح أعمارهم ما بين 23 و33 سنة.
وذكر بلاغ المكتب المركزي أن عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضية أسفرت عن حجز أجهزة إلكترونية وأسلحة بيضاء، بالإضافة إلى بذلة عسكرية، مشيرًا إلى أن المشتبه بهم الذين بايعوا الأمير المزعوم لـ "داعش"، انخرطوا في الدعاية والترويج لهذا التنظيم وخطاباته المتطرفة، علاوة على علاقاتهم بمقاتلين في الساحة السورية - العراقية بغرض الاستفادة من خبراتهم.
كما تم كشف تورط المشتبه بهم في الأجندة التخريبية لهذا التنظيم، وذلك من خلال سعيهم للتخطيط لتنفيذ عمليات إجرامية نوعية بالمملكة.
وسيتم تقديم المشتبه بهم أمام العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري معهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
  وقد أعلنت السلطات المغربية في وقت سابق أنها تمكنت منذ عام 2002 من تفكيك 200 خلية إرهابية وأكثر، وإن الرقم تضاعف خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ كثفت الوحدات الأمنية من اعتقالها لأفراد تقول، إنهم يرتبطون بتنظيمات إرهابية، لا سيما بعد أحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتأكيد تقارير رسمية سفر المئات من المغاربة للقتال في سوريا والعراق.
ويرى مراقبون أن الخطوة التي تقدم بها "داعش" على الدول المغاربية، تنذر بمزيد من المخاطر، بحسب ما يتضح من مجرى تمدد بؤر اللهب المغرب العربي وإفريقيا.
وذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل 2016، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أكثر من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وعلي الرغم من مساعي البلاد لمواجهة الإرهاب، إلا أن بقايا التنظيم وعناصر التنظيم الإرهابي لا زالت تتوغل وتنتشر في البلاد، حيث أعلنت السلطات المغربية أكتوبر الماضي توقيف 12 مشتبها بهم ينتمون لـ"شبكة إرهابية وإجرامية" تنشط في مدينتني طنجة (شمال) والدار البيضاء غرب.
وتأتي عملية توسع التنظيم الإرهابي "داعش" في مختلف الدول، نظرًا لما لحق به من خسائر فادحة سواء في سوريا أو العراق وليبيا، حيث تكبد التنظيم خسائر مادية وجسدية كبيرة، لذلك يسعي لتعويض ذلك عن طريق تناميه في دول أخري يستطيع أن يحقق عن طريقها.
ومنذ أكتوبر 2017 كشف الأمن المغربي عن توقيف 2970 مشتبها فيه بالانتماء إلى خلايا إرهابية؛ بينهم 277 في حالة عود (حكم عليهم وقضوا فترة محكوميتهم وأطلق سراحهم، وتم اعتقالهم مرة أخرى في قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب). وأشار إلى أن من بين الخلايا التي فككها الأمن المغربي، 60 خلية مرتبطة بـ"داعش".
وتدخل المغرب ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.

شارك