عبر نقل الجماعات الإرهابية من سوريا.. أردوغان يشارك في سفك الدماء بليبيا

السبت 06/يوليو/2019 - 12:35 م
طباعة عبر نقل الجماعات فاطمة عبدالغني
 
تضع تركيا ثقلها في دعم ميليشيات طرابلس بالسلاح والأموال والتدريب. ولم تقف أنقرة عند هذا الحد، بل بدأت بنقل المسلحين من إدلب السورية لجبهات القتال في ليبيا.
معطيات أكدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في 4 يونيو معربًا عن قلقه من تدفق الإرهابيين إلى ليبيا من محافظة إدلب السورية.
وهو الأمر ذاته الذي أكدته مصادر موثوقة في 5 يونيو بأن نقل المقاتلين المتطرفين من سوريا إلى ليبيا يتم عبر الأراضي التركية، وذلك بواسطة طائرات شركة "الأجنحة الليبية" والمملوكة لعبدالحكيم بلحاج المتهم بالإرهاب والمطلوب في ليبيا والمقيم في أنقرة.

عبر نقل الجماعات
وبحسب تقارير صحفية خلع بلحاج ملابس القتال ليتحول إلى رجل أعمال وسياسي، غير أن التحول هذا ليس كفيلاً بمحو تاريخه الإرهابي، فقد قاتل بلحاج إلى جانب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان، وتزعم الجماعة الليبية المقاتلة المدعومة من الدوحة.
 كما اعتبر بلحاج شخصية إرهابية على مستوى عالمي، فاعتقل واستجوب من قبل المخابرات المركزية الأمريكية على خلفية هجمات الـ11 من سبتمبر .
 وبعد الإطاحة بنظام معمر القذافي في ليبيا تحول بلحاج في فترة وجيزة ملياردير وقائد، وأصبح بين ليلة وضحاها صاحب استثمارات مالية وعقارية ضخمة في تركيا، لكن وثائق سربها موقع ويكيليكس تقول إنه نهب هذه الأموال من مؤسسات الدولة الليبية بعد سيطرة مليشياته على العاصمة طرابلس، كما نال دعمًا سخيًا من الدوحة مكنه تمويل مليشياته الإرهابية في طرابلس.
استفاد بلحاج من الانقسامات والفراغ في البلاد فترأس حزب الوطن، إضافة إلى قيادته المجلس العسكري في طرابلس، كما أسس شركة "الأجنحة الليبية" للطيران وأصبح يمتلك طائرات عدة تؤمن يوميًا عشرات الرحلات بين طرابلس ودول أخرى.
ومطلع العام الحالي أصدر مكتب النائب العام الليبي مذكرة اعتقال لعشرات المشتبه في شنهم هجمات مسلحة، من بينهم 6 من قادة المليشيات أبرزهم عبدالحكيم بلحاج، ووفقًا للمراقبين فهي خطوة ينتظر تنفيذها عبر استرجاع بلحاج من انقرة، لما من شأنه دفع بعض من البلاء التركي عن ليبيا.  
من ناحية أخرى تضيف التقارير الصحفية أنه في 21 مايو كشفت وثيقة مسربة لمجلس الأمن عن إحاطة المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة خلال جلسة مغلقة تضمنت ما مفاده وجود معلومات استخباراتية عن استعانة أحد طرفي القتال بمجموعات إرهابية من مدينة إدلب السورية، وذلك في إشارة إلى الأطراف الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس، وقبلها بيوم أكدت لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي المنعقد في طبرق وصول إرهابين تابعين لجبهة النصرة من مدينة إدلب للقتال مع مليشيات طرابلس، متهمة أنقرة بنقلهم.
وخلال مايو أيضًا اعلن عبدالهادي حويج وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة بأن تركيا تسير رحلات جوية مباشرة لمدينة مصراته لنقل مقاتلين من جبهة النصرة في سوريا.
وفي 13 أبريل الماضي كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري عن وجود خطوط مفتوحة من تركيا وملطا جوًا وبحرًا لدعم مليشيات طرابلس بالسلاح والمقاتلين. 
وتستطرد التقارير أنه في منتصف مارس من العام الماضي ألقت الإدارة العامة لمكافحة الإرهاب التابعة للجيش الوطني القبض على 16 مسلحًا من جبهة النصرة أجدهم كان موقوفًا في سوريا وتم تهريبه لتركيا.
ومن ثم فالأدلة على تورط تركيا في دعم الجماعات الإرهابية والموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج من أجل السيطرة على مقدرات وثروات الشعب الليبي، أصبحت أكثر وضوحًا بشكل بات يحرج المجتمع الدولي وأنقرة في الوقت نفسه.  

شارك