جحيم مليشيا الحوثي.. نهب وتجويع الشعب اليمني

الأحد 07/يوليو/2019 - 12:04 م
طباعة جحيم مليشيا الحوثي.. فاطمة عبدالغني
 
تنوّعت الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بحق الشعب اليمني في الوقت الذي تجاهلت فيه الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها اليمنيون في مناطق سيطرتها، فبعد الاستيلاء على شحنات المساعدات الإنسانية ومنع مرور الناقلات المحملة بالمواد الغذائية والدوائية وقصف مخازن المنظمات الأممية وإحراق البعض الآخر ومنع العاملين من الوصول إلى المحتاجين أو احتجازهم، أقدمت مليشيا الإرهاب على سرقة كميات كبيرة من مواد الإغاثة وتوظيف جزء آخر لصالح حربها ضد اليمنيين، وحالت دون نقل كميات من القمح تكفي لإطعام أكثر من ثلاثة ملايين يمني، حيث منعت 120 موظفاً أممياً من الوصول إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي في الحديدة التي تحتوي على 51 ألف طن من المساعدات.
ولم تكتفي مليشيا الحوثي بهذا  ولكن صرحت أنها جمعت أكثر من 100000 دولار لصالح حزب الله. حيث قالت إذاعة «سام إف إم»-الإذاعة الرسمية لمليشيا الحوثي- أنها نجحت في جمع 73 مليون ريال من عناصر الجماعة وأتباعها، وهو ما يعادل نحو 132 ألف دولار، وذلك عقب حملة للتبرعات نفذتها على مدار 10 أيام، وشملت التبرع النقدي والتبرع العيني لمصلحة حزب الله اللبناني المصنف على قوائم الإرهاب العالمية والمدعوم من نظام طهران. 
وأعلنت الإذاعة الحوثية أن الأموال التي جمعتها كانت نتيجة للحملة التي أطلقتها في 25 مايو الماضي تحت عنوان "من الإيمان إلى مقاومة لبنان"، واستمرت حتى 4 يونيو في سياق تأكيد قادة الجماعة الحوثية على صلتهم بالحزب، وانخراطهم في خدمة أجندة طهران التخريبية في المنطقة.
وتأتي حملة التبرع لحزب الله هذه في حين يرفض الحوثيون صرف مرتبات الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتهم، كما أنهم رفضوا عرضاً حكومياً لصرف المرتبات مقابل توريد جميع الإيرادات التي يتحصلون عليها إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.
ويعتقد مراقبون يمنيون أن زعيم الجماعة الحوثية أراد من خلال تنظيم حملة التبرعات الأخيرة في صنعاء إثبات الولاء لزعيم حزب الله اللبناني، واستدرار عطفه للإبقاء على عشرات الخبراء اللبنانيين الذين يقومون بأعمال التدريب والتأهيل القتالي لعناصر الجماعة، فضلاً عن تقديم الامتنان لرعاية حزب الله لمنظومة الإعلام الحوثية التي تتخذ من الضاحية الجنوبية في بيروت مقراً، لها تحت إشراف الحزب نفسه.
ومن جانبها ترى مصادر حزبية في صنعاء مطلعة على ما يدور في دهاليز الجماعة الحوثية، أن الغرض من جمع التبرعات عبارة عن عملية رمزية لا أكثر من قبل قادة الجماعة، وتحمل دلالات سياسية للتعبير عن الارتباط العضوي بين أدوات المشروع الإيراني في المنطقة، حيث إن كبار القادة الحوثيين المرتبطين بمكتب عبد الملك الحوثي لا يزالون يتلقون رواتب شهرية مصدرها حزب الله
وشددت المصادر على أن اليمنيين في صنعاء وغيرها هم الأحق بكل جهد إنساني في هذه المرحلة التي يعاني فيها الملايين من الجوع والمرض، في الوقت الذي لا يحتاج فيه حزب الله إلى شيء، نظراً إلى حجم موارده المهولة، سواء من الدعم الإيراني أو من استثماراته الكبيرة، أو من خلال تجارة المخدرات وغسل الأموال.
هذا كما اعتبرت تقارير يمنية أن هذه الحملة توضح حجم العلاقة بين الجماعتين المتهمين بالولاء لإيران فمليشيا الحوثي متهمة بالتسبب في الأزمة الإنسانية باليمن بسبب وقف صرف الرواتب واحتياج 85% من السكان لمساعدات عاجلة، حيث تسببت المليشيات في فقدان أكثر من 600 ألف وظيفة ولم تعد أكثر من 1.5 مليون أسرة تتلقى الدعم، كما يعيش نحو 80% من السكان تحت خط الفقر وهناك أكثر من 80 ألف طفل معرضون للوفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية، ويوجد 24 مليون شخص يحتاجون خلال العام الحالي إلى مساعدات إنسانية، إضافة إلى أنه يعيش في اليمن نحو 11 مليونًا بحاجة ماسة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، 
من ناحية أخرى كانت تقارير أمريكية كشفت في وقت سابق عن مصادر تمويل حزب الله التي تتركز على الدعم الإيراني الذي بدأ من الثمانينات من القرن الماضي، قبل أن يتحول الحزب إلى طور آخر مع تقدم مؤسساته، وتسخير الدعم الإيراني إلى استثمارات متعددة، في الداخل اللبناني وفي خارجه.
وبحسب التقارير فإن مصادر التمويل الرئيسية للحزب تعتمد  الآن على دعم إيران، بالإضافة إلى مصادر الزكاة التي يتم جمعها من المسلمين، إلى جانب المصادر الداخلية في لبنان، من خلال أعمال الحزب ومؤسساته وكل شبكاته المالية الموجودة في الدول والقارات الأخرى.
وفي حين تحدثت التقارير عن تقدير ميزانية حزب الله السنوية بنحو 700 مليون دولار أمريكي، أكدت أن الدعم الإيراني يشكل 8% منها، وهو ما يعني أن العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني ستنعكس سلباً على هذا الدعم.

شارك