الإرهاب الحوثي وانتهاكات الشرعية الدولية

الأربعاء 19/يونيو/2019 - 12:21 م
طباعة الإرهاب الحوثي وانتهاكات حسام الحداد
 
أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي أن قوات التحالف الجوية تمكنت صباح اليوم الأربعاء 19 يونيو 2019، من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار "كانت مسيّرة باتجاه المملكة. وأوضح أن الطائرة بدون طيار تم رصد إطلاقها من قبل الميليشيا الحوثية من محافظة الحديدة، وتم اعتراضها فوق الأجواء بمحافظة حجة قبل دخولها المجال الجوي للمملكة.
وأضاف "أن الميليشيا الحوثية الإرهابية مستمرة بمخالفة اتفاق (ستوكهولم) وخرق وقف إطلاق النار بالحديدة، وتواصل اتخاذ محافظة الحديدة مكانا لانطلاق الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية بإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار (المسيّرة) وكذلك إطلاق هجمات القوارب المفخخة والمسيّرة عن بعد، ما يمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي وتقويضاً للجهود السياسية لإنجاح اتفاق (ستوكهولم)، كما تواصل مخالفة القانون الدولي الإنساني باتخاذ المناطق المأهولة بالسكان واتخاذ المدنيين كدروع بشرية لنشاطاتها الإرهابية المتعلقة بتخزين وإطلاق الصواريخ الباليستية و الطائرات بدون طيار وتفخيخ وإطلاق القوارب المفخخة والمسيّرة عن بعد.
وكانت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تمكنت مساء السبت الماضي من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار "مسيّرة" أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه أبها.
وفي 15 يونيو، اعترضت القوات الجوية السعودية خمس طائرات بدون طيار مسيّرة، أطلقتها الميليشيا الحوثية باتجاه مطار أبها الدولي ومحافظة خميس مشيط.
إلى ذلك، أعلن التحالف الأسبوع الماضي أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرتين بدون طيار "مسيّرتين" أطلقتهما الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران باتجاه مدينة خميس مشيط. وأوضح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس)، في حينه أن الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية تحاول استهداف المنشآت المدنية والأعيان المدنية في المملكة في محاولات بائسة ومتكررة، دون تحقيق أي من أهدافهم وأعمالهم العدائية اللامسؤولة، حيث يتم كشف وإسقاط تلك الطائرات في كل مرة.
هذا على الجانب العسكري أما على الصعيد السياسي أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، الثلاثاء 18 يونيو 2019، أن مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران تهدر كل فرص السلام وترفض اتفاق ستوكهولم، داعياً أبناء الحديدة إلى توحيد صفوفهم لاستكمال تحريرها.
وشدد عبدالملك، خلال لقائه محافظ الحديدة، الحسن طاهر، على ضرورة قيام قيادات السلطة المحلية والمكاتب الخدمية بدورها وتفعيل نشاطها، وفقاً للإمكانيات المتاحة من أجل خدمة اليمنيين والنازحين.
وخلال لقاء في العاصمة المؤقتة عدن، مع عدد من الباحثين والمحللين السياسيين والأمنيين الأجانب في المجلس الأطلنطي، الذي يضم عدداً من مراكز الأبحاث، أكد عبدالملك أن "زيادة تمزيق اليمن والانتقاص من دور مؤسساتها لا يخدم إلا إيران وأدواتها والجماعات الإرهابية، وأنه ينبغي ألا يُنظر إلى الوضع في البلاد كأزمة إنسانية_ مع عدم التقليل من الوضع الإنساني_ كون الأزمة الإنسانية هي نتيجة وليست سبباً"، حسب وكالة سبأ اليمنية.
وشدد على أنه "يجب معالجة سبب الأزمة الإنسانية المتمثل في تدمير الدولة وتجريف اقتصادها، نتيجة انقلاب مليشيا الحوثي على السلطات الشرعية".
وقال في رسالته للمجتمع الدولي، خلال اللقاء، إن "الطريق الوحيد لمساعدة اليمن واليمنيين على تجاوز الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار، هو من خلال دعم الدولة وتمكينها من أداء دورها، وإن ذلك هو الموجه لعمل وتدخل المجتمع الدولي في البلد".
وأكد وجود الفرصة لإعادة بناء الدولة وإصلاح مؤسساتها، مشيراً إلى أن "الحكومة أكدت خلال الفترة الماضية بما لا يدع مجالاً للشك نجاحها في استقرار العملة، ومحاربة غسل الأموال، وإعادة العملية النقدية إلى داخل الدائرة البنكية، وإضافة 90 ألف فرد إلى قائمة كشوفات المرتبات، مما أسهم في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية".
وشدد على التزام الحكومة بمسار الأمم المتحدة للسلام وتقديمها الكثير من التنازلات.
وتابع عبدالملك: "حينما نتحدث عن السلام نقصد السلام المستدام الذي يمكّن الدولة من أداء دورها وفرض سيطرتها على كل أراضيها، وفتح المجال للمشاركة السياسية للجميع باستخدام الأدوات السياسية وليس باستخدام العنف والانقلابات الدموية".
وأردف رئيس الوزراء اليمني أن "مليشيا الحوثي ماضية في تعنتها وإهدار فرص السلام ورفض الالتزام بالاتفاقات بينها اتفاق ستوكهولم".
وشدد على أن ما تقوم به مليشيا الحوثي غير مقبول على المستويين الشعبي والرسمي.
وعلى مستوى المساعدات الإنسانية التي تقدمها المملكة العربية السعودية لليمن قال المشرف العام على برنامج المساعدات، سفير السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، إن افتتاح مكتب جديد للمساعدات يأتي ضمن خطة تنموية تهدف إلى مد تأثير مشاريعها ليشمل كل شبر من أرض اليمن دون تمييز.
ونشر آل جابر صورا لأفراد البرنامج، في صعدة، ونفذ منذ بدء نشاطه، قبل تسعة أشهر، أكثر من 68 مشروعا تنمويا، ويعمل في 7 قطاعات حيوية وهي الصحة، والتعليم، والزراعة والثروة السمكية، والمياه، والكهرباء، والنقل، والمباني السكنية، والحكومية.
قال مدير مكتب البرنامج في صعدة، سعيد الزهراني، إن المكتب بدأ فعليا في تنفيذ زيارات ميدانية شملت مديرية وادي الفرع ومديرية كتاف بهدف رصد احتياجات المديريات والبدء فورا بتدخلات عاجلة لمساعدة اليمنيين.
وقال إن جولته، خلال اليومين الماضيين، شملت الطرق والعبارات والجسور، إضافة إلى المزارع وآبار المياه والمدارس والمراكز الصحية والمحطة الكهربائية.
وتمكن الجيش اليمني من السيطرة على أجزاء كبيرة من صعدة، التي كان يسيطر عليها "الحوثيون".
وتتواصل على الأراضي اليمنية منذ أكثر من 4 سنوات معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة وبين الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية مدعوما بتحالف عسكري يضم دولا عربية وإسلامية تقوده السعودية من جهة أخرى.
ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير من العام 2015.
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75% من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم المقبلة.

شارك