اليمن بين التصعيد السياسي والعسكري ضد الحوثي ووقف المساعدات الدولية

الجمعة 21/يونيو/2019 - 12:19 م
طباعة اليمن بين التصعيد حسام الحداد
 
أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، استهداف مناطق عسكرية تابعة للميليشيات الحوثية شمال محافظة الحديدة اليمنية.
وطالب التحالف، في بيان أوردته قناة «العربية الإخبارية» أمس 20يونيو 2019، المدنيين بعدم الاقتراب من المواقع المستهدفة شمال الحديدة، مؤكدًا أن قوات التحالف العربي مستمرة في تحييد القدرات العدائية والإرهابية للميليشيات الحوثية، وأن الاستهدافات تتم وفق القانون الدولي.
وأوضح البيان أن الأهداف شمال الحديدة تشمل قوارب مفخخة مجهزة للأعمال الإرهابية وتهديد الملاحة الدولية، مشيرًا إلى أن المليشيات تتخذ من المواقع المدنية شمال الحديدة والتي وردت في اتفاقية إعادة الانتشار منطلقا لعملياتها.
وقال مصدر عسكري يمني لوكالة "سبوتنيك" إن معارك عنيفة تدور بأسلحة ثقيلة ومتوسطة باتجاه منطقة 7 يوليو وسوق الحلقة وشارع الخمسين في مدينة الحديدة.
وأشار إلى شن طيران التحالف غارات على مناطق شمال الحديدة، بينها ثلاث غارات استهدفت مواقع في مديرية الضحي.
وكانت قوات التحالف العربي أعلنت فجر اليوم الجمعة 21 يونيو 2019، تنفيذ عمليات استهداف نوعية ضد أهداف لـ"الحوثيين" شمال الحديدة تشمل قوارب مفخخة تابعة للجماعة "مجهزة لأعمال إرهابية وتهديد الملاحة".
وتتواصل على الأراضي اليمنية منذ أكثر من 4 سنوات معارك عنيفة بين جماعة "الحوثي" وقوى متحالفة معها من جهة وبين الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية مدعوما بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة أخرى.
ويسعى التحالف وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "الحوثي" في كانون الثاني/يناير من العام 2015.
الأزمة الإنسانية
وبفعل العمليات العسكرية المتواصلة، يعاني اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ قتل وجرح الآلاف بحسب الأمم المتحدة، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم المقبلة.
ورغم ما يعانيه الشعب اليمني أعلن برنامج الأغذية العالمي الخميس 20 يونيو 2019، تعليق إرسال مساعدات غذائية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين في اليمن بسبب خطر الاستيلاء عليها من قبل "أفراد يسعون للتربّح على حساب المحتاجين".
وقال البرنامج التابع للأمم المتّحدة في بيان إنّ القرار اتّخذ "بوصفه الحلّ الأخير بعد توقّف مفاوضات مطوّلة بشأن الاتفاق على إدخال ضوابط لمنع تحويل مسار الأغذية بعيداً عن الفئات الأشد احتياجاً".
وأضاف البيان أنّ البرنامج "لطالما كان يسعى للحصول على دعم من سلطات صنعاء من أجل إدخال نظام التسجيل البيومتري للمستفيدين +نظام البصمة البيولوجية+ الذي كان سيحول دون التلاعب بالأغذية ويحمي الأسر اليمنية التي يخدمها البرنامج ويضمن وصول الغذاء لمن هم في حاجة ماسّة إليه" ولكن "لسوء الحظ، لم نتوصّل بعد إلى اتفاق".
ولفت البرنامج إلى أنّ عدم التوصّل إلى اتفاق "يجعل نزاهة عملياتنا مهدّدة كما أنّ مسؤوليتنا تجاه من نساعدهم أصبحت مقيّدة".
وتابع البيان "لقد ناشد برنامج الأغذية العالمي مراراً وتكراراً سلطات صنعاء أن تمنحنا المساحة والحرية للعمل وفقاً لمبادئ الإنسانية والحيادية والنزاهة والاستقلال التشغيلي التي نعمل على أساسها في 83 بلداً حول العالم".
