مليشيا الحوثي تُسخّر منابر المساجد للتحريض على القتل والإرهاب

الأحد 30/يونيو/2019 - 12:44 م
طباعة مليشيا الحوثي تُسخّر فاطمة عبدالغني
 
كمثل الجماعات الإرهابية الأخرى، لا تتوانى مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا عن تكفير خصومها، وتسخير المنابر للتحريض على القتل والإرهاب، وكان برنامج الغذاء العالمي، آخر ضحايا الإرهاب الحوثي.
فمن على  منبر أحد المساجد في صنعاء في خطبة الجمعة اعتبر شمس الدين شرف الدين مفتي المليشيات الحوثية موظفي برنامج الغذاء العالمي والعاملين فيه بمن فيهم من يمنيون هم ضباط استخبارات لدى إسرائيل ودول أخرى، وقال شرف الدين "برنامج الغذاء العالمي أحد وسائل المخابرات وأحد وسائل المكر والخديعة التي تستخدمها الأمم المتحدة".
وتشير التحليلات إلى أن هذه الفتوى تطلق يد مليشيا الحوثي لاستهداف مئات الموظفين العاملين مع برنامج الغذاء العالمي، باعتبارهم مخبرين وجواسيس، وهو الأمر الذي يُعتقد أنه سيزيد من حدة الأزمة المتفاقمة بين المليشيات والبرنامج الأممي.
من ناحية أخرى شنت قيادات الحوثي حملة إعلامية كبيرة ضد البرنامج الأممي جاء مضمونها ليتطابق مع تصريحات كبار قادة الميليشيات، وفي مقدمهم المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام وعلى لسان الرجل الثالث في سلم القيادة الحوثية محمد علي الحوثي رئيس ما تسمي اللجنة الثورية العليا.
وفي تغريدات أخيرة لمحمد الحوثي، حاول شن هجوم مضاد على برنامج الأغذية العالمي من خلال زعمه أن البرنامج بات مسيّسًا ويجعل من الغذاء سيفًا مصلتًا لتهييج المشاعر ضد جماعته، إلى جانب زعمه أن البرنامج يرسل رسائل نصية عبر الهواتف إلى المستفيدين تحرّض ضد الجماعة.  وكان المتحدث باسم الجماعة الحوثية محمد عبد السلام، قد زعم هو الآخر أن المنظمات الدولية والأممية في مناطق سيطرة الجماعة "تعمل مع أجهزة مخابرات دولية تبيع معلوماتها وبياناتها وإحداثياتها لدول تحالف دعم الشرعية تحت عنوان العمل الإنساني، مستخدمة أسوأ أنواع الخداع والتضليل"، حسب قوله.
ومن جانبه وصف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، تصريحات مفتي الحوثيين، بأنها "بمثابة فتوى بإهدار دماء العاملين في المنظمات الدولية والهيئات العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في اليمن، بمزاعم رصدهم للإحداثيات وجمع معلومات لصالح أجهزة مخابرات".

وأدان الوزير اليمني تصريحات مفتي الحوثي وقال في تغريدات على حسابه في "تويتر" إن "هذا التحريض من مفتي الميليشيا وقبله الناطق باسمها محمد عبدالسلام وكيل الاتهامات الخطيرة يجعل نشاط المنظمات والعاملين فيها بمناطق سيطرة الميليشيا محفوفًا بالمخاطر ويجعلهم عرضة للابتزاز، ويحول بينهم وبين أداء مهامهم في تقييم الأوضاع الإنسانية وتقديم المساعدات الانسانية لمن يستحقها".
وبحسب المراقبون عبارات التحريض الديني هذه تضع المنظمات الدولية في اليمن والعاملين فيها في مرمى نيران أتباع المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية الأخرى، فحملة التكفير والتحريض هذه تسببت بالإضافة إلى سرقة المساعدات الإنسانية، بتعليق برنامج الغذاء العالمي أنشطته في صنعاء مما يعني حرمان ملايين المحتاجين من تلك المساعدات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، خصوصًا أن مراقبين يجمعون على أن المنظمات الدولية المختصة ستعيد التفكير في أنشطتها خوفًا على حياة موظفيها بعد هذه الحملات التحريضية.
يشار إلى أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أعلن الأسبوع الماضي، أنه بدأ تعليقاً جزئياً لعمليات تقديم المساعدات الغذائية في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي في اليمن.
وقال بيان نشره البرنامج على موقعه الرسمي "في هذه المرحلة، وبدعم من جميع هيئات الأمم المتحدة، قررنا تعليق أعمالنا في مدينة صنعاء فقط، ما سيؤثر على حوالي 850 ألف شخص"، والتي بررها مدير البرنامج ديفيد بيزلي، بسبب تحويل المساعدات لأغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

للمزيد حول الغذاء العالمي: مليشيا الحوثي تستغل المساعدات الإنسانية لتمويل الصراع في اليمن.. اضغط هنا

شارك