بيير برندا: بريطانيا حاولت إفساد العلاقة التاريخية بين مصر وفرنسا

الإثنين 24/يونيو/2019 - 01:31 م
طباعة بيير برندا: بريطانيا خاص من باريس: بوابة الحركات الإسلامية
 
أقام اليوم الاثنين 24 يونيو 2019، مركز دراسات الشرق الأوسط «سيمو» الذي يترأسه الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، ندوة فكرية في اطار الندوة الفكرية تحت عنوان «نحو حوار دائم بين ضفتي المتوسط».
وتناقش الندوة قضايا التعاون بين أوروبا وبلدان حوض البحر المتوسط -وفي مقدمتها مصر-  في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، إضافة لقضايا التعليم والمياه.
وتقام الندوة على هامش انعقاد قمة «شاطئي المتوسط» برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تعقد في مدينة مارسيليا يومي 23 و24 يونيو الجاري. 
وينتهز مركز دراسات الشرق الأوسط «سيمو» بباريس هذه المبادرة الفرنسية؛ ليفتح في باريس الملفات الساخنة التي تلوث - بكل معاني الكلمة - علاقات الجوار التاريخية بين أمم ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وهي تسمية لاتينية كان المقصود بها البحر الذي يتوسط الأراضي، إضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي، الذي كان مصدرًا خافيًا لكثير من التطرف والعنف في عالم اليوم، ثم جاءت النتائج الكارثية للربيع العربي المزعوم لتسهم في اتساع حجم المشكلة.
وفي كلمته أثنى الباحث بمعهد الاستشراف والأمن في أوروبا والمستشار بمؤسسة دراسات البحر المتوسط «بيبر برتلو» على مشروع العاصمة الإدارية الجديدة والخدمات التي يقدمها  الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، والذي وصفه بأنه منقذ مصر من جماعة الإخوان الإرهابية، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن يتطلب المزيد من التعمير والبناء؛ إذ تحتضن مصر مليون مولود جديد كل عام.
المياه والزيادة السكانية
كما لفت برتلو خلال حديثه، اليوم الإثنين بالندوة الفكرية لمركز دراسات الشرق الأوسط في باريس «سيمو» إلى صعوبة التحكم في الزيادة المضطردة بأعداد المواليد، وتأثير ذلك على المدى البعيد لقضايا المياه.
فيما أشار بيبر إلى وجود مشكلة كبيرة في الضفة الجنوبية فيما يخص ملف الزراعة؛ إذ إن المياه الصالحة للشرب قليلة وبالأخص في لبنان وسوريا فنلاحظ قلة استخدام المياه في الزراعة وإهدارها في تشغيل المصانع، مضيفًا أن هناك نزاعات وصراعات كثيرة بين الدول الكبري حول مشكلة توفير المياه، فتوجد دول لا تحترم الاتفاقيات مثل تركيا التي تستغل نهر الفرات، في حين يجب عليها أن تتعاون مع جيرانها، متابعًا أن هناك بعض الحلول التي يمكن اللجوء اليها لحل تلك الأزمة، كبناء السدود التي تقوم بتخزين المياه ونقل المياه في بواخر.
مشكلات وحلول
علاوة على ذلك، قال الباحث بمعهد الاستشراف والأمن في أوروبا: إن سدود المياه تعد هدفاً للمجموعات الإرهابية، كما أن لها تأثير على البيئة، فكل الناشطون بمجال البيئة يقولون إنها تسبب مشاكل للبيئة ولا تقدم حلولًا جيدة، مضيفًا أن العاصمةالأردنية عمان بها كثير من المياه التي تُفقد؛ لأن الأنابيب التي تسمح بالإمداد معرضة للتلف، ومن ثم يهدر الكثير من المياه في الطريق؛ ما يجعل المشكلة تتضخم بشكل أكبر.
وأضاف بيير برتلو، أن هناك الكثير من الحلول يجب دراستها، ومن أهمها أن يكون لدى السكان بعض العدادات، وأن تكون هناك كميات محددة لاستهلاك المياه حتى لا يتجاوز أحد الحد المسموح به في استخدام المياه وهذا سيؤثر على  معادلة الطلب والعرض.
فيما قال رولاند لومباردي، الباحث المتخصص في المشكلات «الجيوسياسية» بالشرق الأوسط: إن تنظيم داعش الإرهابي خرج من عباءة جماعة الإخوان.
وأكد لومباردي خلال كلمته في خلال الندوة الفكرية لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، اليوم الإثنين، لابد من مواجهة جماعة الإخوان مثلما نواجه الجماعة العنيفة.
وأضاف أن المنطقة العربية تعاني من مخاطر متصاعدة أبرزها النفاق السياسي، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأفكار لدي بعض الصحفيين تقول: إن الشيوعيين سيختفون وجماعة الإخوان سيأتون بدلًا منهم، وهم أنفسهم الذين قاموا بتلك الأخطاء أثناء ثورات الربيع العربي.
ووجه لومباردي، نصيحة مهمة إلى الدول العربية، قائلًا إنه يجب علي قادة المنطقة العربية العمل أكثر للوصول إلى الديمقراطية؛ لمحاربة خطر تلك الجماعات الراديكالية التي تستغل استبداد بعض الأنظمة لإثارة الفوضى في البلاد.
وقال بيير برندا، المؤرخ المتخصص في تاريخ الإمبراطورية الفرنسية، خلال كلمته في الندوة: إن بريطانيا تحاول التدخل كثيرًا للحد من العلاقة الوطيدة بين مصر وفرنسا، وتسعى لإفساد تلك العلاقة التاريخية والممتدة عبر عقود من الصداقة والتعاون.
وأضاف أن بريطانيا نجحت في توطيد العلاقة بينها وبين مصر، وتعزيز وجودها وذلك عن طريق علاقة بعض الإنجليز وبالحكم المصريين.
وتابع أن، العلاقة بين مصر وفرنسا، كشفتها تطور الحضارة المصرية بعد الأبحاث التي عمل عليها المؤرخون والمتخصصون في دراسة التاريخ المصري وحضارته.

شارك