بعد اعتقال الباحثة الفرنسية.. إيران تحاول ابتزاز باريس بمزيد من القمع

الثلاثاء 16/يوليو/2019 - 03:31 م
طباعة بعد اعتقال الباحثة أميرة الشريف
 
تواصل جمهورية الملالي، أساليب الابتزاز والقمع التي تتبعها لتظهر الوجه الشيطاني الحقيقي المتخفية وراءه، حيث اعتقلت السلطات الإيرانية عالمة الأنتروبولوجيا الفرنسية الإيرانية فاريبا عدلخاه المعروفة بأبحاثها العلمية حول المذهب الشيعي.
يذكر أن عادلخاه عالمة الأنتروبولوجيا معروفة تعمل مع العديد من الشبكات العلمية المتخصصة في المذهب الشيعي.
 ويأتي اعتقال عادلخاه (60 عاماً)، وهي باحثة في جامعة "سيانس بو" في باريس، في وقت حساس تحاول فيه فرنسا وقف التصعيد بين طهران وواشنطن بشأن الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015.
وكانت الأكاديمية التي تحمل الجنسية الفرنسية، جاءت لإجراء بعض الأبحاث في مدينة قم، مع طالب فرنسي آخر، وأكدت السلطة القضائية الإيرانية توقيف الباحثة الجامعيّة الفرنسيّة الإيرانية فريبا عدلخاه.
وكانت أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين أن باحثة فرنسية-إيرانية في جامعة مرموقة في باريس، أوقفت في إيران ولم يسمح لها بالاتصال بالموظفين القنصليين
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين اسماعيلي خلال مؤتمر صحافي في طهران "إنها من بين المشتبه بهم الذين تم توقيفهم مؤخرا"، من دون أن يحدد تاريخ اعتقالها، وقال: "نظرا إلى طبيعة القضية (...) لم يحن الوقت بعد لكشف معلومات حول ملفها".
واكتفى بالقول "نؤكد أنها أوقفت" من غير أن يحدد الجهاز الذي أوقفها، مضيفًا "مع مواصلة التحقيق وبعدما يتم توضيح أوجه أخرى للقضية، سنعطي معلومات بمزيد من الشفافية".
وحين سئل عمّا إذا كانت السلطات استجابت لطلب باريس تأمين زيارة قنصلية لها، قال اسماعيلي إن "القرار سيتخذ في الوقت المناسب".
ولا تعترف الحكومة الإيرانية بازدواجية الجنسية، وبالتالي لا تسمح عموما بتأمين المساعدة القنصلية للموقوفين من حملة جنسيتين.
وأكدت الخارجية الفرنسية أمس الإثنين أن عالمة الأنتروبولوجيا المعروفة التي تعمل مع العديد من الشبكات العلمية المتخصصة في المذهب الشيعي، موقوفة في إيران، وذلك وسط توتر شديد في العلاقات بين طهران والدول الغربية.
وقال زميل الباحثة وصديقها جان فرنسوا بايار لفرانس برس إنها أوقفت في يونيو وهي معتقلة منذ ذلك الحين في سجن إيوين شمال طهران.
وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحافيين معلقا على القضية "ما حصل يقلقني كثيرا، تبلغنا بالامر منذ أيام عدة"، مضيفا "أعربت عن رفضي وطلبت توضيحات من الرئيس (الايراني حسن) روحاني، معربا عن أسفه لعدم تلقي "اي توضيح ذي مغزى".
ووفق موقع "إيران واير" الإخباري، فإن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري هو من قام باعتقال فريبا عادلخاه، الباحثة في العلوم الاجتماعية في الأسبوع الأخير من شهر يونيو.
وأفاد الموقع أن عادلخاه عادت إلى إيران خلال الأشهر القليلة الماضية لإجراء أبحاث حول إيران والدول المجاورة لها، بما في ذلك أفغانستان.
ونقل الموقع عن مصادره أن هذه الأكاديمية التي تحمل الجنسية الفرنسية، جاءت لإجراء بعض الأبحاث في مدينة قم، مع طالب فرنسي آخر.
ووفق تقارير إعلامية،  كانت عادلخاه تقوم خلال السنوات الأخيرة وبالتعاون مع المراكز البحثية التي كانت تعمل معها، بدعوة بعض رجال الدين في قم إلى باريس لحضور حلقات دراسية في مناسبات عديدة.
وأكد علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عملية الاعتقال، لكنه ذكر أنه لا يعرف الجهة التي قامت بها.
وعادة ما تتحفظ الحكومة عن ذكر جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري في هكذا حالات. ويخضع هذا الجهاز الذي يعتبر جهازاً أمنياً موازياً لوزارة الاستخبارات الإيرانية، للإشراف المباشر لمرشد إيران علي خامنئي.
وتقول منظمات حقوقية إن إيران تستمر باعتقال العشرات من مزدوجي الجنسية بهدف استخدامهم كأوراق سياسية في المفاوضات مع الغرب.
في سياق متصل، نددت وسائل الإعلام الفرنسية باعتقال الباحثة، التي احتجزها جهاز الاستخبارات الإيرانية من مليشيا الحرس الثوري لأسباب غامضة حتى الآن، معتبرين أن الباحثة رهينة الخلافات السياسية وأن الحرس الثوري اعتقلها للضغط على باريس. 
اعتبرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن توقيت اعتقال الباحثة الفرنسية، مناورة من الحرس الثوري للضغط على فرنسا لبذل مساعٍ في تخفيف العقوبات.
وأوضحت المجلة أن اعتقال فريبا جاء في توقيت سيئ بالنسبة لفرنسا، التي انخرطت في محاولة دقيقة للوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، حول العقوبات الأمريكية.
ونقلت المجلة الفرنسية عن خبير إيراني طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: "من الواضح أن هذه الفرصة (اعتقال فريبا) اغتنمها الحرس الثوري لعرقلة الحوار الذي بدأه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موضحاً أنه "في الأسبوع الماضي، أرسل ماكرون مستشاره الدبلوماسي إيمانويل بون إلى طهران للحصول على "استراحة من التوترات الحالية".
وأبرمت إيران وفرنسا صفقات تبادل معتقلين في الماضي، بما في ذلك حالة كلوتيلد ريس، وهي طالبة فرنسية ألقي القبض عليها بتهمة التجسس، وتم تبادلها في عام 2010 مع علي وكيلي راد، الذي كان أحد المدانين باغتيال شابور بختيار، آخر رئيس وزراء للشاه في باريس عام 1991.
وسبق أن اعتقلت إيران مواطنين فرنسيين ووجهت لهم اتهامات بما في ذلك في عامي 2005 و2009.

شارك