ردًا علي عملية غريان.. الجيش الليبي يتوعد الميليشيات الإرهابية بـ"عاقبة الغدر"

الثلاثاء 02/يوليو/2019 - 02:15 م
طباعة ردًا علي عملية غريان.. أميرة الشريف
 
رداً على المجزرة التي نفذتها الميليشيات الإرهابية في حق العشرات من عناصر الأمن والجيش في مدينة غريان، وتزامناً مع إعلان رئيس مجلس النواب، القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية، المستشار عقيلة صالح حالة التعبئة والنفير العام لمواجهة العدوان التركي على الأراضي الليبية، أعلن الجيش الوطني الليبي نيته تنفيذ غارات مكثفة على مواقع الميليشيات في العاصمة طرابلس.
وأعلن الجيش الليبي الوطني حالة الاستنفار العام، متوعّداً ميليشيات طرابلس بغارات غير مسبوقة، مطلقاً عملية "عاقبة الغدر" في وقت اعتبر البرلمان الليبي التهديدات التركية بمثابة إعلان الحرب على ليبيا.
ودعا الجيش الوطني سكان طرابلس إلى الابتعاد عن مواقع تمركز الميليشيات المسلحة التي تسيطر على المدينة.
ويأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان رئيس مجلس النواب الليبي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقيلة صالح، حالة التعبئة والنفير العام في كامل التراب الليبي، ردا على التهديدات التركية بالعدوان على ليبيا ولمواجهة كافة التحديات القائمة.
واتهم الجيش الوطني الليبي تركيا بالتدخل مرارا في الشؤون الداخلية للبلاد، إلى درجة دعم الميليشيات في طرابلس.
وأطلقت تركيا، أول من أمس الأحد، للقوات المسلحة الليبية تهديدا بأنها ستكون "هدفاً مشروعا".
ووجه رئيس مجلس النواب الليبي وجه رسائل عاجلة إلى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي طلب فيها عقد اجتماعات عاجلة لدراسة ملف التدخل التركي في الشؤون الليبية.
ووفق مصادر ليبية، وجه البرلمان الليبي رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح باعتباره الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي دعاه فيها إلى عقد اجتماع طارئ للاتحاد رداً على ما وصفه بالغزو التركي لليبيا، ووفق المصادر ذاتها، فإن البرلمان الليبي قرر توجيه وفود من عدد من العواصم الإقليمية والدولية للكشف عن طبيعة المعركة التي يشنها الجيش الوطني على الإرهاب والتدخل التركي لدعم الميليشيات.
في سياق متصل، بدأت القبائل الليبية، أمس، في إعلان التعبئة عبر الدفع بأبنائها إلى التطوع للالتحاق بجبهات القتال، والتصدي للتدخل التركي.
وتأتي عملية عاقبة الغدر بعد استنفاد كل الوسائل التقليدية، وكرد قوي على العصابات الإجرامية، وأن المعركة ستشهد تصعيداً استثنائياً لن يتوقف إلا بتحرير كامل الأراضي الليبية من حكم الميليشيات، وفق محللين.
وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، قد أعلن أن طائرات تركية مسيرة أقلعت من قاعدة معيتيقة، قصفت منطقة وادي الربيع وعين زارة. وأشار إلى أن الجيش تمكن من صدها وكبّد الميليشيات خسائر كبيرة.
وأكد أيضاً أن الجيش استهدف العديد من الأهداف داخل مدينة غريان وعلى أطراف المدينة، إضافة إلى ضرب تمركزات إرهابية في أطراف العاصمة طرابلس.
وعبر، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي، عن إدانته واستهجانه للتهديدات باستهداف السفن والطائرات التركية في البلاد.
وأضاف المجلس الرئاسي أنه يرفض هذه التهديدات ويحمّل المسؤولية كاملة لقيادة الجيش عن أي ضرر يلحق برعايا أي دولة أو يمس مصالحها على الأرض الليبية.
وتأتي تهديدات الجيش الليبي لتركيا غداة اتهامه لأنقرة بالوقوف وراء الجماعات المسلحة في ليبيا ودعم حكومة الوفاق بالأسلحة والعتاد.
وكان قائد الجيش الليبي خليفة حفتر توعد قوات حكومة الوفاق بردّ قاس وسريع، وذلك على خلفية تصفية أسرى الجيش من الجرحى داخل مستشفى غريان.
حفتر قال في بيان، إن الرد سيكون قاسيا من القوات المسلحة من هذه الليلة ضد العمل الجبان والخدعة المبيتة ضد من قام بتصفية وهدم بيوت الشرفاء في مدينة غريان، مضيفاً أن هذا العمل لن يمر بدون عقاب وملاحقة قانونية، مع الحفاظ على أرواح المدنيين وممتلكاتهم.
ويري محللون، أن معركة تحرير طرابلس مستمرة على كل المحاور، وأن هناك تحولاً في سير المعارك باستعمال الجيش كل إمكانياته في مواجهة الميليشيات، مؤكدين علي أن الخسائر التي تكبدتها الميليشيات خلال الأيام الثلاثة الماضية أجبرتها على التراجع، كما دفعت ببعضها إلى الانسحاب من ساحات القتال.
جدير بالذكر أن وثائق نشرت أواخر يونيو الماضي أظهرت وجود ضباط أتراك، بينهم جنرال، يعملون في غرفة عمليات لصالح ميليشيات طرابلس.
وفي أبريل الماضي، أطلق الجيش الوطني الليبي عملية "طوفان الكرامة"، من أجل استعادة العاصمة التي تسيطر عليها الميليشيات. 
ونجحت قوات الجيش في استعادة مناطق واسعة في إطار هذه المعركة، وإلحاق خسائر كبيرة في الميليشيات المدعومة من تنظيم الإخوان الإرهابي.

شارك