اليمن.. تدمير طائرات وانشقاقات في صفوف الحوثي

الأحد 30/يونيو/2019 - 02:05 م
طباعة اليمن.. تدمير طائرات حسام الحداد
 

تشهد الحرب اليمنية على الإرهاب الحوثي تطورا خطيرا في الأونة الأخيرة، وقد تكشف لدى المجتمع الدولي الكثير من الحقائق حول ارتكاب ميليشيات الحوثي لجرائم انسانية بدأت باستخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية وصولا لتفخيخ الحيوانات، وما تزال تلك الميليشيات الإرهابية تحاول الوصول للعمق السعودي بارسال صواريخها على الاحياء السكنية والمطارات، حيث أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية، ليل السبت 29 يونيو 2019، اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه منطقة سكنية مأهولة بالمدنيين في منطقة عسير.

وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن"، العقيد الركن تركي المالكي، بأن قوات التحالف تمكنت من اعتراض طائرة ثانية أطلقتها الميليشيات الحوثية الإرهابية باتجاه منطقة سكنية مأهولة بالمدنيين في منطقة عسير الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة  ليلة أمس بالتوقيت المحلي.

هذا وأعلن تركي المالكي أيضاً، أن قوات التحالف تمكنت في تمام الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة ليلة أمس أيضا بالتوقيت المحلي، من اعتراض وإسقاط طائرة بدون طيار (مسيرة) أطلقتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من صنعاء باتجاه جازان.

وأوضح العقيد المالكي أن الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية مستمرة في إطلاق الطائرات بدون طيار لتنفيذ الأعمال العدائية والإرهابية باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية، ولم يتم تحقيق أي من أهدافها ويتم تدميرها وإسقاطها، وإننا إذ نؤكد استمرار تنفيذ الإجراءات الرادعة ضد هذه الميليشيات الإرهابية وتحييد القدرات الحوثية وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصادر عسكرية يمنية قولها، إن "مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن دكّت مواقع متفرقة لميليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، في مديرية كتاف شرق صعدة، إضافة إلى موقع آخر في منطقة الفحلوين المتاخمة لمركز مديرية كتاف، ما نتج عنه تدمير مدفعية ومصرع عدد من عناصر الميليشيات الإرهابية".

ودكت مقاتلات "التحالف" بعدد من الغارات الجوية، مخزن أسلحة تابع للميليشيات في وادي حضوان، بالمديرية ذاتها، وأسفر القصف عن تدميره ومصرع وجرح عدد من عناصر الميليشيات  الحوثية. كما استهدفت الغارات مواقع وتجمعات الميليشيات في منطقتي الغول، والعشاش القريبتين من مركز المديرية.

هذا ومن ناحية أخرى تشهد صفوف ميليشيا الحوثي انشقاقات غير مسبوقة، امتدت إلى المناطق القبلية في حدود محافظة صعدة مع السعودية، في صورة تعكس واقع الصراع والفساد الذي يضرب أجنحة هذه الميليشيا واقتراب ساعة نهايتهم.

ففي محافظة إب لا تزال قوات الأمن الوقائي التابعة لميليشيا الحوثي تنتشر وسط عاصمة المحافظة بعد المواجهة التي اندلعت بين مدير أمن المحافظة وأسرته ووكيل المحافظة الحوثي وأقاربه، والتي أدت إلى مقتل الوكيل ومرافق له وشخص آخر من أقارب مدير الأمن، وبعد أن انقسمت قوات الشرطة في المدينة بين مؤيد لمدير الأمن وأخرى تساند الوكيل.

ومع أنباء اقتياد مدير الأمن عبد الحافظ السقاف إلى صنعاء لا يزال أتباعه يتمركزون في المدينة وفي المباني الأمنية، مع انتشار كثيف للحواجز الأمنية في كل أرجاء المدينة لمنع تجدد القتال بين الطرفين.

وفيما لا يزال مصير مدير أمن إب غير معروف وسط أنباء عن تدمير منزله ومحاولة الحوثيين محاكمته، وما لذلك من تأثير على أسرته والأسر القريبة منها والمنطقة التي يتبعها في شرق محافظة إب، من بقاء سيطرة ميليشيا الحوثي، فقد أعلن محافظ محافظة ذمار المعين من قبل الحوثيين محمد حسين المقدشي انشقاقه عن الميليشيا بعد أن استقال من منصبه احتجاجاً على تهميشه وسيطرة المشرف الحوثي على القرار داخل المحافظة.

مصادر قبلية تحدثت عن اتهام المقدشي قادة الميليشيا بالفساد، وعدم تمكينه من صلاحياته كمحافظ لصالح المشرف الحوثي، فاضل المشرقي، ومعه عدد من القيادات المنتمية إلى سلالة زعيم الميليشيا، والإطاحة بالمسؤولين المحليين المتحوثين، المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي كافة، وتعيين حوثيين خلفاً لهم رغماً عن المحافظ.

وإذ أكدت المصادر انشقاق المقدشي ومغادرته عاصمة المحافظة إلى قبيلته، فقد أوضحت أن مسؤولين محليين في المحافظة قد أبعدوا من مناصبهم بسبب انتماءاتهم القبلية والسلالية، ما يعكس حجم الانشقاقات التي تعصف بتحالف الميليشيا مع بعض القبائل لضمان ولائها.

أما في محافظة صعدة المعقل الرئيسي لميليشيا الحوثي، فقالت مصادر قبلية إن ميليشيا الحوثي الإيرانية نفذت حملة اختطافات طالت عشرات من أبناء القبائل في مديرية رازح التابعة لمحافظة صعدة بعد يوم من مداهمة الميليشيا لمناطقهم وتصدي هؤلاء لهم.

ورغم التعتيم الذي تفرضه الميليشيا على محافظة صعدة فإن المصادر القبلية أوضحت أن عناصر الميليشيا أعادوا العمل بنظام الرهائن الذي كان نظام حكم الأئمة في شمال البلاد يعتمده لضمان عدم تمرد القبائل عليه، حيث أخذت الميليشيا من كل بيت شخصاً بالقوة كرهينة، خاصة وأن منطقة شعبان تقع بجوار منطقة الأزهور التي يتمركز فيها الجيش الوطني منذ فتح جبهة رازح.

حملة الميليشيا أتت بعد يوم من المواجهات التي وقعت بين ميليشيا الحوثي ومسلحين من قبيلة الخوالي بمنطقة جلحا التابعة لمديرية منبه الحدودية وسقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين، وفي ظل مواجهة متواصلة مع أتباع عبد العظيم الحوثي الذي ينافس قائد الميليشيا على الزعامة الدينية في غرب مدينة صعدة، حيث قامت الميليشيا باعتقال العشرات من أتباع منافسه، كما أقدمت على هدم بعض المنازل.

يذكر أنه على مدى سنوات طويلة ارتبطت القبائل اليمنية على خط الحدود بعلاقات اجتماعية مميزة مع القبائل على الجانب الآخر من خط الحدود، ورفضت استخدام مناطقها في تنفيذ أي هجمات، وكانت تتمتع بحق الدخول والتسوق وبيع منتجاتها الزراعية داخل البلدات والمدن السعودية القريبة، وكانت أكثر الفئات الاجتماعية تضرراً من الحرب التي فجرتها الميليشيا، حيث فقدت كل هذه الامتيازات قبل أن تسعى الميليشيا وبعد تضييق الخناق عليها، إلى استخدام هذه المناطق لشن هجمات.

شارك