وإذ قال البرنامج في بيانه "سوف نواصل السعي للحصول على تعاون سلطات صنعاء وسنبقى متفائلين بإمكانية التوصل إلى سبيل للمضي قدماً"، أضاف "نحن على أتّم استعداد لاستئناف عمليات توزيع الأغذية على الفور بمجرّد توصّلنا لاتفاق بشأن وضع نظام مستقلّ لتحديد هوية المستفيدين وإطلاق نظام التسجيل البيومتري".
وأوضح البيان أنّ قرار تعليق عمليات تقديم المساعدات الإنسانية يشمل في الوقت الراهن "مدينة صنعاء فقط" الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين.
وقال البيان "في هذه المرحلة وبدعم من جميع هيئات الأمم المتحدة قررنا تعليق أعمالنا في مدينة صنعاء فقط، ممّا سيؤثّر على حوالى 850 ألف شخص"، مشدّداً على أنّ البرنامج "سيواصل طوال فترة التعليق تقديم مساعداته الغذائية للأطفال والحوامل والمرضعات الذين يعانون من سوء التغذية".
وكان مجلس الأمن الدولي دان الإثنين استيلاء المتمرّدين الحوثيين على المساعدات الإنسانية التي يرسلها برنامج الأغذية العالمي إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، وهي تهمة كان المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي وجّهها إليهم من على منبر المجلس.
وقال البيان إنّ "أعضاء مجلس الأمن أدانوا اختلاس الحوثيين للمساعدات الإنسانية والإعانات، كما عبّر عن ذلك المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، وأكّدوا مجدّداً دعوتهم إلى التدفّق السريع والآمن والخالي من العوائق للمؤن التجارية والمساعدات والطواقم الإنسانية" إلى اليمن وسائر مناطقه.
وكان مدير برنامج الأغذية العالمي هدّد خلال الجلسة بتعليق إرسال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بحلول نهاية الأسبوع إذا لم يتوقّفوا عن "التلاعب" بهذه المساعدات.
وقال بيزلي إنّ "مساعداتنا الغذائية يتم التلاعب بها ونمنع من ضبط الأمر"، مضيفاً "كلّ ما نطلبه هو السماح لنا بالقيام بما نفعله في ارجاء العالم. الأطفال يموتون الآن بسبب ذلك".
وأشار بيزلي إلى أنّ التلاعب بتسليم المساعدات يحصل أيضاً في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً لكنّه أكّد أنّ هناك تعاوناً كافياً لتجاوز مثل هذه المعوّقات.
وكان بيزلي هدّد الحوثيين في مطلع أيار/مايو بأنّ المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم سيتمّ تعليقها إذا لم يوقفوا تحويل مسار هذه المساعدات.
الصعيد السياسي
وعلى الصعيد السياسي طالب وزير الإعلام معمر الإرياني، الكونجرس الأمريكي تصنيف ميليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران كمنظمة إرهابية.
وقال الإرياني - وفقًا لوكالة الأنباء اليمنية، خلال لقائه، الخميس 20 يونيو 2019، عضو الكونجرس الأمريكي مايك كونواي عن الحزب الجمهوري - "إن ممارسات الميليشيا الإنقلابية الحوثية لا تختلف في ممارساتها عن تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين"..مستعرضاً ممارسات الميليشيا الإرهابية من تفجير المنازل وتدمير للمنشآت العامة والخاصة وتهديد المصالح الإقليمية والدولية وتجنيد للأطفال وانتهاك لحقوق المرأة وخطف وقتل المعارضين لها فكرياً وحرمان الأقليات وأتباع المذاهب والأديان الأخرى من ممارسة شعائرهم ورفع شعار الموت ضد كل من يختلف معها.
وأشار الإرياني إلى ما تعرض له أبناء الأقليات في اليمن من تنكيل وتهجير ومصادرة الممتلكات وسجن ومحاكمات وصلت إلى الحكم بالإعدام في مخالفة واضحة لأحكام الشريعة الإسلامية والقوانين اليمنية والمعاهدات الدولية التي كفلت للجميع حقوقهم مهما كانت درجة الإختلاف الفكري.
واستعرض وزير الإعلام اليمني ممارسات إيران الداعمة للميليشيا الانقلابية والمزعزعة لأمن واستقرار اليمن والأقليم ، واستمرارها في تهريب الأسلحة للميليشيات في مخالفة واضحة لكافة القرارات الدولية الصادرة بهذا الخصوص ، واستخدام الميليشيات الانقلابية في عمليات التصعيد ضد مصالح دول الجوار وتهديد ممرات الملاحة العالمية لتخفيف الضغوط الحاصلة عليها من قبل المجتمع الدولي.
