انتصارات الجيش الليبي.. حفتر يُجهز قواته لاستعادة "غريان" من قبضة الميليشيات المسلحة

الجمعة 28/يونيو/2019 - 02:35 م
طباعة انتصارات الجيش الليبي.. أميرة الشريف
 
مع مساعي الجيش الوطني الليبي للقضاء علي الميليشيات المسلحة المدعومة من قطر وتركيا في العاصمة طرابلس، يستعد الجيش الليبي لشنّ عملية عسكرية كبرى خلال الساعات القادمة، من أجل استعادة السيطرة على مدينة غريان الواقعة جنوبي غرب طرابلس من جديد، في وقت تتواصل فيه الاشتباكات على أطراف المدينة التي تعتبر مركزاً لعمليات الجيش.
وكانت أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الميليشيات المسلحة في طرابلس، أنها بسطت نفوذها على مدينة غريان، التي يسيطر عليها الجيش منذ بداية عمليته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس قبل أكثر من شهرين ونصف، وذلك بعد معارك دامية أسفرت عن مقتل وجرح عشرات العناصر من الجانبين.
وكانت قوات الجيش الليبي، تسيطر عليها وتتّخذها مقرّاً لقيادة عملياتها العسكرية، وقال مصطفى المجعي، المتحدّث باسم قوات حكومة الوفاق، لوكالة "فرانس برس" إنّ "غريان تحت السيطرة بالكامل"، معتبراً أنّ "السيطرة على المدينة انتصار هام واستراتيجي".
وفيما أعلن الجيش الليبي، صد هجوم شنته قوات الوفاق على منطقة بئر علاف بين السبعية والعزيزية، جنوب طرابلس، حسبما أفادت قناة "الحدث".
وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، في بيان، إن جميع القوات أصبحت جاهزة لتتحرك من جديد نحو غريان، بعد ترتيب صفوفها، تزامناً مع توجه تعزيزات عسكرية جديدة تابعة لقوات الصاعقة إلى المدينة لمساندة قوات الجيش، تمهيداً لاستعادتها.
ومن المتوقع أن تكون هذه المدينة الجبلية والاستراتيجية، خلال الساعات القادمة، مسرحاً لعمليات قتالية ومواجهات عنيفة من الطرفين.
وتمثل مدينة غريان الواقعة على بعد 100 كلم جنوبي غرب طرابلس، مركز عمليات مهماً جدّاً للجيش الليبي الذي اتخذها منذ سيطرته عليها مطلع شهر أبريل الماضي، مقرا لقيادة عملياته العسكرية بالمنطقة الغربية، تقدم الدعم العسكري لقواته في محاور القتال جنوب العاصمة طرابلس، كما تضم مهبطاً للطائرات العمودية يستخدمه الجيش في توفير غطاء جوّي لتقدّم قواته نحو العاصمة طرابلس.
ويسعي الجيش الليبي لعودة الأمن والاستقرار للبلاد، حيث طرح المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، مبادرة لحل الأزمة في البلاد "بعد أن يستعيد الجيش السيطرة على العاصمة طرابلس".
وقال المسماري في مؤتمر صحافي إن مبادرة الجيش الليبي "تتضمن تشكيل حكومة كفاءات مؤقتة لتسيير أمور البلاد، وإجراء حوار وطني بمشاركة الأطراف الليبية، برعاية الأمم المتحدة"، مضيفا، "المشروع الوطني الطموح هو الذي نقاتل من أجل نجاحه منذ عام 2014. نؤمن إيمانا كاملا بقضيتنا الوطنية، وهي قضية أمنية وليست سياسية أو من أجل الثروات كما يروج البعض".
وشدد على أن كل المبادرات السابقة "تمت عرقلتها من قبل الميليشيات المسلحة والعصابات الإرهابية الإجرامية، التابعة للإرهاب السياسي المتطرف".
كما تطرق إلى التدخلات الأجنبية في ليبيا، موضحا أنها "تسعى لإقامة حكم الولاية وليس حكم ديمقراطي مدني".
وتابع: "تتعهد القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أمام الشعب، بحماية النظام الدستوري الديمقراطي".
واستطرد: "هذا المشروع الوطني الذي التف عليه الليبيون هو المخرج الحقيقي من الأزمات الحالية، ويعلم المجتمع الدولي والأشقاء العرب أن هذا المشروع أو أي مبادرة سياسية وطنية، لا يمكن أن تنجح في ظل وجود ميليشيات وإرهابيين وإخوان مسلمين".
واعتبر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن معركة طرابلس (المعروفة باسم طوفان الكرامة)، هي "معركة وطنية مقدسة، لن تتوقف حتى تطهير البلاد من كافة أشكال الإرهاب والتسلط والفساد والخراب".
وأكد أن الجيش لديه "كافة الإمكانيات لتنفيذ ذلك"، مضيفا: "نعرف جيدا عدونا الذي يقاتلنا في طرابلس، الذي لم يقدم طيلة السنوات التسع الماضية أي مشروع ديمقراطي حقيقي للشعب الليبي، وكان يسعى حثيثا لإقامة دولة الولاية، أو حكم الولاية في ليبيا".
وفيما، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ"الجيش الوطني الليبي" أن اللواء، المبروك سحبان، عُيّن رئيسا لغرفة عمليات "تحرير" مدينة غريان التي سيطرت عليها قوات حكومة الوفاق أمس الأول.
وتداولت مواقع مقربة من القيادة العامة لـ"الجيش الليبي" بقيادة المشير مؤخرا خبرا عن استبعاد عبد السلام الحاشي من قيادة غرفة عمليات المنطقة الغربية، وتعيين بدلا منه اللواء، المبروك سحبان.
وتعد غريان أكبر مدينة في الجبل الغربي من حيث عدد السكان والمساحة، وهي معبر حيوي لسكان الجبل الذين يتخطّى عددهم نصف مليون نسمة في طريقهم إلى العاصمة طرابلس.
وتواصل قوات الجيش الليبي منذ 4 أبريل الماضي هجومها لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 739 قتيلاً على الأقلّ وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح، فيما وصل عدد النازحين إلى 94 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

شارك