حرب طرابلس.. هل ينجح الاجتماع "الإيطالي-الفرنسي" في لم الشمل الليبي؟

الجمعة 21/يونيو/2019 - 01:42 م
طباعة حرب طرابلس.. هل ينجح
 
تتواصل المساعي للتوسط بين أطراف النزاع الليبي وسط انقسامات وفشل الجهود الدولية لاستصدار قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا،  وبات الشأن الليبي محط أنظار العالم في ظل الحالة المأساوية التي تشهدها البلاد، والحرب التي تعيشها العاصمة طرابلس بين طرفي إحداهما الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر والذي يحارب لتطهير العاصمة من قبضة الميليشيات المسلحة والأخري حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج المعادية للجيش الليبي والتي تواجهه بتلك الميليشيات.
ويسعي السراج إلي فرض هيمنته بمساعدة الميليشيات المسلحة في طرابلس والتي تواليه في مواجهة الجيش الليبي.
وأفادت مصادر دبلوماسية، بانعقاد الاجتماع الثاني لمجموعة العمل "الإيطالية – الفرنسية" حول ليبيا، في مقر وزارة الخارجية في روما، وفق وكالة آكي الإيطالية.
وأشارت الوكالة إلى أن الاجتماع يعتبر جزءًا من التعاون الوثيق، بين روما وباريس؛ للبحث عن حلول مستدامة للأزمة الليبية.
وقد قالت الخارجية في روما، عبر تغريدة: أكد الوزير إينزو موافيرو، أن إيطاليا تدعم بقناعة التحرك التصالحي في ليبيا للمبعوث الأممي غسان سلامة لصالح مبادرة المؤتمر الوطني التي أعلنها الرئيس السراج، من أجل استئناف المفاوضات لتحقيق الاستقرار في البلاد.
يذكر أن العلاقات الفرنسية الإيطالية شهدت توترًا غير مسبوق الفترة الماضية على خلفية تضارب مواقف الدولتين حول الأزمة الليبية وتنافس شركتي إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية على مشروعات النفط والغاز في ليبيا.
وأكدت المصادر في تصريحات صحفية أن هذا الاجتماع يعد جزءاً من التعاون الواثق بين البلدين للوصول إلى حلول مستدامة للأزمة في ليبيا.
ويبدو أن الجولات المكثفة التي قام بها رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، إلي الدول الأوروبية لكسب الدعم السياسي والعسكري ضد قائد الجيش الليبي خليفة حفتر لم تؤتي بثمارها وباءت جميعها بالفشل.
ويطلب السراج من الدول دعمه في مواجهة الجيش الليبي، رافضا العملية العسكرية الذي يقوم بها المشير خليفة حفتر لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من الميلشيات المسلحة والموالية لجماعة الإخوان المسملين.
وكشفت تقارير عدة أن السراج علي علاقة بالميليشيات المسلحة التابعة للإخوان المسلمين في طرابلس، وهو الأمر الذي ظهر جليا من خلال اللقاءات السرية مع عدد من القيادات الإخوانية في العاصمة طرابلس لكسب دعمهم.
في المقابل، بات الجيش الوطني الليبي في المقدمة وبالأخص بعد نجاح كافة اللقاءات التي قام بها المشير خليفة حفتر لكسب الدعم السياسي في بعض الدول العربية والأوروبية أيضا، حيث أصبح المجتمع الدولي فاقد الأمل في نجاح حكومة الوفاق المدعومة من الجماعات الإرهابية في ليبيا.
و يتنامى الدعم الدولي للجيش الوطني الليبي كطرف وحيد يمتلك كل مقومات الدولة في تحقيق الأمن والاستقرار للبلاد.
وكان قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر قد أعلن مؤخرا أن العملية العسكرية الجارية في العاصمة طرابلس لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها.
واعتبر حفتر، أن حل الأزمة الليبية لن يكون فقط عن طريق العملية العسكرية "طوفان الكرامة" التي يقودها الجيش ضد ميليشيات طرابلس.
وقال حفتر في مقابلة مع صحيفتي "العنوان" و"المرصد" الليبيتين، أجراها من مرتفعات الرجمة جنوبي مدينة بنغازي ونشرت الخميس، إن "السلطات الليبية تريد من الأوروبيين تفهم رغبة الشعب الليبي فى تغيير واقعه والخروج من الأزمة، التي تبدأ من محاربة الإرهاب وتفكيك الميليشيات وإنهاء مرحلة اغتصاب السلطة دون تفويض من الناس".
لكن لدى سؤاله عن إمكانية نجاح تغيير الواقع عبر عملية "طوفان الكرامة" في طرابلس فقط، أجاب حفتر قائلا: "لا. فالحل لا بد أن يكون عبر المسار السياسي وبمشاركة كل الليبيين. العملية العسكرية تستهدف تصحيح أوضاع أمنية مستعصية عجزت كل السبل السياسية عن معالجتها، من تواجد القيادات الإرهابية ونشاطها فى تجنيد خلايا داخل طرابلس إلى تواجد وانتشار المليشيات وسيطرتها على أموال الشعب الليبي فى مصرف ليبيا المركزي هناك، وممارستها للحرابة والخطف والابتزاز، إلى تنامي نشاط الجماعات الإجرامية وعصابات الجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر وتهريب النفط والمحروقات، وحتى جماعات الإسلام السياسي التى عطلت الحياة السياسية وأفسدت مناخها، بل ووصلت بها الأمور إلى تنفيذ أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي تماما".
وأضاف قائد الجيش: "هذا الجزء باختصار هو المستهدف من العملية العسكرية، وما عدا ذلك سيجد له الشعب الليبي الحلول عبر الحوار والنقاش بوسائل سلمية وسياسية وديمقراطية".
وتحدث حفتر عن مجريات عملية "طوفان الكرامة" التي بدأها الجيش قبل نحو 3 أشهر، قائلا: "الوضع ممتاز، وأدعو الشعب الليبي لعدم الالتفات إلى ما يشاع من أننا قد نتراجع أو حتى نفكر بالتوقف فى هذه المرحلة، فلن تتوقف العملية العسكرية قبل أن تنجز كافة أهدافها".
وكان الجيش الوطني الليبي قد أطلق في 4 أبريل الماضي، عملية طوفان الكرامة لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وأحرزت القوات المسلحة تقدما ملحوظا، تم تتويجه بالسيطرة على 8 محاور للمدينة.
وطور الجيش الليبي من عملية طوفان الكرامة، ليطلق المرحلة الثانية، 6 مايو الماضي، وتهدف لحسم معركة تحرير طرابلس سريعا، بمشاركة كتائب عدة من مدن المنطقة الغربية.
وتعد العاصمة طرابلس هي آخر معقل لتنظيم الإخوان في ليبيا، مما يعني نهاية هيمنتهم على القرار السياسي والمالي في ليبيا، سينتهي فور تحريرها.

شارك