في ذكرى اغتيال النائب العام.. تاريخ الإخوان الأسود ضد قضاة مصر

السبت 29/يونيو/2019 - 12:50 م
طباعة في ذكرى اغتيال النائب فاطمة عبدالغني
 
تحل اليوم ال29 من يونيو ذكرى استشهاد النائب العام المصري المستشار هشام بركات، والذي يعد واحدًا من أهم القضاة الذين كان لهم دور كبير فى فضح جرائم جماعة الإخوان، إذ أحال العديد من رجال وقيادات مكتب إرشاد جماعة الإخوان وعلى رأسهم محمد مرسى ومحمد بديع إلى محاكم الجنايات المختلفة، ليحكاموا في العديد من القضايا التي أدينوا فيها من بينها أحداث الاتحادية وغرفة عمليات رابعة وقضيتا التخابر والهروب الكبير.
 واغتالت الجماعة الإرهابية المستشار هشام بركات، بعدما استهدفت موكبه بسيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد، فأصيب بشظايا زجاج جراء الانفجار، ما أدى إلى نزيف داخلي، وتهتك في الرئتين، حيث أشارت تقارير أمنية أن المواد المتفجرة كانت من نوعية (TNT) و(C4)، شديدة الانفجار ويصل حجمه نحو نصف طن من المواد.
العملية جاءت، وفق ترجيحات خبراء في الحركات الأصولية، ضمن سلسلة عمليات دشنها تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري تنظيم "داعش" لاستهداف القضاة، إثر تنفيذ حكم الإعدام في ستة مقاتلين إسلاميين، كما أحال بركات وقت توليه مهام منصبه، آلاف الإسلاميين إلى المحاكم، وحكم على المئات منها بالإعدام، وكما هو معروف لدى الجماعات الإرهابية أنها تستهدف شريحة القضاة معتبرين إياهم بغاة يحكمون بغير ما أنزل الله، لذلك يعترون من الشريحة المستهدفة، كونهم معطلين شريعة الله.
وبحسب تقارير إعلامية العملية جاءت عشية إحياء الذكرى الثانية لثورة 30 يونيه، التي أنهت حكم جماعة الإخوان، كما يبدو أن التقدم الذي ما زال النظام المصري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي يحرزه على المستويين الداخلي والخارجي، سببًا رئيسًا في تعميق الانقسام التي يضرب صفوف تنظيم "الإخوان"، الذي يعاني منذ 30 يونيه 2013 أكبر أزمة في تاريخه، ربما تكون سببًا في غياب التنظيم على المشهد السياسي لعقود مُقبلة.
وكان مدير مركز "مقدس" للدراسات، الخبير في شئون الجماعات الأصولية سمير غطاس، استبعد أن يكون هناك خلاف يضرب صفوف تنظيم "الإخوان"، وقال في تصريحات صحافية: "عناصر التنظيم تربت على مبدأ السمع والطاعة ولا مجال لمخالفة الأمر، والدليل على ذلك أن تاريخ التنظيم لم يشهد إلا حالات قليلة من انشقاق قياداته".
وقال غطاس إن التنظيم يسعى من خلال إصداره البيانات الملفقة، غسل يده من دماء الشهداء الذين يسقطون يوميًا من أفراد الجيش والشرطة في محافظات مصر كافة، مشيرًا إلى أن التنظيم يعاني أكبر عزلة في تاريخية، خاصة بعد فقد الشريحة العظمى من المتعاطفين معه من الشعب، إلى جانب فقدانه القيادة المتمثلة في ضبط معظم قيادات الصف الأول والثاني من التنظيم، وهو ما جعل القرار داخل الجماعة حاليًا عشوائيًا، كون التنظيم ربى عناصر على السمع والطاعة وعدم التفكير، وهو ما يفسر ما يعتبره الكثير من المراقبين انشقاق، إلا أنه خلاف في وجهات النظر وليس شقاقًا.   
يشار إلى أن تاريخ الإخوان الأسود مع منصة العدالة بدأ باغتيال المستشار أحمد الخازندار عقب خروجه من منزلة بحلوان في 1948 بإطلاق الرصاص عليه انتقاماً منه بعد محاكمة شباب الجماعة في وقائع إرهابية كان منها حادث تفجير سينما مترو ، وبعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي من منصبه توالت أكثر الوقائع والعمليات الانتقامية التي ارتكبها الإخوان ضد رجال القضاء، وكان أبرزها:
