مع انتصارات الجيش الليبي.. الانشقاقات تضرب الميليشيات المسلحة في طرابلس

الخميس 20/يونيو/2019 - 02:19 م
طباعة مع انتصارات الجيش أميرة الشريف
 
يبدو أن الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس بدأت تنهار أمام ضربات الجيش الوطني الليبي والتي يقوم بحملة تطهير في العاصمة منذ أبريل الماضي، وأعلنت الكتيبة 185 مشاة، بقيادة العقيد محمد مفتاح الغدوي، انشقاقها عن مليشيات طرابلس، وانضمامها إلى صفوف الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر.
ونشرت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش، مقطع فيديو يوثق انشقاق الكتيبة 185 مشاة، التابعة للواء الثاني مشاة، بقيادة فيتوري غريبيل، عن المليشيات، مؤكدة انضمامها إلى الجيش الوطني بكامل العدة والعتاد، من ضباط وضباط صف وجنود وأسلحة وآليات وذخائر.
ووفق تقارير إعلامية فإن انضمام الكتيبة للجيش الوطني، ليس سوى حلقة في مسلسل قادم، حيث دخلت كتائب ومليشيات عدة في مفاوضات مع الجيش للانشقاق عن المليشيات.
وأعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، أنه حصل على معلومات من داخل طرابلس تفيد بانسحاب مجموعة حراسة رئيس مجلس الميليشيات بطرابلس. 
في ذات السياق، أوردت قناة "مباشر قطر"، التابعة للمعارضة القطرية في تقرير لها إن هناك هزائم متتالية تلاحق ميليشيات طرابلس المدعومة من تنظيم الحمدين خلال الفترة الراهنة، لا سيما في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وهو ما دفع فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، عن البحث عن مخرج لهذه الميليشيات، من أجل إعادة ترتيب صفوفها.
وتابع التقرير، :"السراج، كشف عن هذه المبادرة الأحد الماضي، خلال كلمة له، قال فيها: "أقدم اليوم مبادرة تتلخص في عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية يمثل القوى الوطنية ومكونات الشعب الليبي"، مضيفا: "يتم الاتفاق خلال الملتقى على خارطة طريق للمرحلة القادمة وإقرار القاعدة الدستورية المناسبة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية 2019".
وأكد التقرير أن مبادرة "السراج"، هى محاولة منه لإنقاذ الميليشيات المتمركزة فى طرابلس خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت هزائم متتالية لهذه الميليشيات وفرار العشرات منهم أمام تقدم الجيش الوطنى الليبى.
وعلي الصعيد الميداني، أكد الجيش الليبي أنه كبد ميليشيات طرابلس خسائر فادحة في الأرواح والعتاد بعد معارك استمرت 6 ساعات خلال الهجوم الفاشل على مطار طرابلس الدولي بنينا2.
وأشارت وكالة الأنباء الليبية أن الهلال الأحمر قام بنقل 40 جثة تابعة للمليشيات إضافة إلى و قوع 15آخرين في الأسر  لدى الجيش الليبي.
من جانبه، قال رئيس قسم السيولة النقدية بمصرف ليبيا المركزي فرع البيضاء في الشرق الليبي رمزي الآغا، إن "المبالغ التي أنفقها المجلس الرئاسي على الحرب الدائرة في ضواحي طرابلس بلغت 10 مليارات دينار "حوالي 7 مليارات دولار" منذ أبريل  الماضي.
وأضاف الآغا في تصريحات لقناة "218"، الليبية أن إنفاق المجلس الرئاسي تجاوز إنفاقها على أزمة النازحين، وشمل شراء الذخائر، والأسلحة وعلاج الجرحى، وزيارة أهالي الجرحى لأبنائهم خارج ليبيا، إضافة إلى إنفاق الأموال على المقاتلين.
وكان وزير الاقتصاد والصناعة في حكومة الوفاق، قال في مُقابلة مع رويترز في أبريل الماضي، إن "حكومة الوفاق خصصت ملياري دينار لتغطية نفقات الحرب في طرابلس".