وشدد الوزير اليمني على ضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على إيران لوقف تدخلاتها في الشأن اليمني..معتبراً أن ذلك سيشكل خطوة مهمة لتحقيق وبناء السلام في اليمن ..داعياً الولايات المتحدة الأمريكية الى التنسيق مع بقية الشركاء الدوليين من أجل اتخاذ خطوات عملية وفاعلة لوقف التدخلات الإيرانية المهددة لمصالح الإقليم والعالم.
وجدد وزير الاعلام اليمني التأكيد على عزم واصرار الشرعية الدستورية لبلادنا بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على الوصول الى السلام الشامل والعادل الذي ينشده أبناء شعبنا الذي أنهكته ممارسات الميليشيا الإرهابية..مثمناً دور تحالف دعم الشرعية بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية في دعم استعادة الدولة ومحاربة كافة أنواع الإرهاب والتطرف وفي مقدمتها إرهاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.
من جانبه، عبر مايك كونواي عن قناعته بأن إيران تمارس أدوراً سلبية للغاية في المنطقة وتقوم بدعم ميليشيات إرهابية كحزب الله و الحوثيين بهدف زعزعة إستقرار المنطقة وتهديد المصالح الدولية فيها..لافتاً إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم للشرعية الدستورية في اليمن بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ودعمها لجهود تحالف دعم الشرعية في اليمن بما يضمن استعادة الدولة وانهاء الانقلاب ومعاناة الشعب اليمني الانسانية.
الموقف الأمريكي
وحول الموقف الأمريكي من الوضع في اليمن والتدخلات الايرانية أكد سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن كريستوفر هنزل، التزام المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية دعم الشرعية اليمنية لتنفيذ مخرجات الحوار وتحقيق السلام وفق ما قررته مرجعيات الحل السياسي في اليمن والقرارات الأممية.
جاء هذا خلال لقاء جمع السفير الأميركي في عدن مع وزير الدولة اليمني لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ياسر الرعيني.
واستعرض الوزير اليمني خلال اللقاء برامج تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي تنفذها الحكومة في بلاده على المستويات كافة، مشدداً على ضرورة دعم جهود تنفيذ مخرجات الحوار وتعزيز المصالحة والسلام في المجتمعات المحلية، وتهيئة مؤسسات الدولة وفقاً للشكل الاتحادي للدولة، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وقال المسؤول اليمني، إن ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران عملت على إعاقة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والقضاء على آمال اليمنيين في بناء الدولة المدنية، بينما تعمل القيادة والحكومة الشرعية وبجيشها الوطني على إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وبناء اليمن الاتحادي الجديد.
بدوره، قال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، إنه بحث مع السفير الأميركي، الذي زار عدن أمس (الخميس)، جهود التصدي للدور التخريبي الإيراني في اليمن بشكل خاص والمنطقة عموماً، عبر استغلال إيران أدواتها في البلاد، ممثلة في جماعة الحوثي الارهابية، من خلال الانقلاب على الشرعية وتحويل اليمن إلى منطلق لتهديد دول الجوار والملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأشاد المسؤول اليمني، في مؤتمر صحافي بعدن، بموقف حكومة الولايات المتحدة الداعم للحكومة اليمنية الشرعية، وإنهاء انقلاب جماعة الحوثي الارهابية المدعومة من إيران.
وجدد رئيس الوزراء، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، التأكيد على تمسك الحكومة اليمنية الشرعية بتصحيح مسار الوصول للسلام في اليمن، مؤكداً أهمية زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة، ومدى العلاقات الوطيدة والمتينة التي تربط البلدين، وذلك في إطار مشاركة الإمارات في تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة، لإنهاء انقلاب الحوثي على الشرعية.
وشدد عبدالملك، على ضرورة تعزيز عمل الأجهزة الأمنية والعسكرية كافة في مختلف المحافظات الواقعة تحت إدارة الحكومة الشرعية، ضمن غرفة عمليات مشتركة تحت إشرافها وبدعم وإسناد من قوات التحالف العربي.

شارك