أفغانستان والسلام الحائر بين المتصارعين

الخميس 20/يونيو/2019 - 02:06 م
طباعة أفغانستان والسلام حسام الحداد
 
تشهد أفغانستان منذ سنوات مواجهات وأعمال عنف بشكل شبه يومي بين عناصر الأمن والجيش من جهة، وعناصر طالبان من جهة أخرى، تسفر عن سقوط قتلى من الطرفين، فضلًا عن عمليات جوية تنفذها الطائرات الحكومية وطائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأخيرًا، سعت واشنطن لفتح نوافذ حوار مع حركة طالبان بهدف إنهاء دوامة العنف.
وتصر طالبان في المقابل على خروج القوات الأمريكية من أفغانستان كشرط أساس للتوصل إلى سلام مع الحكومة الأفغانية.
ولمحاولة استكمال حالة التفاوض ومحاولة الوصول لحالة من حالات السلام الشامل في المنطقة دعت الأمم المتحدة، الأربعاء 19 يونيو 2019، حركة طالبان إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، كما دعت الدول ذات النفوذ على طالبان إلى تكثيف جهودها لتحقيق هذا الهدف.
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي عُقدت لمناقشة التقرير الدوري لأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول أفغانستان واستغرقت أكثر من 3 ساعات.
واعتبر تاداميتشي ياماموتو ،الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان ”يوناما“،  الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقرر إجراؤها في الـ 28 من سبتمبر المقبل بمثابة ”لحظة مهمة لإعادة تأكيد شرعية البناء السياسي الديمقراطي لأفغانستان“.
وأكد في إفادته لأعضاء المجلس أنه ”لا بديل سوى أن يتولى الأفغان أنفسهم زمام وملكية إطلاق حوار شامل لاحلال السلام في بلدهم“.
وأردف قائلًا إن ”المواطنين الأفغان أظهروا التزامًا دائمًا باختيار قادتهم السياسيين من خلال الانتخابات في مواجهة التهديدات والظروف الأمنية المعاكسة، ولذلك فإن الهيئات الإدارية ومؤسسات الدولة والمرشحين والشركاء الدوليين مدينون لهم بإجراء انتخابات موثوقة وفي الوقت المناسب، وقبول نتائج هذه العملية“.
وأشار إلى أنه ”بعد الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل في العام الماضي وعمليات الفصل اللاحقة لجميع مفوضي الانتخابات، فإن المهمة الأكثر صعوبة في انتخابات سبتمبر المقبل ينبغي أن تكون استعادة ثقة المواطنين“.
وحذر من أن أفغانستان ”ليس بوسعها أن تتحمل أزمة مثيرة للجدل وطويلة الأمد بعد الانتخابات تؤدي إلى وجود رئيس يتمتع بشرعية هشة؛ ما سيلحِق أشد الضرر بعملية السلام“.
وفي نفس السياق أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الخميس 20 يونيو 2019، أن بكين استضافت مؤخراً وفداً من طالبان في إطار الجهود المبذولة لتعزيز السلام والمصالحة في أفغانستان.
ويجري ممثلو طالبان، الذين يقاتلون منذ سنوات لطرد القوات الأجنبية والإطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول، محادثات مع دبلوماسيين أميركيين منذ شهور.
وتتركز هذه المحادثات على مطالبة حركة طالبان بسحب القوات الأميركية والقوات الأجنبية الأخرى مقابل ضمانات بعدم استخدام أفغانستان كقاعدة لشن هجمات المتشددين.
كما التقى مفاوضو طالبان مع سياسيين أفغان كبار وممثلين للمجتمع المدني خلال محادثات استضافت موسكو جانبا منها مؤخرا، وذلك في إطار ما يسمى بالحوار بين الأفغان لمناقشة مستقبل بلادهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، في مؤتمر صحافي يومي، إن عبد الغني برادار، ممثل حركة طالبان في قطر، وبعض زملائه زاروا الصين مؤخراً، لكنه لم يذكر متى على وجه التحديد.
وأعلن لو في المؤتمر الصحافي أن المسؤولين الصينيين التقوا بهم لمناقشة عملية السلام الأفغانية وقضايا مكافحة الإرهاب، ولم يحدد المسؤولين الذين قابلوا الوفد.
وأضاف لو: "الصين تولي اهتماما كبيرا للوضع الآخذ في التطور في أفغانستان في السنوات الأخيرة. لعبنا دائما دورا إيجابيا في عملية السلام والمصالحة الأفغانية".
وأوضح أن الصين تدعم حل الأفغان لمشاكلهم بأنفسهم عبر المحادثات، وكانت هذه الزيارة جزءاً مهماً من جهود الصين لتشجيع محادثات السلام.
وتابع المتحدث: "يعتقد الطرفان أن هذا الحوار المتبادل كان مفيداً، واتفقا على استمرار الاتصال والتعاون بشأن مواصلة السعي للتوصل إلى حل سياسي لأفغانستان ومحاربة الإرهاب".
ويشترك إقليم شينجيانغ الصيني الواقع في أقصى غرب الصين في حدود قصيرة مع أفغانستان.
وتشعر الصين بالقلق منذ فترة طويلة بشأن الروابط بين جماعات متشددة ومن تقول إنهم من المتطرفين الناشطين في شينجيانغ، وهو موطن السكان الويغور، الذين يشكل المسلمون غالبيتهم ويتحدثون لغة تركية.
وتعمل الصين، وهي حليف وثيق لباكستان، على تعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع كابول، كما تستخدم نفوذها في محاولة للتقريب بين الجارتين اللتين تتسم علاقاتهما بالتوتر.
فيما ذكرت قناة "روسيا اليوم" أن وفدًا من حركة طالبان الأفغانية وصل إلى إيران لإجراء مباحثات حول اتفاق سلام بين الحركة والولايات المتحدة، تمهيدًا لخوض جولة تفاوض جديدة بين الطرفين.
وأضافت القناة أن من بين أهداف زيارة وفد طالبان إلى إيران طمأنة الأخيرة بأن أفغانستان لن تشكل مصدرًا للتهديد عليها أو على دول أخرى بعد عقد اتفاق السلام المرتقب مع الولايات المتحدة.
ونقلت القناة عن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن الجولة السابعة من المفاوضات بين الحركة وواشنطن ستنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، وسيترأس الوفد الأمريكي المبعوث الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد.
وكانت الجولة السادسة من المفاوضات بين طالبان والولايات المتحدة قد اختتمت أوائل مايو الماضي دون التوصل إلى اتفاقات محددة.
واتفقت الحركة مع واشنطن على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد دول أخرى، لكن الوفدين فشلا في التوصل إلى معايير محددة للاتفاق وتحديد جدول زمني لتنفيذه.

شارك