بين مراوغات طالبان ومحاولات أفغانستان.. هل تنجح باكستان في إحياء محادثات السلام؟

السبت 22/يونيو/2019 - 03:21 م
طباعة بين مراوغات طالبان أميرة الشريف
 
مع المحاولات التي تقوم بها أفغانستان لوقف الحرب المستمرة من قبل حركة طالبان وإحياء السلام وعودة الاستقرار في البلاد، يعقد العشرات من القادة السياسيين الأفغان مؤتمراً للسلام بالقرب من العاصمة الباكستانية إسلام آباد المجاورة لتمهيد الطريق لمزيد من الحوار الأفغاني.
وتراوغ حركة طالبان باستمرار في التفاوض مع الحكومة الأفغانية من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي طال أمدها.
وتشهد أفغانستان منذ سنوات صراعا بين حركة طالبان والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة ، أدت إلي سقوط ألاف الضحايا من المدنيين.
ويعقب المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، اجتماعات جلسات عمل على مدار اليومين التاليين، قبل زيارة الرئيس أشرف غني لباكستان الأسبوع المقبل.
والتقى غني وخصومه السياسيون وقطاع واسع من المجتمع المدني في الأيام الأخيرة مع المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، الذي يواصل الضغط من أجل إجراء محادثات بين الحكومة الأفغانية والمعارضة وطالبان.
ويغيب عن المؤتمر ممثلون لطالبان، فيما يحضر قلب الدين حكمتيار، أمير الحرب السابق الذي أبرم اتفاق سلام مع حكومة غني وشطب اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية.
ووصف اتفاق السلام هذا بأنه مخطط للاتفاق مع طالبان، رغم أن المتمردين رفضوا حكمتيار باعتباره قوة نفدت ليس لها أي سلطة ولا قوة عسكرية.
ووفق تقارير إعلامية، تعقد واشنطن محادثات مع طالبان لإيجاد مخرج لانخراطها في أفغانستان منذ 17 عاما، ولم يتضح موعد لقاء خليل زاد مجددا مع المسلحين، الذين يسيطرون على نحو نصف البلاد أو لهم نفوذ واسع فيه.
وكانت، رفضت طالبان التفاوض مع ممثلي الحكومة، إلا أنها قالت إنها على استعداد للتفاوض مع أي جهة أفغانية، حتى لو كانوا مسؤولين حكوميين، لكن بصفتهم مواطنين أفغان عاديين وليس كممثلين للحكومة. وكانت محاولة سابقة لإجراء محادثات أفغانية فشلت بعدما لم يتم الاتفاق على المشاركين فيها.
ويحضر الاجتماع محمد كريم خليلي، رئيس مجلس السلام الأعلى الذي ترعاه الحكومة الأفغانية، إضافة إلى عطا محمد نور زعيم حزب الجماعة الإسلامية، وحنيف أتمر المرشح الرئاسي الحالي، وهو أيضا مستشار الأمن القومي في حكومة غني.
وتدعم الحكومة الباكستانية المؤتمر حيث قام بتنظيمه منتديان فكريان، هما مركز لاهور لأبحاث السلام، ومعهد الاستقرار الاستراتيجي في جنوب آسيا.
وعلي الصعيد الميداني، لقى 6 من مُسلحى حركة "طالبان" مصرعهم، فى عمليات منفصلة لقوات الأمن الأفغانى فى إقليمى أوروزجان وهيلمند، جنوب البلاد.
وذكرت مصادر عسكرية مطلعة، أن قوات الأمن الأفغانية صادرت مخابئ أسلحة تابعة للحركة المُسلحة، مُضيفة أنه تم إطلاق عدد من القذائف الجوية فى إقليم أوروزجان، أدت إلى مقتل 4 مُسلحين من طالبان، وإصابة مسلح خامس.
ويعد "هلمند" و"أوروزجان" من الأقاليم، التى تنشط فيها عناصر طالبان، حيث تستهدف، من خلال هجماتها، العديد من المؤسسات الأمنية والحكومية فى البلاد.
وتلعب إمارة الشر الإرهابية "قطر" دورا مشبوها في  دعم وتمويل حركة طالبان الإرهابية، حيث تعهد زعيم حركة طالبان الأفغانية  في وقت سابق بمواصلة القتال لحين تحقيق أهداف الحركة، مشيرًا إلى أنها لا تزال غير مستعدة لبدء محادثات مع الحكومة المدعومة من الغرب في كابول علي حد تعبيره.
ووفق مزاعم الحركة، قام زعيم طالبان، الملا هيبة الله أخونزادة، بطمأنة الأفغان بأن طالبان تريد إنهاء صراع استمر عقودًا وحكومة تمثل جميع الأفغان، لكنه لم يبدِ أي بادرة على قبول وقف إطلاق النار، أو بدء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها طالبان غير شرعية.
وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي، وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في قطر في مارس.
ويري محللون أن تأجيل المحادثات يدل على الطريق الصعب أمام السلام، وأن الفوضى بشأن المؤتمر وعدم التمكن من عقده، يدل الى أي حد الطريق صعب وطويل من أجل تحقيق عملية المصالحة.
وما زالت إمارة الإرهاب، تلعب دورا رئيسيا في إيواء إسلاميين، بمن فيهم جهاديون يحرضون على العنف، سواءً كانوا من قادة الإخوان، أو عبر سفارة غير رسمية لحركة طالبان الأفغانية.
كانت ذكرت تقارير إعلامية، أن قطر استضافت عدة مرات اجتماعات سرية بالدوحة، بين قيادات طالبان، ومسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث إمكانية إنهاء الصراع في أفغانستان.
ويسعي تنظيم الحمدين من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق رغبة طالبان في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية؛ تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة في أفغانستان مرة أخرى.
وفي 2013 احتضنت قطر محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014، تحت ضغوط تنظيم الحمدين.
ويعد الدور القطري المشبوه في القضية الأفغانية، ما هو إلا سعي تنظيم الحمدين لعودة "الدولة الإسلامية الأفغانية"، التي أسست من قبل على يد حركة طالبان عام 1996 وسقطت بعد 6 سنوات في سبتمبر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م.
وقال الملا عمر زعيم أول إمارة إسلامية في أفغانستان والذي قتل في 23 أبريل 2013، أنذاك،  إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.

شارك