من جانبه، اعتبر قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، أن حل الأزمة الليبية لن يكون فقط عن طريق العملية العسكرية "طوفان الكرامة" التي يقودها الجيش ضد ميليشيات طرابلس.
وقال حفتر في مقابلة مع صحيفتي "العنوان" و"المرصد" الليبيتين، أجراها من مرتفعات الرجمة جنوبي مدينة بنغازي ونشرت الخميس، إن "السلطات الليبية تريد من الأوروبيين تفهم رغبة الشعب الليبي فى تغيير واقعه والخروج من الأزمة، التي تبدأ من محاربة الإرهاب وتفكيك الميليشيات وإنهاء مرحلة اغتصاب السلطة دون تفويض من الناس".
لكن لدى سؤاله عن إمكانية نجاح تغيير الواقع عبر عملية "طوفان الكرامة" في طرابلس فقط، أجاب حفتر قائلا: "لا. فالحل لا بد أن يكون عبر المسار السياسي وبمشاركة كل الليبيين. العملية العسكرية تستهدف تصحيح أوضاع أمنية مستعصية عجزت كل السبل السياسية عن معالجتها، من تواجد القيادات الإرهابية ونشاطها فى تجنيد خلايا داخل طرابلس إلى تواجد وانتشار المليشيات وسيطرتها على أموال الشعب الليبي فى مصرف ليبيا المركزي هناك، وممارستها للحرابة والخطف والابتزاز، إلى تنامي نشاط الجماعات الإجرامية وعصابات الجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر وتهريب النفط والمحروقات، وحتى جماعات الإسلام السياسي التى عطلت الحياة السياسية وأفسدت مناخها، بل ووصلت بها الأمور إلى تنفيذ أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي تماما".
وأضاف قائد الجيش: "هذا الجزء باختصار هو المستهدف من العملية العسكرية، وما عدا ذلك سيجد له الشعب الليبي الحلول عبر الحوار والنقاش بوسائل سلمية وسياسية وديمقراطية".
وتحدث حفتر عن مجريات عملية "طوفان الكرامة" التي بدأها الجيش قبل نحو 3 أشهر، قائلا: "الوضع ممتاز، وأدعو الشعب الليبي لعدم الالتفات إلى ما يشاع من أننا قد نتراجع أو حتى نفكر بالتوقف فى هذه المرحلة، فلن تتوقف العملية العسكرية قبل أن تنجز كافة أهدافها".
يأتي هذا، فيما تشهد طرابلس معارك طاحنة ، حيث شهد محور طريق المطا اشتباكات عنيفة، استطاعت من خلالها قوات الجيش الوطني، التقدم نحو شارع ولي العهد والكريمية.
وقال الجيش الليبي إن قواته تصدت إلى هجوم كبير على ثلاثة محاور في منطقة طريق المطار، وإنه قام باستدراج الميليشيات قبل الالتفاف عليها وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وعلمت «البيان» أن الجيش قام خلال الهجوم بأسر 14 عنصراً من الميليشيات، وأنه تم تسجيل عدد من القتلى في صفوفها، بينهم القيادي عادل العجمي.
وأكد آمر غرفة عمليات أجدابيا وآمر محور عين زارة في طرابلس التابع للجيش، اللواء فوزي المنصوري، أن القوات المسلحة الليبية تمكنت من صد هجوم يائس شنته المجموعات المسلحة بالقرب من كوبري الفروسية في طريق المطار.
وكان الجيش الوطني الليبي قد أطلق في 4 أبريل الماضي، عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وأحرزت القوات المسلحة تقدما ملحوظا، تم تتويجه بالسيطرة على 8 محاور للمدينة.
وطور الجيش الليبي من عملية طوفان الكرامة، ليطلق المرحلة الثانية، 6 مايو الماضي، وتهدف لحسم معركة تحرير طرابلس سريعا، بمشاركة كتائب عدة من مدن المنطقة الغربية.
ويسعي السراج إلي فرض هيمنته بمساعدة الميليشيات المسلحة في طرابلس والتي تواليه في مواجهة الجيش الليبي.
وتعد العاصمة طرابلس هي آخر معقل لتنظيم الإخوان في ليبيا، مما يعني نهاية هيمنتهم على القرار السياسي والمالي في ليبيا، سينتهي فور تحريرها.

شارك