14 أبريل 2014
أشعل مجهولون النار في سيارة المستشار محمد زيادة، عضو مجلس إدارة نادي قضاة المحلة، ما أدى لاشتعال الجزء الخلفي للسيارة، أثناء توقفها أمام منزله بشارع الجيش أول المحلة.
27  مايو 2014
اتهم حازم سالم، محقق قانوني بمجلس الدولة، وشقيق رئيس نادي قضاة المجلس ببني سويف، جماعة الإخوان بمركز ناصر بإحراق سيارته، حيث فوجئ بإحراق عناصر من الإخوان سيارته، وقال إن جيرانه أبلغوه بأن 3 شباب ينتمون للجماعة، وضعوا إطارات كاوتش أسفل سيارته ومولوتوف، وأشعلوا النيران فيها وفروا هاربين. وأشار إلى أنهم حاولوا إخماد النيران إلا أنها أتلفت السيارة تمامًا.
25 نوفمبر 2014
 تعرض المستشار رامي منصور رئيس نيابة البدرشين الأسبق إلى محاولة اغتيال عقب زرع عبوة ناسفة أسفل حجرته بمحكمة البدرشين، وتم التعامل مع تلك العبوة وإبطال مفعولها،
8  ديسمبر 2014
قال المستشار طارق أبوزيد رئيس الدائرة الأولى لمحكمة جنايات الفيوم، إن سيارة كانت تتبعه عقب انتهاء عمله، لكنها أطلقت النيران على سيارة أخرى كانت تشبه سيارته، وكانت خلفه عند دخوله إحدى محطات البنزين.
واعترف المتهمون أنهم كانوا يستهدفون تصفيته، كونه حكم على عناصرهم بالسجن المشدد، مضيفًا أنه في اليوم نفسه، كان يستعد للحكم في قضايا إرهابية، بينها قضية متهم فيها أمين حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان الدكتور أحمد عبدالمقتدر، والصادر في حقه حكم بالسجن المشدد 3 سنوات، وأخرى كان بها 14 متهمًا صدر في حقهم حكمًا بالسجن 17 عامًا لكل منهم.
22  يناير 2015
تعرض المستشار خالد محجوب، رئيس محكمة جنايات الإسماعيلية الذي ينظر قضية "هروب قيادات الإخوان من السجون"، لمحاولة اغتيال، عن طريق إلقاء قنبلة على فيلات عائلته بحلوان، والذي تصادف عدم وجوده في نفس التوقيت، الذي انفجرت فيه القنبلة، وأدت إلى تحطم السور الخارجي للفيلا، وعدم وجود خسائر في الأرواح.
28 يناير 2015
نجا المستشار يوسف نصيف، القاضي بمحكمة الخانكة الجزئية، من محاولة لاغتياله من قبل ثلاثة ملثمين أطلقوا عليه وابلا من الرصاص أمام أحد المقاهي قبل دخوله المحكمة.
10 مايو 2015
انفجار 3 قنابل يدوية أمام منزل المستشار معتز مصطفى خفاجي، رئيس محكمة جنايات الجيزة، بمنطقة وادي حوف، وأسفر الانفجار عن إصابة 3 أشخاص، وتهشم واجهة العقار الذي يقطن به رئيس المحكمة، وحدوث تلفيات بـ4 سيارات، منهم سيارته الخاصة وسيارات أولاده.
16 مايو 2015
شن إرهابيو "أنصار بيت المقدس" هجومًا مسلحًا على أتوبيس يقل قضاة وموظفين بمحكمة شمال سيناء، استشهد فيه 4 أشخاص، من بينهم وكيلي نيابة ومستشار وسائق، بعد ساعات من الحكم بإحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي و16 من قيادات الإخوان إلى المفتي في قضيتي "التخابر مع حماس" و"الهروب من سجن وادي النطرون.
11 نوفمبر 2016
حاولت الجماعة الارهابية اغتيال المستشار أحمد أبو الفتوح عضو يسار الدائرة ٢٣ جنايات شمال القاهرة، التي حاكمت الرئيس المعزول محمد مرسي في قضية أحداث الاتحادية وقضت بمعاقبته بالسجن 20 عاما ، وتمت محاولة الاغتيال من خلال زرع سيارة مفخخة على خط تحركات المستشار، وتم تفجيرها أثناء مروره بسيارته متوجهًا لأداء صلاة الجمعة، إلا أن العناية الإلهية أنقذته من تلك المحاولة.

شارك